الشاعر عصام العبدالله: أمشي مستقيماً في الشارع وفي الحياة

 القصيدة "المستضعفة"
أضحك كثيراً من أولئك الذين يتحدثون كل حياتهم في المحكية ولا يكتبون فيها حرفاً، أتعجب كثيراً أسألهم يقولون لي لا نعرف كيف تعرف لغة تتكلمها ولا تكتب فيها شعراً، وكيف لا تكتب إلا في اللغة التي تعلمتها في المدرسة؟! شيء محيّر أظن أن القصيدة المحكية متهمة بلغتها من قبل كثيرين. الكثرة الساحقة تُعامل القصيدة المحكية معاملة لا ترضي أحداً. أقول الآن القصيدة بالمحكية في حالة الهجوم أنها كانت مستضعفة فعلاً. ولكنها الآن تستعيد قامتها شيئاً فشيئاً أو هي تخترعها.
الشعر صعب، وأنا مقل شعرياً ولأن الشعر صعب فأنا أحاول كتابة الجملة التي لا تشبه أحداً. اللقطة التي هي لي، هذا صعب، صعب جداً. أدعي بأنني لم أقرأ بعد. وأدعي أن أحداً لم يتناول بعد تجربتي. لا أعرف إذا كان النقد موجوداً ولكن هذه المهمة هي مهمّة مؤسسات، لي ولغيري. أن نأخذ شاعراً وندرسه ونكتشف فتوحاته ونكتشف جِدته. علمنا طلابنا في صف البكالوريا ابن الرومي، وكنا نقول: التوليد عند ابن الرومي. ليقل لنا أحد: أين التوليد في شعر فلان أو شعر فلان؟! أظن بأن أزمة القراءة، هي: كيف نقرأ القصيدة؟ وأنا أحدّث دائماً، وأقول دائماً هذا الكلام أمام كل الأصدقاء، نحن لا نقرأ حتى بعضنا. وإذا قرأنا سنقرأ غير متمهلين. أقول وأستعير لعباس بيضون أريد أن نقرأ القصيدة كما تقرأ نملة في مجلّد، أن نقف عند كل كلمة وأن نقف عند كل لفظة، وأن نستكشف، وأن مروحة الدلالات التي يفترض أن تكون في القصيدة يجب أن نكشف عنها، فهي لا تُقرأ هكذا… وأحذر: أننا إذا لم نُعد النظر في قراءتنا لن نحفظ شيئاً لغيرنا ولن نكون منصفين.
فلاح لغوي
• أخيراً لا بد لنا من السؤال عن بلدتك الخيام، ماذا تعني لك؟
– أنا فلاّحٌ في اللغة وكنت فلاحاً في المظاهرات وكنت فلاحاً في الأحزاب، لم يبقى لي سوى الأرض كله هباء كله جمل تطير في الهواء ولا تبقى. لم يعد لي إلا الأرض أنا فلاح في اللغة، اللغة أرض الثقافة إنني هناك أشتغل قليلاً وألعب كثيراً وأظن بأن العمل الطويل الشاق يؤثر على ما أسميه فسحة التأمل، ففي فسحة التأمل يجتمع زمن القصيدة، لا أستطيع أن أراها وأنا أشتغل سأكون كسولاً جداً جداً وأنتظرها وأتقدم خطوة نحوها ثم أتقدم خطوتين علها تأتي، ولكن أظن بأنني أمين على هذا الإرث العظيم للبشرية التي هو العدالة والجمال أقيم هناك في العدالة والجمال أنني أحمل ميزاناً يتعبني ولكنني لا أستطيع أن أركض أنا مؤلف من كفتي ميزان وأنا أحاول أن أضل مستقيماً وتلاحظين بأنني أمشي مستقيماً في الشارع وفي الحياة.

– لمن تقول فضلك عليّ: لكثيرين
– أنت صديقي: لكثيرين.
– لا أنساك: لكثيرين.
– أعتذر: لقلة جداً.
– من تنتقد؟: كل الناس.
– من تصفع؟: أرغب بأن أصفع كثيرين.
– بكلمة: الأرض مستديرة، وردة لمن، لام حازم، شكراً لمن لكِ مما تخاف، من المرض.
– بعدك على بالي؟ لقلة من النساء الفاضلات.
– أي سؤال تسأله ولأي شاعر أو أديب أو صديق؟ كيف صحتك.

الانتماء والزمن
– لمن تنتمي؟ أنتمي إلى كوكب جميل اسمه الأرض، وأقيم في بيت مصنوع من أفكار جميلة هي سبب وجود الإنسان. أقيم في غرفة في هذا البيت اسمها العدالة. ثم أنام على سرير اسمه الذكاء ثم أجلس على مكتب اسمه الكسل.
– لو عاد الزمن ماذا تغير؟ الكثير من الناس ربما تجيب لا أغير شيئاً. أنا أغير أشياء مثلاً لا أدخن، وكنت اهتممت أكثر باللغات الأجنبية. كنت انقضت عدد حبيباتي. كنت التزمت برنامجاً رياضياً، وأشياء أخرى. أما على صعيد الأفكار فأنا بدأت بريء على بياض ثم عندما اختلطت عليّ الألوان انتحيت جانباً وصرت متفرجاً. أما في الشعر أو الأدب. فلي حديقة ربما صغيرة ولكنها تعجبني.
 

السابق
سعيد الصباح يجمع “طرائف” لتتسّع مساحة الأهل
التالي
شعره جاب صحراء الحجاز وتعدّى حدود الهند محمد كامل شعيب