حماية المرأة من التعنيف الأسري عند العلامة النابلسي

أكّد الشيخ عفيف النابلسي أنَ حقوق المرأة قد تعرّضت للتعسف والمصادرة والانتقاص، وبقيت قضاياها تُفسّر بسوء فهم، وبطريقة تفتقد إلى شروط العدالة والمساواة.

كلام النابلسي جاء خلال لقائه وفداً من حملة تشريع حماية النساء من العنف الأسري ـ «كفى»، وقال: «لذلك نحن ندعو إلى مقاربات جديدة ومراجعات شاملة وتصحيح بعض الاعتقادات والمفاهيم حول المرأة، التي يرفضها الإسلام وتتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية العامة«.

وأضاف: «علينا أن نصغي إلى صوت المرأة لنعرف مشاكلها وهمومها وهواجسها، ذلك أن إعطاء الأذن الصماء لهذا الصوت يعقّد الأزمة أكثر، ويضاعف من حدتها التي تنعكس سلباً على المجتمع ككل. و إني أرى أنّ سن القوانين المنظمة لحقوق المرأة ليس مؤامرة على الدين وخروجاً عنه، طالما أن الأمور مضبوطة تحت سقف الإسلام ومرجعيته، فلا ضير في ذلك، ويجب ألا نضيق ذرعاً بترتيب هذه القوانين ضمن إطار خاص تقرّه الدولة، فإنّ هذا الأمر يعكس اهتمام الإسلام بالمرأة، ووجهة نظره إلى قضاياها في إطار القوانين المعاصرة والحديثة التي تعتمدها الدول والأمم».

لفت النابلسي إلى أنهّ «كما يوجد أبوابٌ خاصة في الفقه الاسلامي تتناول مسائل في التجارة والمكاسب والطهارة وغير ذلك، فإن هناك أبوابٌ أخرى تتعرض لحقوق المرأة وعلاقات الرجل بالمرأة، ما يقع في دائرة تنظيم كل العلاقات المجتمعية. فلماذا يهرب البعض من رجال الدين من تحمّل مسؤولياتهم و إبعاد الظلم عن المرأة وإنصافها؟ ولماذا تأتي قضايا المرأة عندهم في درجةٍ متأخرة في سلّم الأولويات؟ باعتقادي أنّ سن قوانين خاصة بالمرأة وفق الرؤية الإسلامية الأصيلة من شأنه أن يتحول مكسباً وإنجازاً أخلاقياً واجتماعياً وإنسانياً وحضارياً.«

وقال: «اليوم تستعيد المرأة حقها في الحديث عن نفسها، فيما كان الحديث عنها في السابق يأتي من خلال الرجل ومنطقه ومصالحه. لهذا نحن نريد أن تستعيد المرأة حضورها ووجودها من خلال المنطق الإسلامي الذي يقول: ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم. والمرأة ريحانة وليست قهرمانة، إلى غير ذلك من المبادىء التي تصون المرأة وتحفظ عفتها وكرامتها وحضورها في المجتمع بعيداً عن التعنيف والتنقيص والتهميش الذي يُقابل على مستوى النص الإسلامي بتوبيخاتٍ وتعزيراتٍ وعقوباتٍ صارمة. لذلك يجب أن يخرج بعض رجال الدين من الفهم المقطوع والتفسير المبتور لبعض النصوص القرآنية والروائية وأن يسترشدوا بسيرة الرسول الذي جعل المرأة في مكانةٍ عظيمة، وأخرجها من الجهل والتخلّف إلى نور الهداية والإيمان والعلم، وتكفّل بمعاقبة كل من يرتكب بحقّ الإنسان سواء كان امرأةً أو رجلاً ظلماً وحيفاً وتعنيفاً جسدياً أو معنوياً.

من جهتها قالت المحامية ليلى عواضة: «جئنا لنشكر مبادرة العلامة النابلسي دعمه قضايا المرأة، ودعمه حملة مشروع قانون حماية المرأة من العنف الأسري. ونحن في انتظار أن يصدر من سماحته قراءة شرعية وفقهية حول مشروع القانون، وما إذا كان هذا القانون يتعارض مع الشرع».

السابق
صحة الأم والطفل.. مشروعاً في النبطية
التالي
الانباء: كد أن انتقادات السيد نصر الله للمحكمة الدولية لن تغير الاتهامات وسلاح حزب الله هو أصل المشكلة في لبنان