قبلان: لنتحصن بوحدتنا الوطنية فنعمل لما يحفظ الوطن

 نظمت الإدارة العامة للتبليغ الديني لقاء عاما في مقر المجلس الشيعي الاعلى، برعاية نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، حضره حشد من علماء الدين ومفتي المناطق وقضاة المحاكم وأئمة المساجد ومدراء وأساتذة الحوزات الدينية.

وبعد تلاوة أي من الذكر الحكيم ألقى مدير العلاقات العامة للتبليغ الديني القاضي المفتي الشيخ حسن عبد الله كلمة اكد فيها "ان لإدارة التبليغ الديني نشاطا أساسيا هو تعزيز الخطاب الديني وإبعاده عن التجاذبات السياسية والقبلية والمناطقية والطائفية، وان يكون الخطاب الديني خطابا جامعا يجمع بين المسلمين وبين ابناء الطائفة، وعلى المستوى الوطني ان يكون الخطاب الجامع مع الحفاظ على الثوابت العقائدية التي توارثناها عن الائمة الأطهار وسار عليها العلماء الأفاضل والمراجع العظام عبر التاريخ".

وقال: "من هذين الثابتين نتصدى لعاملين رئيسيين قد يكونا سببا في التصدع الديني الشيعي، وهو الخطاب المتطرف الغير مبني على الثوابت الشرعية في طرح الخطاب والاخر التشكيك، فهناك من شكك في عقائد هذا المذهب بعيدا عن قواعد شرعية او تاريخية لمجرد التشكيك او إبراز حالات علمية من اجل ان يقال عالم، لذلك كان من الضروري اجتماع فئة للتصدي من اجل الحفاظ على هذا المذهب على رغم الكثير من الموانع كالموانع الاقتصادية والذاتية ورغم صعوبة الوضع الاقتصادي ولولا الثبات في العقيدة لكان اتجه إلى مكان اخر".

واعتبر "ان الرشد للقادة السياسيين في الخطاب السياسي لا يفرض علينا كرجال دين ان نكون أعضاء منظمين داخل هذه الاحزاب بل جهة مساعدة للتوجيه الديني، فالسياسيون اخبر، ولكي لا نزاحمهم في السياسة، نحن نقدم يد العون في التوجيه الديني، ونحن نلتقي على أهداف ومبادئ ثابتة العقائد من جهة وعلى الوحدة في الصف الشيعي وعلى المستوى الإسلامي في الوحدة الاسلامية، والتقينا على اساس الجامع الوطني مع بقية الطوائف في لبنان، فلا يوجد ضرورة ان ننطلق في مواجهة حزب في ان نؤسس حزب ديني اسمه اللاحزبية وهذا يؤدي إلى خلل، ونحن لا نريد ان نصل إلى هذا الخلل، إن التبليغ الديني ليس حالة معادية او طرف نزاع بل حالة من حالات التكامل داخل أبناء الطائفة الشيعية وداخل الوطن اللبناني، فهذا النشاط هو نشاط اساسي، ونحن علينا مسؤولية ان ننطلق من اجل الإرشاد والتوجيه الديني، ونؤكد على تواصل كل الشرائح الدينية من اجل النضج في الخطاب الديني".

شرارة

والقى مدير عام التبليغ الديني القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة كلمة اكد فيها "ان هيئة التبليغ الديني لا ترى من المناسب التعامل مع النشاط العبادي والتوجيه والإرشاد الديني من خلال عناوين خاصة وأطرٍ فئوية، وتحويل المراكز الدينية إلى مساحات خاصة لجهات سياسية أو إجتماعية، إن من حق الجهات السياسية والإجتماعية أن تعبر عن نفسها من خلال منابرها ومؤسساتها السياسية أو المدنية، كما أن المنافسة والسعي إلى الاستقطاب هو سلوك طبيعي في السلوك السياسي والاجتماعي، إلا أن الخطاب السياسي لا يجوز أن يستثمر الخطاب الديني إلى حد يختزل عموميته وشموليته، كما أن الموقع الديني لا يجوز أن يتحول إلى موقع سياسي إلى حد يصبح معه الإنتماء الديني تعبيرا عن الانتماء السياسي.

ورأى الشيخ شرارة "ان تقزيم المؤسسة الدينية وتحجيم الخطاب الديني هو خسارة للمجتمع بشكل عام، بما فيه مؤسساته السياسية والمدنية، بداهة أن الموقع الديني هو موئل للإجتماع والوفاق والوئام والوحدة، حيث يمكن أن تكون سائر المواقع السياسية والمدنية مجالا للتعدد والإختلاف والمنافسة، لذلك فإن هيئة التبليغ الديني ترى ضرورة طرح هذه القضية على أعلى المستويات للتداول والمناقشة توصلا إلى إعتماد مبدأ عام يعالج هذه الإشكالية في مساحات النشاط الثقافي والتربوي في المجتمع".

واكد "إن هيئة التبليغ الديني ترى أن رعاية التوازن بين أنماط النشاط الديني والإجتماعي والسياسي بإفساح المجال لكي يمارس كل مكوَّن مسؤول دوره الطبيعي ضمن الحدود التي لا تؤدي إلى الإخلال بسائر الأدوار تشكل ضرورة ونهجا يمكنه أن يوائم بين مقتضيات المرحلة ومقتضيات التاريخ، ويساعد على إستثمار منجزات المرحلة بنحو مكمل لانجازات المسيرة التاريخية، بدلا من إختزال التاريخ في حسابات المرحلة".

وأضاف: "من هذا المنطلق وسعيا وحفاظا على وحدة المؤمنين وتنمية روح الوفاق والوئام والتعاون بينهم نلفت نظر الأخوة المبلغين إلى ضرورة مقاربة هذه الإشكالية بصيغ وأساليب تهدف إلى تحقيق التقاطع بين جميع مكوَّنات المجتمع على توحيد النشاط العبادي خصوصا والديني عموما خارج العناوين الخاصة والأطر الفئوية، وإلى ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة بهذه الروح المسؤولة، والرؤية الإيجابية لتطوير شبكة العلاقات على أساس مقعد ومتوازن".

وشدد على انه من "الضروري جدا أن يكون المسجد موقعا للوحدة والوئام والتعاون، حيث يكون الشارع موقعا للتعدد والإختلاف والمنافسة، ومن الضروري جدا السعي إلى تحقيق ذلك حفاظا على سلامة الصبغة الحضارية للمذهب والنموذج، ورقيِّ البنية الاجتماعية للطائفة".

وإعتبر "ان شهر رمضان المبارك بما يستدعي من آمال موعودة، وبما يطرح من رؤى واعدة، هو من المساحات الأسمى لإطلاق هذا النهج في العلاقات، وتطويرِه من خلال بلورته نظريا وعمليا في مجالاته المختلفة على مستوى التحليل وإستنطاق التجارب".

قبلان

والقى الشيخ قبلان كلمة استهلها بالترحيب بالحضور في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى فقال: "هذا المجلس الذي بني بأيد طاهرة برعاية الإمام موسى الصدر الذي ننتظر رجوعه ليعمر الديار بوجوده وبسيرته وموعظته، ونحن في ايام شعبان في ذكرى ولادة الإمام المهدي وفي انتظار قدوم شهر الخير شهر رمضان المبارك والعبادة شهر الانفتاح على الآخرين، شهر المحبة بين خلقه والشراكة بين شعبه، لذلك علينا ان نتجرد من الأنانية وحب الذات والعصبية، ونشمر ساعد الجد لعبادة ربنا وللتواصل في ما بيننا فنعمل بجد ونشاط وثبات لخير امتنا ولصالح مجتمعنا".

واكد "ان التبليغ الديني نتاج الإمام موسى الصدر والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين على أساس ان نسير على نهج رباني على خط أهل البيت ولاسيما اننا محظيون بأهل البيت الذين خلقوا من خالص محبة الله وساروا على نهج رسول الله وامتثلوا كتاب والسنة النبوية نهجا وسيرة".

وإعتبر "ان رجل الدين يمثل الصلاح والخير والمحبة، والمطلوب منا ان نتعاون ونتواصل ونتحابب على حب الله ومحبة رسول الله والولاء لأهل البيت فهم الخير كله لا يوجد عندهم عصبية او انانية ولا تفضيل يحبون الخير ويقدمون كل ما هو لصالح البشرية، وعلينا ان نتعاون مع جميع المسلمين والمسيحيين لنكون زينة وبشرى ونموذج لأهل البيت، لذلك ستكون لقاءاتنا دائما في خدمة الشرع والحقيقة والإنسانية".

ورأى "ان العلماء هم الطريق إلى الله، فانتم علماؤنا وإخوتنا، ونحن نحب الجميع ولا عداوة بيننا وبين احد، وعلينا ان نتحرك من منطلق إيماني وديني، وننفتح على الآخرين، ونساير الناس، ونتواصل معهم، ونبتعد عن الشحناء والبغضاء والأنانية، نتواضع ونتنازل ونتواصل ونتحابب، فالعلم يهينه التكبر، ويرفعه التواضع، فعلينا ان نكون أهل معرفة وأهل خلق حسن ونتبعد عن الإساءة".

واكد "ان لبنان بلد العائلات الروحية، وهو بلد المحبة والتعاون والخير، فلننفتح على الآخرين وندخل لبيوتهم من الأبواب، فنعمل لما يرضي الله، ونبتعد عن سخطه، مما يحتم ان نفتح الجسور على بقية الطوائف، وقد أطلقنا اسم قاعة الوحدة الوطنية على هذه القاعة لننطلق من خلالها إلى التكامل مع الناس والتعاون في بيننا لنكون سدا منيعا، نحن في حاجة إلى تعاون وجسور مفتوحة في ما بيننا وبين الشعب اللبناني خاصة اننا نحاط بالشر المطلق وبجرثومة فساد هي إسرائيل التي لا تنهزم إلا بوحدتنا وبتعاوننا ومحبتنا، وعلينا ان نتحصن بوحدتنا الوطنية فنعمل لما يرضي الله ويحفظ الوطن". 

السابق
ترو: لابد من ايجاد بدائل لعودة الحوار
التالي
قباني: سنكون حكومة ومجلسا نيابيا فريقاواحدا