مكاري: ميقاتي يدّعي الوسطية للوصـــول إلى السلطة

 ذكّر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "بأن الرئيس نجيب ميقاتي تعهّد في العام 2009 بعدم الترشح إلى رئاسة الحكومة إلا بموافقة الرئيس سعد الحريري"، متمنياً لو "ذهب ميقاتي إلى قصر بعبدا و"غفا هناك ولم يخرج بحكومة كهذه" .

واذ لفت في حديث لـ "أخبار المستقبل" الى ان "كل اللبنانيين يرغبون في وجود حكومة، لكن لا يريدون حكومة تعيدهم الى ما كنا عليه قبل العام 2005"، جازماً " بأننا لا نراهن على رحيل النظام في سوريا، وما يحدث في سوريا شأن سوري داخلي"، موضحا ان "لا جديد في خطاب الرئيس السوري وان السوريين يريدون افعالا لا اقوالا" .

وقال: "نحن لا نقول ان الفريق الثاني في لبنان غير موجود ولديه مؤيدون لكن الظروف التي يحصل عليها من خلال السلاح والدعم السوري تسمح له بمد يده على السلطة وابعاد الفريق الآخر" .

اضاف: "لا نرغب في التدخل في الشأن السوري فنحن مع الاصلاح في سوريا ولكن يترك الموضوع للسوريين من يريدون في الحكم وكيف يكون شكل هذا الحكم ، لكن ما نتمناه لهم لا يتمنونه لنا، وهم ما زالوا يتدخلون بقرارنا اضافة الى ذلك لا يمكن ان نكون مع الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا ولا نكون مع الثورة في سوريا" .

وابدى عدم اقتناعه "ان النظام السوري هو من يحمي المسيحيين بل ثقافتهم وقيمتهم الفكرية تحميهم".

تابع: "ان هذه الحكومة هي حكومة سوريا وحزب الله بامتياز واذا بقي النظام في سوريا يختلف وضعها اما اذا تغير النظام فلن تبقى، وقد يكون الرئيس ميقاتي صادقا انه لم يتلق اتصالات الا انه نسي كم مرة قصد شقيقه طه سوريا وكم مرة "الخليلان" والنائب وليد جنبلاط قصدوا سوريا وكم كثفوا زياراتهم في الاسبوع الاخير".

واوضح اننا "اعطينا الرئيس ميقاتي قبل التأليف فرصة منذ ان كلف ودعوناه الى ان يؤلف حكومة متوازنة مقبولة من الجميع وهذه المرحلة كانت تتطلب حكومة تكنوقراط"، مشيراً إلى ان "جميع الوزراء السنّة لا يختلفون عن بعضهم في هذه الحكومة"، سائلاً: "ما الفرق بين الوزير فيصل كرامي وميقاتي طالما لا يمكنهم الادلاء برأيهم وطالما في النهاية القرار مأخوذ في هذه الحكومة؟"، معتبراً ان "الرئيس ميقاتي لم يكن يوما وسطيا بل يدعي الوسطية للوصول الى رئاسة الحكومة" .

تابع: "كل اللبنانيين يرغبون بوجود حكومة لكن لا يريدون حكومة تعيدهم الى ما كنا عليه قبل العام 2005 وكان بامكان ميقاتي الا يفترق عن فريق "14 آذار" وينتقل الى الفريق الآخر واذا لم يتمكن من تأليف الحكومة التي تمثل طموحاته كان بإمكانه ان يعتذر وكان يمكنه ان يكون اكثر وفاء للرئيس الحريري وارثه".

واعتبر ان "الثلث المعطل في هذه الحكومة ممكن ان يستعمل في الامور الداخلية، اما في التفاصيل الاساسية فهذا الثلث المعطل مُعطّل".

وقال: "في موضوع المحكمة مثلا والقرارات الدولية ليس بامكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة والنائب جنبلاط ان يأخذوا موقفاً، وكما حصل التأليف يحصل القرار ولا حاجة لقمصان سود بل ساعي بريد او اتصال" .

وذكّر مكاري بأن "سوريا سمحت للاعب اللبناني باستخدام الوقت الضائع بالجدل بالحقائب والحصص لانها اعتقدت انه بامكانها المقايضة مع بعض الدول العربية او الغرب بكيفية شكل الحكومة اللبنانية من اجل الاوضاع الداخلية، وعندما وصلت الى وضع داخلي مزعج امسكت بالوضع السياسي والامني فكانت هذه الحكومة اللبنانية"، متمنياً ان "تمارس الحكومة الكيدية لانها تقود الى الشعبية"، مبديا عدم اعتقاده ان "من صفات الرئيس ميقاتي الكيدية بل هي صفات قد يتمتع بها غيره في الحكومة"، لافتاً إلى انهم "لن يمارسوا الكيدية بطريقة استفزازية لانها تضرهم انتخابيا واذا كان هناك من كيدية ستكون كيدية مستترة" .

وعن عودة الرئيس الحريري من الخارج، قال: "قرأت في الصحف عن خطورة التهديدات التي يتعرض لها، واتصلت به والاصدقاء الموجودين حوله وهم يأخذون موضوع التهديد في شكل جدي لكن الرئيس الحريري ليس لاجئا سياسيا".

وختم: "اذا كان الرئيس الحريري سيعود الى لبنان على اساس صفقة يبيع بها مبادئه مقابل رجوعه الى البلد نحن لن نقبل ان يعود، لسنا مضطرين ان نقيم معارضة في الخارج انما ذهاب بعض الافرقاء الى الخارج هو للتنسيق لمواجهة المرحلة المقبلة".
 

السابق
الداخلية: للتقيد بالقوانين عند التظاهر
التالي
زهرمان: موقف ميقاتي مشجع لنــــزع السلاح