هذا ما قال لي السيد حسن نصرالله

هذا ما قال لي السيد حسن نصرالله في مكتبه أواخر 2005، وهو شبه حرفي مع اختصار كلمات أو عبارات مكررة، وتحويل بعض الكلمات من العامية إلى الفصحى، وزيادة كلمات مني بين هلالين كبيرين لإيضاح سياق الكلام. ثم أعتذر لتكرار المادة المنشورة في 2005، فقد وجدتها أكثر علاقة بأحداث اليوم منها قبل ست سنوات.

قال السيد: «عندنا هاجس وطني. لا نقبل وصاية أجنبية.

ما أثار قلقنا بعد الانفجار وقتل الحريري انه قبل أن ينقل إلى المستشفى وقبل أن يتأكد موته الجو كله أخذ منحى اتهام سورية، من دون تأمل أو توقف أو تفكير، وهذا أثار قلقنا.

لا دليل براءة أو إدانة. انتظروا ساعة. اتهمت سورية واتهم النظام الأمني السوري – اللبناني. الكل سار في هذا الاتجاه. اتجاه شعبي وإعلامي. خلونا نتناقش.

صار هناك توظيف سياسي للجريمة… ننطلق من لبنان لنصفي حسابات قديمة مع سورية.

بعد أيام ذهبنا إلى بيت الحريري لنعزي عائلته. سألته (سعد) لماذا مئة في المئة ضد سورية؟ لماذا ليست إسرائيل؟ هي تملك القدرة على التنفيذ. تملك المصلحة والدوافع من 14/2 (2005) وحتى اليوم إسرائيل هي المستفيدة. الوضع الداخلي بعد الاغتيال صعب. ظهرت انقسامات حادة. ناس تقول إسرائيل لا تقتل الحريري. هذه إهانة للحريري.

لا بد من تحقيق منفصل ومستقل عن الصراع السياسي والطائفي في لبنان. التحقيق معني بموضوعين، الاحتمالات والتنفيذ، أو الآلية. نضع كل الفرضيات. من قتله؟ الجهة الفلانية أو الفلانية أو الفلانية؟ حتى نصل إلى فرضية مقنعة.

الاستخبارات الأميركية؟

تنظيم القاعدة؟ هو يملك القدرة والأسباب.

هذا في المضمون. في الشكل طلبنا تحقيقاً لبنانياً – سعودياً. الجانب السعودي يشكل ضمانة وعامل اطمئنان. عنصر عربي نحترمه ونعمل له حساباً. (الرئيس) بشار (الأسد) وافق على تحقيق لبناني – سعودي، السعوديون رفضوا.

قلنا لجنة تحقيق عربية بإشراف الجامعة (جامعة الدول العربية) من دول عربية. الجامعة شكلت لجنة لمراقبة تنفيذ اتفاق الطائف.

طُرِحت فكرة لجنة تحقيق دولية يشكلها مجلس الأمن. في البداية تحفظنا على هذه اللجنة بسبب سيطرة أميركية كبرى على المجلس. سيستغل التحقيق لابتزاز سورية وتحقيق مصالح أميركية وإسرائيلية، ويضيع قتل الحريري. إذا وصلت اللجنة إلى دليل يدين إسرائيل أنا واثق من أنها ستخفيه.

كانت عندنا تحفظات. قلنا لجنة تأخذ دعماً دولياً لكن بعيداً عن مجلس الأمن لإبعاد السيطرة الأميركية. ما مشي هذا الاقتراح.

تشكلت لجنة دولية. خلصت مدتها. (الأمين العام للأمم المتحدة كوفي) أنان كان يملك صلاحية التمديد. أصروا على أن تطلب الحكومة اللبنانية التمديد. نحن مشاركون في الحكومة ورغم تحفظنا وافقنا على التمديد مراعاة للمشاعر. اليوم يريدون التمديد (مرة أخرى). ما عندنا مشكلة شرط أن يكون التمديد لزمن معين وليس مفتوحاً.

نحن غير موافقين إذا شكل مجلس الأمن محكمة دولية. هذا شأنه. لماذا يطلب منا (أن نطلب منه تشكيل هذه المحكمة)؟

الإشكال الأول أن التحقيق لم ينته. خلّي التحقيق يخلص ونحكي عن المحكمة. أو نناقش تشكيل المحكمة أثناء سير التحقيق. (ديتليف) ميليس نفسه يقول إن المحكمة لا تستطيع بدء عملها قبل انتهاء التحقيق.

الحكومة (اللبنانية) عندها إصرار وتطالب بمحكمة دولية. ما طبيعتها؟ ما نظامها؟ قانونها؟ هيكليتها؟ ممن تتشكل؟ من يشكلها؟ يريدون أن نوافق على شيء غامض مبهم مجهول، يأخذوننا بالعاطفة والتهويل. محكمة يشكلها مجلس الأمن يعني أن تكون خاضعة لأميركا. أي شيء خاضع لأميركا سلبي. نريد حداً أدنى من الثقة.

موضوع المحكمة ينتظر وندرس الخيارات المطروحة. ما أفضلها لنضمن محاكمة عادلة وابتعاداً عن التسييس.

(يكمل بعد مكالمة هاتفية مع سعد الحريري) الحل عندما ينتهي التحقيق يحق لرئيس الوزراء أن يطلب محكمة دولية فيوافق حزب الله.

إذا طلع حزب الله وأمل من الحكومة لا تبقى حكومة. (العماد ميشال) عون له 75 في المئة من المسيحيين وغير ممثل، وخروج الشيعة يعني أنها لا تمثل الشعب.

(تبع ذلك حديث عن إيران وبرنامجها النووي قبل أن يعود السيد ويقول): المهم مصلحة لبنان، لا أن يصير لبنان معبراً لتغيير النظام في سورية. لا نريد أن يُزج لبنان في قضايا لسنا معنيين بها ومش قدها. قلت لسعد: إذا وجد دليل قطعي حسي نحن معكم. المهم أدلة قطعية».

السابق
إسرائيل والربيع العربي
التالي
الحياة: البيان الوزاري أطاح هيئة الحوار الوطني