تعيين مفتٍ لصور ومنطقتها خلال أيام

تتقاطع تطلعات أبناء الطائفة السنية في صور ومنطقتها على تعيين مفت جديد مكان المفتي الراحل الشيخ محمد دالي بلطة، الذي شغل ذلك الموقع لأربع سنوات امتدت من العام 2006 وحتى وفاته في منتصف العام الماضي، ليكون أول مفت في صور بعد سبعين سنة من الانقطاع، بعد وفاة المرحوم الشيخ حسين الدادا. ومنذ اليوم التالي لوفاة بلطة، بدأت المطالبات بتعيين مفتٍ جديد للسنة في صور ومنطقتها، الذين يتراوح عددهم من 15 إلى 17 الف شخص يتوزعون على مدينة صور، والبرغلية، والقرى الحدودية المعروفة بـ «قرى الشعب».

لكن مما أطال في عمر تأجيل حسم الملف، التطورات الأخيرة الحاصلة في لبنان، والمنطقة الجغرافية والديموغرافية التي سيشغلها المفتي العتيد، وغربلة الأسماء المطروحة، ووزن كل واحد منها لدى المرجعية الحاسمة في التعيين (دار الفتوى و»تيار المستقبل»)، إضافة إلى تباين وجهات أبناء الطائفة حول الملف. ويؤكد القانون الخاص بدار الفتوى على ضرورة أن يكون مفتي صور من أبناء المنطقة، كما يحصل في سائر المناطق. ويعيد بعض المعنيين تعيين الشيخ دالي بلطة (من صيدا) في صور، إلى رغبة مشتركة من المرجعيات السنية في المنطقة، ودار الفتوى في آن واحد، معللين ذلك بـأهمية شخصية المفتي الراحل.

ويتوافق سنة صور ومنطقتها حالياً على أن يكون المفتي الجديد من أبناء المنطقة، لكن تلك الرغبة، التي تتفاوت بين فريق وآخر، دونها عقبات عديدة، يجتهد كل من المعنيين بالقضية لطرحها من موقعه. حيث يرغب فريق من السنة في المنطقة، وخاصة بعض أبناء القرى الحدودية بتعيين الشيخ أحمد عبيد (من قرية مروحين الحدودية). وهو مساعد قضائي في محكمة صور. لكن تلك الرغبة، لم تلق الصدى الايجابي عند «دار الفتوى» و»تيار المستقبل»، لاعتبارات سياسية، وفقا لعاملين على خط تسهيل ولادة مفت جديد لصور ومنطقتها.

في المقلب الآخر، يتم تداول مجموعة من الأسماء من خارج المنطقة، وتحديداً من صيدا وجوارها، ومنها إمام مسجد الزعتري الشيخ حسين الملاح، وهو غير متحمّس للمهمة، ورئيس «الرابطة السنية في لبنان» الشيخ أحمد نصار، والقاضي محمد أبو زيد، إضافة إلى الشيخ مصطفى شحادة، الذي يحبذه بعض المرجعيات، نظراً لتجاربه العملانية في المنطقة.
وتوقعت مصادر مواكبة على خط تعيين المفتي الجديد «أن ينضج ملف التعيين خلال الأسبوع المقبل، مرجحة أن يكون الموقع من نصيب القاضي أبو زيد». وفي المحصلة، يرغب أبناء المنطقة في تعيين مفتٍ اليوم قبل الغد، نظراً للهالة المعنوية التي يشكلها. وأن يكون حاضنا للجميع، ومتكيفا مع محيطه، خاصة بعد وفاة المفتي بلطة، الذي تمكن خلال فترة وجوده من جمع الاقطاب والمرجعيات.

السابق
أمين ووليد… ونجلاهما: إنه ليس زمن الانقلابات
التالي
صيدا تستقبل الصيف بافتتاح مسبحها الشعبي