إمتحانات الشهادة العامّة مسابقات منطقيّة ومراقبة لامست “العسكرة”

"بتنحل"، "سهلة"، "محمولة"، بهذه الكلمات يمكن اختصار مسابقات اليوم الأوّل في امتحانات الدورة العادية للشهادة الثانويّة العامّة بفرعي العلوم العامّة وعلوم الحياة في كلّ المناطق اللبنانية.

"مسابقة الرياضيات جيّدة، ولو أنّ البعض احتاج إلى حلّها وقتا أطول"، هذا ما عبّر عنه الطالب في العلوم العامّة عبدو معوّض بعد خروجه من غرفة الامتحانات، مؤكّدا أنّ "المسابقة خلت من أيّ أفخاخ تذكر".

وأعرب الطالب عزيز سعادة فرع علوم الحياة، عن امتنانه لطبيعة مسابقة التاريخ: "لقد جاءت الأسئلة متنوّعة، وسهلة بالنسبة إلى من درسوا، وصعبة على كلّ من تلكّأ". أمّا بالنسبة إلى مسابقة علوم الحياة، فقال: "لا شكّ في انّ هذه المسابقة أساسيّة بالنسبة إلينا، وقد جاءت أسئلتها شاملة تغطي البرنامج الدراسي بكامله".

منيمنة

وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسن منيمنة، قام بجولات تفقّدية على مراكز الامتحانات الرسميّة، وجال أمس على مراكز الامتحانات في متوسّطتي رأس النبع الأولى والثانية وثانوية البنين في رأس النبع، يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، ورئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل، واستطلع الوزير آراء التلامذة في شأن صعوبة المسابقات، وكانت كلّها مجمعة على أنّها مسابقات عاديّة، ودعا رؤساء المراكز والمراقبين إلى التشدّد في المراقبة حِرصا على مستوى الشهادة ومصلحة التلامذة.

وفي حديث مع الاعلاميّين، قال منيمنة: "نحن حريصون على استعادة الشهادة اللبنانيّة سمعتها العطرة، والقيمة العلمية التي تتمتّع بها، لأنّها تفتح الأبواب أمام أبنائنا للوصول إلى أفضل الجامعات في العالم، وقد تمنّينا على رؤساء المراكز التشدّد في المراقبة حفاظا على الانتظام العام للامتحانات".

أضاف: "تعلمون أنّ امتحانات الشهادة المتوسّطة انتهت على خير ما يرام وبانتظام تامّ، والأصداء كانت إيجابيّة من جانب كلّ الناس، مراقبين وإداريين، وكان الانضباط جيّدا وأفضل من السنة السابقة، وهذا ما نطمح إليه، ونأمل النجاح لجميع المرشّحين، فكلّما كان المستوى عاليا كان المرشّحون متمكّنين من إتمام التعليم العالي". وردّا على سؤال عن التصحيح والنتائج، أكّد الوزير منيمنة "أنّ التصحيح بدأ للشهادة المتوسّطة، والنتائج قبل نهاية الشهر الحالي".

من جهة ثانية، وجّه الوزير منيمنة رسائل إلى كلّ من محافظ الشمال ومحافظ بيروت ومحافظ جبل لبنان، حول ضرورة إقفال مدارس مخالفة وعدم جواز فتحها.

محفوض

من جهته، اعتبر نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض "أنّ اسئلة اليوم الأوّل كانت طبيعيّة، ومن ضمن البرنامج ووفق الهيكليّة نفسها المتّبعة في الأعوام المنصرمة". وقال لـ"الجمهورية": "إنّ المراقبة في بعض مراكز لامست العسكرة، أي أنّ رئيس المركز حادّ الطباع، وفي مراكز أخرى بدت المراقبة أكثر ارتياحا". أضاف: "نأمل في أن نصل إلى وقت يجري الانضباط على المستوى عينه، مع الإشارة إلى انّ من غير المقبول تربويّا إخافة الطلّاب، أو زرع الهلع في نفوسهم. لكن في المقابل لا نرضى ان تعمّ الفوضى في بعض المناطق. في هذا السياق، لفت محفوض إلى "انّ أيّا تكون تشكيلة الحكومة، أفضل من عدم تشكيلها"، مطمئننا: "في كلّ الأحوال لن تؤثر على مجرى الامتحانات، لأنّها في الأساس تدور على نحو جيّد". وتمنّى في الأعوام المقبلة "أن تعمل وزارة التربية من أجل الوصول إلى مرحلة تتشابه فيها المراقبة والإشراف على الانضباط في مراكز الامتحانات كلّها".

شمالا

بدأت الامتحانات في عكّار وسط أجواء هادئة، وبلغ عدد الطلّاب المشاركين 997 طالبا، غاب منهم في اليوم الاوّل 21 طالبا. وتوزّع الطلّاب المرشّحون على 3 مراكز. بلغ عدد الطلّاب المشاركين في فرع العلوم العامّة 292 طالبا، غاب منهم 3 طلّاب. أمّا في فرع علوم الحياة، بلغ عدد المرشّحين 705 طلاب، غاب منهم 18.

في طرابلس، بلغ عدد المرشّحين لشهادة العلوم العامّة 1221 مرشّحا موزّعين على 4 مراكز، تغيّب منهم 44 مرشّحا. وفي شهادة علوم الحياة شارك 2273 مرشّحا موزّعين على 6 مراكز، تغيّب منهم 90 مرشّحا.

وتفقّد رئيس المنطقة التربويّة في الشمال حسام شحادة مراكز تقديم الامتحانات يرافقه عدد من موظّفي دائرة التربية في طرابلس للاطّلاع على سير هذه الامتحانات، وأشار شحادة إلى أنّ "الامتحانات بدأت في أجواء طبيعيّة وهادئة، وجرى اتّخاذ كلّ الإجراءات التي تؤمّن للطلّاب الراحة والأجواء التربوية اللازمة".

وأكّد أنّ "المراقبة تتمّ أيضا في ظروف طبيعيّة، وأنّه وجد لدى المرشّحين ارتياحا على صعيد أسئلة الامتحانات، وتقدّم بالشكر لعناصر قوى الأمن الداخلي التي أمّنت الهدوء عند مداخل مراكز الامتحانات".

جنوبا

انسحبت الأجواء الهادئة شمالا على الجنوب، حيث انطلقت الامتحانات الرسميّة في محافظة النبطيّة وسط أجواء مريحة وفّرتها الإجراءات الأمنيّة التي اتّخذتها عناصر من قوى الأمن الداخلي. بلغ عدد المرشّحين 1320 وتغيّب منهم 36 مرشّحا وتوزّعوا على ستّة مراكز. ففي شهادة العلوم العامّة بلغ عدد المرشّحين 376، تغيّب منهم سبعة وتوزّعوا كالآتي: ثانوية كفررمّان للبنات بلغ عدد المرشّحين فيها 222 مرشّحا، وتغيّب منهم 4، وترأّس المركز حمود عثمان. ثانويّة جديدة مرجعيون الرسميّة وبلغ عدد المرشّحين فيها 43، وترأّس المركز حسن رزق. ثانوية بنت جبيل الرسمية وبلغ عدد المرشّحين فيها 111 مرشّحا، وتغيّب منهم 3 مرشّحين، وترأّس المركز بلال فحص.

أمّا في شهادة علوم الحياة، فقد بلغ عددهم 944 مرشّحا، وتغيّب منهم 29 مرشحا، وتوزّعوا على أربعة مراكز. مدرسة عبد اللطيف فيّاض – النبطية وتقدّم فيها 358 مرشّحا، وغاب منهم 10، وترأّس المركز حسين علوية. مدرسة زبدين الرسميّة وبلغ عدد المرشحين فيها 248، وغاب منهم 12 مرشحا، وترأّس المركز غلاديس أبو نقولا. ثانوية جديدة مرجعيون الرسمية، وبلغ عدد المرشّحين 145 مرشحا، وتغيّب منهم 4. ثانوية بنت جبيل الرسمية، وبلغ عدد المرشّحين 193 مرشحا، وغاب منهم 9 مرشحين.

وجالت رئيسة المنطقة التربوية في محافظ النبطية نشأت الحبحاب على مركز الامتحانات في ثانوية كفررمّان الرسميّة، وأثنت على "جهود المراقبين والانضباط السائد"، مشيرة إلى أنّ "الامتحانات جرت في أجواء هادئة ومريحة، وامتحن الطلاب بشكل طبيعي، ومن دون أيّة مشاكل"، منوّهة بـ"الجهود التي تبذلها القوى الأمنيّة لتأمين الهدوء والاستقرار داخل.. وفي محيط مراكز الامتحانات".

في صيدا، شارك نحو 298 مرشّحا عن شهادة العلوم العامة في مركز الإصلاح المتوسطة المختلطة في منطقتي صيدا وصور في غياب 3 مرشّحين.

بانتظار ما ستحمله الأيّام المقبلة، تبقى أنفاس طلّاب فرعي علوم الحياة والعلوم العامّة محبوسة، على أمل أن يتنفّسوا الصعداء بعد 5 أيّام.

السابق
مشروع مائي لري سهل الماري
التالي
مكي: لالغاء الطائفية السياسية والمذهبية