الجمهورية: الحريري “يكسر التضليل”: لا مقايضة بين المحكمة والسلاح

من منزل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الباريسي، اختار الرئيس سعد الحريري "كسر التضليل"، الذي لفّ ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في المرحلة السابقة. أكد أن المتهمين ليسوا أكبر من بلدهم، وان لا مقايضة بين المحكمة والسلاح".

قرّر سعد الحريري من اليوم وصاعدا قول الأمور كما هي، اتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي بالغدر وبأنهما أداتان، كاشفا أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد قررا الإطاحة به".

قالها بوضوح: "سنسقط الحكومة ديمقراطيا، لن نقفل المطار ونحرق دواليب ونضر الاقتصاد".

ردّ على من اتهمه بأنه مستعد بالتضحية بجرحه الشخصي في المبادرة السعودية – السورية، فاعتذر لأنه "وضع لقمة عيش اللبنانيين والاقتصاد اللبناني أمام جرحي"، قائلا: "كنت أعلم أنني أخسر سياسيا وشعبيا

أما هم فكانوا يناورون، وهدفهم التخلص من سعد الحريري".

لم يرفض الحوار مع نصرالله لكن "بحضور شهود"، داعيا إياه إلى التواضع والحفاظ على إنجازات المقاومة".

أسف لأن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لم يلتزم خطاب القسم، وتمنى على رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن يكون شريكا في الوطن لا شريكا للمتهمين، كما أسف لأن يكون النائب ميشال عون ضابط صف ثان عند حزب الله عوض أن يكون في الصفوف الأولى لـ14 آذار".

أكد أن ما يرتكب في حق الشعب السوري "جريمة"، ناصحا للرئيس السوري بشار الأسد الحفاظ على الشعب السوري "لأنو ما حدا أكبر من بلدو". وأخيرا عاهد حلفاءه وجمهور 14 آذار إكمال المسيرة، داعيا إياهم إلى عدم اليأس والتمسك بالغد.

وفي حديث إلى قناة الـ"أم.تي.في"، أعلن الحريري "أنني سأعود إلى بيروت في أسرع وقت ممكن وهذا القرار أنا أحدده"، لافتا إلى "أنني قررت أن أغيب لأراقب من بعيد وأترك المجال للأخوان لتشكيل الحكومة لأنني أتهم بكل ما يحصل في لبنان والعالم والحمد لله شكلوها".

وشدد على أن "التهديدات موجودة منذ العام 2005 ومن اغتال رفيق الحريري يحاول اغتيال سعد الحريري"، مؤكدا أن الغياب "طوعي". مضيفا: "ثمة من يريد عودتي عن محبة وثمة من يريدها لأكون هدفا".

وأوضح "أنني قررت أن أتكلم لا لأكسر الصمت إنما لأكسر التضليل الذي رافق المرحلة السابقة في ملف المحكمة الدولية"، واصفا كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن المحكمة بأنه "تضليل"، لافتا إلى أن "لو عقد نصرالله 300 مؤتمر صحافي فلن يغير حرفا في قرار المحكمة". وأكد أهمية أن "يمثل المتهمون أمام المحكمة"، ورد على نصرالله في هذا الإطار بالقول: "لو كانت الحكومة حكومة سعد الحريري لكنا بحثنا عنهم وسلمناهم".

ورأى أن "مؤتمرات الفريق الآخر الصحافية تشكل تحريضا للمجتمع الدولي"، محذرا من أن "لبنان سيدفع ثمن عدم التعاون". وانتقد التناقض بين كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وصفه بأنه "وكيل حزب الله"، وبين مواقف الحزب، سائلا: من نصدق؟

وأكد أن "المحكمة قائمة ولن يزيحها احد"، لافتا إلى "أننا نتكلم عن أفراد لا عن حزب الله لكن السيد نصرالله تبناهم"، مشددا على "أننا نريد العدالة لا الثأر ونحن سلكنا الطريق الصعب ونجحنا بعد نضال ست سنوات"، مضيفا: "رفيق الحريري قال لا احد اكبر من بلده وهم يكررون الكلام نفسه، فهل المتهمون أكبر من بلدهم؟"

وشدد على أن "لا استقرار من دون عدالة، ليضعوا أنفسهم مكاننا، أين الحقيقة في قضية اغتيال الشهيد عماد مغنية"، مذكرا بأن "لبنان عاش اغتيالات لمدة 30 عاما وللمرة الأولى في تاريخ لبنان والعالم العربي تتشكل محكمة لمحاكمة قتلة السياسيين وأصحاب الرأي العام".

وسأل: "من يهدد بعدم الاستقرار؟ ماذا فعل سعد الحريري بعد صدور القرار الاتهامي، فالقرار صدر ولم تحصل خلافات مذهبية؟ وأشار إلى "أننا أخذنا السيادة والاستقلال وبقيت العدالة"، مؤكدا أن لا استهداف للطائفة الشيعية وإذا ثبت غدا أن هؤلاء الأشخاص الأربعة ارتكبوا الجريمة فهم ليسوا مسلمين ولا شيعة، هم مجرمون".

مبادرة الـ"س.س".

وأوضح الحريري أن مبادرة الـ"س.س. كانت مبنية على أسس إعطاء كل شيء إلى الدولة، كان هناك مصالحة ومسامحة ووضع السلاح على الطاولة وقد سرت فيها بكل صدق من أجل لبنان، لكن البعض يظن أنه أكبر من لبنان"،

وقال: "السيد حسن قال إن لديه ورقة، هناك ورقة وهذه الورقة تتضمن نيات يعرفها الأتراك والقطريون فما كان جوابه، (…) أنا لا أريد سلطة إذا كنت سأعض على الجرح سأعضه من اجل لبنان والمؤسسات والدولة واللبنانيين ولقمة العيش. أنا اعتذر إذا وضعت لقمة عيش اللبنانيين والاقتصاد اللبناني أمام جرحي، ولكن المشكلة اين؟ المشكلة أننا كنا نعمل بكل صدق ليس من اجل السلطة، فلو اردنا السلطة، نعرف كيف نأتي بها"، متهما الحكومة بأنها "حكومة الدويلة لا الدولة".

وسأل: "عندما ذهبت إلى سوريا وإيران هل كنت طالب سلطة، أم كنت في السلطة؟"، لافتا إلى "أنني كنت أعلم أن الفريق الآخر يناور وكنت أعرف أنني أخسر سياسيا وشعبيا لكن ماذا دفع الآخرون؟ لا يريدون أن يدفعوا شيئا؟ يريدون التخلص من سعد الحريري، فمن تخلص من رفيق الحريري ماذا يريد من سعد الحريري؟"

وأشار إلى أن "رفيق الحريري احترم الطائف ولم يملك سلاحا، (…) في حياتنا لم ندخل بألاعيب دستورية وغير دستورية"، مشددا على أن المشكلة الأساسية تكمن في السلاح معربا عن تفاؤله بمستقبل البلد.

ورأى أن "السلاح يشكل مشكلة لحزب الله، فاللبنانيون لن يسكتوا عن توجيه السلاح إليهم وسعد الحريري لن يسكت ولا شيء يفرقه عن حلفائه إلا الموت".

وشد على "أنني أحترم رأي وليد جنبلاط لكن لا يجوز فرض الرأي بالقوة. الخلاف السياسي مشروع لكن منطق القوة مرفوض"، مشددا على أن "خطابنا السياسي هو نفسه في شأن السلاح ولسنا طائفيين".

ورفض رفضا مطلقا "المقايضة بين العدالة والحقيقة والسلاح"، لافتا إلى أن "14 آذار لا تملك سلاحا أو الأدوات لهدم الاستقرار". وسأل: "هل نعتذر عن مقتل شهدائنا؟ من عيّن حزب الله قاضيا ومحكمة؟" مشددا على أن "التسريبات أمر طبيعي في المحاكمات الدولية".

وهل هو مستعد للقاء نصرالله: "أنا لست ضد الحوار، ولكن هذه المرة أريد الحوار في حضور شهود".

الحكومة الميقاتية

وفي الموضوع الحكومي، أعلن الحريري أن "لا خلاف سياسيا مع ميقاتي وما يهمني هو المشروع في البلد اليوم، اليوم هناك حكومة هي حكومة حزب الله، نقطة على السطر، رئيس هذه الحكومة هو الرئيس ميقاتي، وعندما خضنا الانتخابات مع ميقاتي ومحمد الصفدي ونواب آخرين، وقفنا أمام الطرابلسيين، هل قلنا إننا مع الحقيقة والمحكمة مبدئيا؟، أم قلنا نحن مع المحكمة والعدالة والحقيقة"، واعتذر في هذا السياق "من أهالي طرابلس لأنهم كانوا رأس حربة في 14 آذار".

وشدد على أن "نصرالله والرئيس بشار الأسد قررا إطاحة الحريري، أما ميقاتي والوزير محمد الصفدي فهما أداتان". وسأل: "ماذا يعني البيان الوزاري بعد كلام نصرالله عن عدم تسليم المتهمين حتى بعد 300 عام؟"، معتبرا أنهم "لا يريدون فعل شيء للدولة إنما للدويلة، وهم استغلوا اللحظة المناسبة لإسقاط سعد الحريري و14 آذار عبر استغلال العناصر الضعيفة"، متهما ميقاتي والصفدي "بالغدر الذي أصاب اللبنانيين". ولفت إلى أن وليد جنبلاط "زعيم سياسي وهو حمل دم رفيق الحريري، وأنا أحترمه وأحترم جمهوره ولو اختلفنا في السياسة".

وسأل: "أين هي حكومة التكنوقراط التي كانوا ينادون بها؟"، مشيرا إلى أن "التشكيلة الحكومية هي مصلحة سورية – إيرانية ولو لم تكن إيران متحمسة لما شكلت الحكومة".

وأعلن "أننا سنخوض معارضة ديمقراطية وسنسقط الحكومة ديمقراطيا". وإذ لم يستبعد اللجوء إلى الشارع"، طمأن إلى "أننا لن نقفل المطار ونحرق دواليب ونضر الاقتصاد لكننا سنتصدى لحكومة أتت بانقلاب وبقوة السلاح".

وشدد على "أننا ندعم أي مشروع اقتصادي يفيد البلد، ولن نلجأ إلى المجتمع الدولي للضغط على لبنان اقتصاديا"، ولفت إلى "أننا مجبرون على التعاطي مع شركائنا في البلد بحسن نية لكن نرفض مشروع إلغاء الاستقلال ووضع اليد على البلد وأسلوب تفكير اللبنانيين".

ورأى أن "الحكومة لن تعيش حتى انتخابات 2013 لأننا سنكون معارضة شديدة وسنسقطها ديمقراطيا"، مؤكدا "أننا لا نخاف الكيدية وعام 1998 حاولوا التخلص من رفيق الحريري لكنه عاد وفاز في الانتخابات عام 2000".

وعن طاولة الحوار، أعلن "أننا لن نناقش أحدا في المحكمة الدولية ولن نشارك إذا كان الموضوع "لف ودوران"، لكن سنحضر إذا طرح سلاح حزب الله على طاولة البحث"، مشددا على أن "السلاح الذي يوجه إلى الشعب لا ينفع أصحابه".

سوريا

وفي موضوع التطورات السورية، أعلن الحريري "أننا مع علاقات مميزة مع سوريا"، مؤكدا "أنني كمواطن عربي لا يمكن إلا أن أتفاعل مع ما يواجهه الشعب السوري"، مؤكدا أن ما يحصل ظلم، والشعب السوري يقول كلمته ولا يخرب بلاده".

وقال: "هناك جريمة ترتكب على الصعيد الإنساني ولا يمكن إلا أن نتعاطف مع الشعب السوري"، مضيفا: "البعض يقول إن تيار المستقبل يتدخل، فيما البعض الآخر يقول إن حزب الله يتدخل، فهل حرق أي علم لتيار المستقبل في التظاهرات الداعمة للنظام فيما تحرق أعلام أخرى في بقية التظاهرات؟"

وأشار إلى أن "أحدا في العالم لا يعرف ماذا سيجري في المنطقة"، معربا عن عدم تخوفه ومستبعدا أن تتجه المنطقة إلى التقسيم.

ماذا تقول

وعمّا يقوله للرئيس بشار الأسد: لا أحد أكبر من بلده والشعب السوري عماد الدولة ويجب الحفاظ عليه.

إلى الرئيس ميشال سليمان: كنا نتمنى أن يلتزم خطاب القسم وأن يكون عهده أفضل.

إلى الرئيس نبيه بري: نريدك شريكا في الوطن وليس شريكا للمتهمين.

إلى النائب وليد جنبلاط: أحترمه كزعيم. البعض في المستقبل أو 14 أذار يرون أن كلامه قاس في حقنا. لا أوافقه رأيه سياسيا وهنا أؤكد مجددا أن المشكلة في السلاح ووليد جنبلاط ينطلق من خوفه على البلد ومن خوفه من الفتنة، لكن الفتنة تحتاج إلى طرفين ولن تقع فتنة، فنحن لسنا سنّة فقط، إنما نحن سنّة وشيعة وموارنة ودروز، كما أن المتهمين لا يمثلون طائفة.

إلى النائب ميشال عون: أحترم جماهير ميشال عون، وكنت أتمنى عليه أن يكون في أول صفوف 14 آذار أكثر لكن لسوء الحظ ارتضى أن يكون ضابط صف ثانياً عند حزب الله.

إلى الرئيس أمين الجميّل: دم الشهداء لا يضيع، بيار أخ وسامي أخ وسنكمل المسيرة، مؤكدا "أنني هنأت سامي بمداخلته في مجلس النواب".

إلى الدكتور سمير جعجع: الحكيم صديق ونحن على اتصال دائم. وأكيد أكيد سنكمل المسيرة ولا شيء يفرقنا إلا الموت. فهو رجل يمكن الاتكال عليه، كلمته كلمة ولا يخطئ، وهاجسه الأساسي استقلال لبنان.

إلى جمهور 14 آذار: هناك انقسام لكنه سياسي وليس طائفيا، هناك مشروعان في البلد ونحن مع سيادة لبنان واستقلاله وعروبته ومع مشروع ربح الناس وأن نشرح لهم لماذا نريد المحكمة.

عندما تشعرون أنكم محبطون تأكدوا أن هناك غدا وبعده والأسبوع المقبل ومستقبل لبنان سيكون مثلما تريدون لأننا لن نترك لبنان ونحن نريد لبنان جوهرة ديمقراطية في العالم العربي.

وقد أبدى تخوفه من وقف تمويل المحكمة، لافتا إلى أن موقف الحكومة الحقيقي سيظهر من خلال هذا الموضوع، وسأل: كيف تكون المحكمة إسرائيلية وتحترم القرار 1757؟"

إلى السيد حسن نصرالله: رفيق الحريري قال لا أحد أكبر من بلده، وأتمنى أن يقول هو الشيء نفسه وينظر إلى لبنان على أنه لكل الطوائف وليس لمشروع المقاومة فقط. ليتواضع ويقول إن الخرق أمر طبيعي والمقاومة أنجزت فلا تضيّع إنجازاتها.

وإلى رفيق الحريري والشهداء: الحقيقة بدأت تظهر، العائلة بخير، ونحن بخير والبلد بخير ومشروعك لا أحد سيوقفه وسيستمر مثلما تريده لأننا عائلة ولا يمكن أن نتخلى عن دماء رفيق الحريري. ضحينا كثيرا وممنوع عدم التفاؤل.

وإلى اللبنانيين: في الجنوب والشمال والبقاع والجبل وبيروت الحبيبة، "ما إلنا إلا بعضنا"، إما أن نتفق مع بعضنا وشو فارقة معنا كل العالم، ولكن إذا أردنا أن نحتكم إلى الأقوى، فجميعنا خاسرون.

السابق
السفير: الحريري: أسقطني الأسد ونصر الله … وأحاور «السيد» مع شهود
التالي
الوفاء لرفيق الحريري… ماذا يعني؟