أحمدي نجاد يحذر من اعتقالات في صفوف حكومته

 يبدو ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي يتهمه معارضوه بـ «التغريد خارج سرب القضايا الاقليمية والدولية»، قرر اتباع المنحى نفسه داخليا، اذ لم تمر 24 ساعة على تصريحات القائد الاعلى الولي الفقيه السيد علي خامنئي التي اشاد فيها بالسلطة القضائية ورئيسها، مع تأكيد رفضه نعت قرارات هذه السلطة بالسياسية، جاء (احمدي نجاد) ليشهر سيفه امام كل من يحاول التعرض لفريقه الحكومي، في اشارة الى السلطتين القضائية والتشريعية اللتين يترأسهما الشقيقان عراقيا المولد صادق لاريجاني وعلي لاريجاني، مؤكدا «ان الحكومة خط احمر».
وشهر الرئيس الايراني أمس، سيف التحدي غير المسبوق في وجه القضاء والبرلمان، قائلا: «اتخذت لحد الان موضع الصمت، لكنهم اذا ما ارادوا توجيه الاتهامات، بذرائع شتى، الى وزارتي، فانني سأستخدم صلاحياتي القانونية، ان الحكومة خط احمر واذا ما حصلت محاولات للمساس بها فسأتدخل للحؤول دون الحاق الاضرار بالبلاد».
وتابع: «تقع على عاتقي مسؤولية اخلاقية وقانونية ووطنية، لذلك سأقف بوجههم وسأنبري للدفاع عن زملائي».
وفي تناقض واضح مع حديث خامنئي واشادته باداء القوة القضائية، قال احمدي نجاد: «سيف فاليشهر… الحكومة خط أحمر».
ورغم الازمة التي طرأت على علاقة خامنئي بأحمدي نجاد منذ قرر الاخير اقالة وزير الامن حيدر مصلحي، لكن القائد الاعلى رفضها وامر شخصيا الوزير بالعودة الى مقر عمله، فان خامنئي يرجح عدم استجواب احمدي نجاد وحجب الثقة عنه باداة عدم اهليته السياسية، خشية تأثر الداخل الايراني بما يجري في المنطقة ولكون الظروف الاقليمية والدولية المحيطة بايران ليست مناسبة في المرحلة الراهنة، واذا ما حصلت اي اضطرابات جديدة في ايران جراء حذف احمدي نجاد من السلطة، فان جمعها والسيطرة عليها لن يكون يسيرا كما حصل في حركة الاحتجاج على الانتخابات عام 2009، لكون الرجل له قواعد لايستهان بها في الحرس الثوري والمتطرفين في المؤسسات الدينية والقوى السياسية.
واعرب احمدي نجاد عن امله بالا تصل الاوضاع الى المستوى الذي يضطر فيه الى «كشف المستور امام الرأي العام لان ذاك سيكون مكلفا للغاية». ولم ينتظر رئيس البرلمان طويلا، اذ جاء رده سريعا وقاطعا، اذ قال «ان القائد اكد ان السؤال والاستجواب هو من مهام مجلس الشورى الاسلامي، ونحن لتحقيق وجهات رؤاه لن ننتظر ان يصدر لنا امرا حكوميا».
من جانب ثان، اكد رئيس منظمة ميليشيا «الباسيج» محمد رضا نقدي، «في يوم ما كان في وسع الغربيين باتصال هاتفي واحد تغيير شاه ايران ووزارته، اما اليوم فبحركة واحدة من الامة الايرانية تتغير تشكيلة الحكومات الاوروبية والاميركية».
ونفت ايران امس، على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها رامين مهمان باراست ما قالته بريطانيا من أنها تختبر صاروخا قادرا على حمل رأس نووي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم، في وقت سابق امس، ان «ايران اجرت تجارب سرية على صواريخ باليستية واطلقت صواريخ ولاسيما صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، منتهكة بذلك قرار الامم المتحدة 1929».
وفي اليوم الثالث من المناورات العسكرية التي تجريها ايران لمدة عشرة أيام، قال أمير علي حاجي زاة رئيس ادارة الطيران والفضاء التابعة للحرس الثوري، ان ايران اختبرت للمرة الاولى نظام رادار جديدا «الغدير» لرصد الاهداف الجوية وصواريخ «كروز» والصواريخ الباليستية والاقمار الاصطناعية التي تدور حول الارض في ارتفاع منخفض والطائرات المتطورة غير القابلة للرصد بواسطة الرادارات العادية.
على صعيد آخر، استدعت الخارجية الايرانية، سفير المجر جورج بوستين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي احتجاجا على بيان اصدره الاتحاد يتهم فيه مسؤولين في الحرس الثوري بالمساعدة على «قمع حركة الاحتجاج في سورية».
وانتقدت الوزارة النهج «غير القانوني والصلف للاتحاد الاوروبي تجاه ايران، وكذلك سياساته المتناقضة ازاء تطورات المنطقة وما يجري في البحرين». 

السابق
الراي: بيروت «تربط الأحزمة» في ملاقاة… القرار الاتهامي
التالي
زمن إعلامي ولّى