نتن.. ياهو

29 تصفيقاً حاراً خلال مؤتمر الايباك الصهيوني أخيراً في الولايات المتحدة، وبوجود مكثف من الكونغرس الأميركي وشخصيات يهودية صهيونية، ولم يتبق من هؤلاء إلا أن ينزعوا ملابسهم ويلوحوا بها عالياً، ترحيباً بالضيف القوي، ويقبلوا رأسه احتراماً، ضيف يحسب له مليون بل مليار حساب، ضيف يتحكم بالإعلام والاقتصاد والسياسة الأميركية والعالمية. ضيف مضاد للقرارات الأممية ومجلس الأمن، ضيف يزعزع كراسي الرئاسة لكبرى الدول، يستطيع أن يفعل ما يريد، يبطش، يقتل، يطرد، يسجن من دون محاكمة، ولو كانت القرارات ضد دولة عربية أو إسلامية لرأينا حجم التأييد وسرعة التنفيذ وقطع العلاقات وتشغيل المحكمة الجنائية، طبعاً تحت الضغط الأميركي المضغوط أصلاً من اللوبي الصهيوني. «نتن ياهو» يتعالى على الموجودين، ويستهزئ بالعرب والمسلمين، خصوصاً الفلسطينيين، حينما قال: نحن سنكون كرماء، كرماء وإياكم التفكير في حلم الرجوع لأراضي سنة 1967. يغتصبون الأراضي، ومع الأسف تحت مظلة الأمم المتحدة الواقفة الساكتة، وفيتو يتلو فيتو، والسامية واياكم والسامية.

أراض تسلب بالقوة ويتكرم علينا حضرة الـ «نتن ياهو»، له الحق أن يتعالى على الجميع، فزمام الأمور بأيدي صهيونية إسرائيلية، وأصبحت القوة الصهيونية بقوة قنبلة نووية موقوتة تهدد العرب فقط. لماذا لا نفكر بجدية؟ إلى متى واللوبي الصهيوني أقوى من اللوبي العربي الفقير برغم القوة الاقتصادية العربية، التي تستطيع أن تتحكم في الاقتصاد العالمي، وتقلب الموازين لمصلحتهم، كفانا تفكيراً بقوتنا واستهلاكنا اليومي والمسلسلات اليومية والموديلات والصراعات، فلنفكر بقوتنا الاقتصادية لنتحكم بالقرارات الدولية لتكون لمصلحتنا ولمصلحة الحق من دون الكيل بمكيالين، لنرجع أسياداً مثلما كنا، أصبحنا نحن العرب، مع الأسف، لا قيمة لنا عندهم، استغل ديننا لينبت لنا متطرفون لا يفقهون بين الصح والخطأ، وبين الخير والشر ليقولوا للعالم: «انظروا هذا هو الدين الإسلامي»، لعنهم الله تعالى، لأنهم بأفعالهم الإجرامية خلقوا لهم الذرائع لتشويه صورتنا أمام العالم بأننا مجرمون وسفاحون.

السابق
قضية جامعة ··· في زمن التفرقة!
التالي
الفرزلي: اسقاط الميقاتي سهل في ظلّ التطورات الحاصلة