ما بِلْف عالسّاق إلاَّ الزربول

 الزربول من الأحذية التي كانت مستعملة في أوائل القرن العشرين وما قبله. وهو يشبه ما نسميه بالبوط حالياً. له ساق قصيرة مفتوحة من الأمام. يُجمع طرفا الساق هذه حتى تسد الفتحة بشريط جلدي كلما أريد السير بها، ودباغتها بدائية وليس لها بطانة من جلد ولا من غيره.
ومن الأحذية التي كانت مستعملة أيضاً (البحرية) وهي للنساء. لونها أحمر وتصنع من الجلد المسمى (حور) طريء ودباغته بسيطة ومن جلد الماعز او الغنم، لها ساق لا يتجاوز الكاحل، لها في علاها ما يشبه الأذنين تجمعان بشريط جلدي ثابت من الأمام وخياطة أجزائها تكون من الداخل حيث يخاط الجلد من ناحية القنا أولاً، ثم يقلب الحذاء فتصبح الخياطة داخلية ووجه الحذاء إلى الخارج.
ومن أحذية ذلك الزمان (المركوب)، وهو للرجال العمال منهم والفلاحين. والجلد العلوي من سميك والنعل أكثر سماكة ومتانة. ورأس المركوب محدد ومعقوف إلى الخلف وتثبت عقفته بمسمار.
كما أنه من الخلف له لسان بشكل مثلث متساوي الساقين رأسه إلى أعلى يمسك به لابس الحذاء للاستعانة بإدخال رجله فيه.
وكان نعل المركوب يُحذى بمسامير لها طبعات مستديرة وبنضوة من حديد بأسفل الكعب لتزيد مع المسامير في عمر النعل ولو قصَّرت من عمر لابسه لثقله أو لإمكانية تزحلقه به عند سيره في منحدر أو مروره فوق صخره.
 وقبل هذه الأنواع من الأحذية استعمل القرويون، لا سيما ضعفاء الحال منهم، نوعاً من لباس الرجل كان يسمى (البالوش) وهو نوع بدائي جداً. فقد كان يؤتى بجلد رأس البقر أو رأس الجمل فيشمس حتى ييبس ثم يأتي الرجل فيضع قدمه على قسم منه ويقطع بسكين مكان وطأة القدم ثم يفعل نفس الشيء بواسطة القدم الثانية فيصبح عنده نعلان ولكي يثبتا في رجليه يقطّع ما بقي من الجلد إلى أشرطة طويلة يثبتها في جوانب النعلين بواسطة ثقوب يحدثها فيهما. وعندما يريد السير يلف هذه الأشرطة على ساقيه ويربطهما عليهما. والطامة الكبرى كانت عندما تبتل الأرض من المطر فكانت تلك النعال ترتخي من الطراوة وتتدلى أطرافها فيصبح من الصعب السير بهما، لأنها تكون في تلك الحال صالحة جداً للأكل عند الكلاب الجائعة. فينام صاحب البالوش جسمه في الفراش وفكره في البالوش.
لقد كان يقابل "البحرية" عند النساء المداس عن الرجال. وهو من نفس جلد البحرية ومن لونها ومن صناعتها ولكن يزيد عنها بأن أذنيه غير مرتبطتين ببعضهما بشكل ثابت بل يفك شريطاهما ويربطان حسب الحاجة وحسب المراد.
وكان درك متصرفية جبل لبنان يلبسون هذا النوع من الأحذية في أول عهد المتصرفية وكان الناس يروون في طفولتنا أنه عند الاستعداد لتأدية التحية للمتصرف لدى دخوله السراي كان الضابط يصيح بالجنود:
زَرّرْ مِداسكْ
قَرنِبْ شواربك
إضْربْ سلامْ للباشا
فيزُرر المداس وتُقرنب الشوارب وتؤدى التحية للمتصرِّف.

السابق
مهرجانات صور في الإقامة الجبرية: الأمن والتأجيل!
التالي
هذا مَعط مش من يوفي!