بقرة مستنسخة تدرّ حليباً بشرياً!

طوّر علماء أرجنتينيون بقرة معدّلة وراثياً توفر حليباً يحمل الخصائص نفسها التي يحملها حليب الأمهات، وذلك عند اكتمال نموها. وقال معهد الأرجنتين الوطني لتكنولوجيا الأعمال التجارية والزراعية إن البقرة، التي أطلق عليها اسم «روزيتا ايزا»، أدخل عليها نوعان من الجينات البشرية، من شأنهما المساهمة في إنتاج اثنين من البروتينات الموجودة في الحليب البشري ولهما أهمية كبيرة في تغذية الأطفال الرضع. وقد ولدت «روزيتا» عن طريق الاستنساخ في 6 نيسان الماضي، ووضعت تحت المراقبة لمدة 10 أشهر على مدار الساعة.

ويقدّر العلماء أنه عند اكتمال نمو البقرة، فإنه من المتوقع أن تدر حليباً يماثل حليب البشر. وسيحتوي على مادتي «اللاكتوفيرين» و«الليزوزيم» اللتين توفران للرضع حماية ضد الجراثيم والفيروسات أفضل من تلك التي يوفرها حليب البقر العادي. وبذلك سيتعين على العلماء الانتظار حوالى عامين قبل أن تلد وتدر الحليب.

وأوضح نيكولا موتشي، وهو أحد المسؤولين الثلاثة عن الأبحاث التي أجراها المعهد الأرجنتيني وجامعة سان مارتن الوطنية، «هذا لن يغير شيئا للأمهات إلا أنه يؤثر على الرضع من خلال حمايتهم من الأمراض وتحسن امتصاصهم للحديد».
وقال موتشي إن باحثين صينيين أعلنوا مؤخرا أنهم قاموا بعملية مماثلة من خلال استنساخ بقرتين تحمل كل واحدة منهما جينة من الجينتين، في حين أن الفريق الارجنتيني تمكن من زرع الجينتين في البقرة ذاتها.
وعن المشروع الصيني تحدث لي نينغ، الأستاذ الجامعي ومدير المشروع، قائلاً «حليب الأبقار المعدل وراثياً هو بنسبة 80 في المئة من حليب الرضاعة الطبيعية».

وتعيش الآن نحو 300 بقرة معدلة وراثياً في مزرعة تجريبية على مشارف بكين وتتكاثر بشكل أسبوعي. ويأمل فريق لي نينغ، الذي تدعمه شركة صينية كبرى للتكنولوجيا الحيوية، أن يطرح حليب الأبقار المعدلة وراثياً في الأسواق خلال ثلاث سنوات.
ويقول لي إنه قبل تسويق حليب الابقار المعدل، ليستخدمه الاطفال والكبار على حد سواء، هناك حاجة لإجراء مزيد من الاختبارات على سلامته، مؤكداً أنه «بعد استكمال هذه الخطوات فقط يمكن للحكومة أن تفحصه وتصدر شهادة تجيز استخدامه تجارياً».

السابق
سـعوديات وراء المقـود.. حتـى صـدور المرسـوم الملكـي
التالي
موظفـو بـلاك بيري ضحايا آبل وغوغل!