لا تظاهرات على الحدود في 5 حزيران

ما زال الجيش اللبناني غير موافق ويرفض إعطاء التصريحات اللازمة لتنفيذ رحلة مارون الراس الجديدة المقررة نهار الأحد 5 حزيران، ليكون التحرك الثاني لفلسطينيّ لبنان على الحدود الجنوبية، للمرة الأولى منذ يوم النكبة الحقيقي في العام 1967.

مصدر مسؤول في حركة “فتح” أكد لـ”جنوبية” أن “حدث النكسة يمس الدول العربية أكثر من الفلسطينيين أنفسهم الذين يدفعون ثمنها حتى الآن. مشيراً إلى أن “ما يحصل اليوم من تحركات على الحدود المحاذية لفلسطين أمر مستغرب، لأن الأساس عند العرب عادة هو إدراج فوزهم في 6 تشرين الأول وليس النكسة”.

وقد أكمل المسؤول متسائلاً: “هل الربيع العربي صار يستلزم الاحتفال بالنكسة، كان ممنوعا علينا الوصول إلى الحدود يوم النكبة أما الآن فقد بات في صلب الأجندة الفلسطينية المقاومية”، مذكرا بأنه “منذ العام 1967 لم يحدث أي تحرك فما هي الاسباب التي حركت الفصائل والجهات المعنية بذلك إلى القيام به الآن، وهي أسئلة يطرحها الناس المستغربون، والمترددوم”، وتابع: “من حق الناس تسأل هل أحداث سوريا هي السبب؟ ومن حقها تخاف، هناك أطفال ماتوا وجرحوا مجانا، خصوصا أنّ المشاركين تبهدلوا في مارون الراس لأنهم وعدوا بوسائل خدمات كاملة من شرب وأكل ومراحيض وإسعافات، لاسيما وأن هذا التحرك كلف منظمة التحرير الفلسطينية حوالي 40 ألف دولار”!!!

إذا الدولة اللبنانية وجيشها يترددان في إعطاء التصريحات لأبناء المخيمات خوفاً من تكرار حادثة الشهر الفائت، لذا توقع المصدر المسؤول أن يكون “موقف الدولة اللبنانية سلبياً لانها لا تريد مشاكل”، وأكمل منذراً من مخاطر الذي سيحدث إذا حصل القيمون على هذا التحرك على الموافقة: “إذا حصل تحريض ودفعت الناس للنزول ستحصل مشكلة، فالتحريض هو الأساس لانه من الممكن ان يقف الجيش ويمنع الناس من التجاوز، ولكن قد يحدث العكس إذا كان هنالك وجهة مختلفة ومصالح مختلفة” مشيراً إلى أن كل ما يحدث “لا اللبنانيين ولا الفلسطينيين لهم علاقة به”.

أما عضو اللجنة التحضيرية لمسيرة العودة سيف الدين موعد فعلق لـ”جنوبية” قائلا: “انشالله ماشية الأمور بطريقة جيدة، والتجهيزات في المخيمات بصور وصيدا والشمال والبقاع… شبيهة بتلك التي كانت موجودة في 15 أيار”. وقد أكدّ على “أننا لم نتلق أي توضيح حول الموضوع من الجيش حتى الآن” مشيراً إلى أنه “من مصلحة اللبناني قبل الفلسطيني أن يكون هناك تحركات على الحدود إذا كنا ضدّ التوطين، فكيف يمكننا منع التوطين إذا كان هنالك ضغوط دولية على الجيش اللبنانيفي خضم الزيارات التي قام بها السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان لمنع هذا التحرك، فما الذي يمنع من تمرير التوطين في حال كانت الضغوط أكبر؟”.

وأكدّ موعد أن “رفض الجيش اعطاءهم التصريحات للوصول إلى الحدود لن يوقف تحركهم بل سيكون هنالك بدائل، ومجموعة من الافكار التي لم يتفق بعد على إحداها”، وتعليقاً عما صدر عن بعض الفصائل الفلسطينية حول مسألة الخيّم والتخييم على الحدود، لفت إلى أن “اللجنة التحضيرية لم تعلن حتى اليوم برنامج نشاطها الكامل، وكل ما يصدر ليس إلاّ مواقف شخصية”.

وعن “حركة حماس” المشاركة بحماسة في التحركة أكدّ مسؤولها في لبنان علي بركة أنّه إذا “لم تستكمل الامور فالمسؤولون في لبنان لم يوافقوا على التحرك، الذي سيلغى إذا لم يحصلوا على التصريح”، وتحدث بركة عن “حق الشعب الفلسطيني أن يتحرك سلمياً لتحقيق حق العودة، وهو واجب على العرب لابقاء المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية قائمة والا تصبح بين فلسطين ولبنان”.

وأضاف أن “الذي حدث في ذكرى النكبة على الحدود الفلسطينية غير مبرر من قبل الاسرائيلين الذين لا يحق لهم إطلاق الرصاص في وجه الحجر”، لافتاً إلى أن “التحضيرات ستكون مختلفة عن سابقتها التي تكونت من أكثر من 50 الف فلسطيني، فهذه المقررة للاحد الآتي لن تكون لاكثر من 20 الف، وهي تتحدد وفقاً لعدد التصريحات التي سيعطيها لهم الجيش اللبناني الذي يتأنى في الموافقة لضمان الضوابط وحفظ الامن”.

20 ألفا إذا بدلا من خمسون، والإلغاء هو المرجّح حتى الآن. وذكرى النكبة كانت البداية ووقّعت للمرة الأولى على تخوم الحدود الفلسطينية، على ميثاق سقوط عشرات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، والجيش ما زال متشبثا بموقفه، والأرجح أنّ الأمر سيبقى على حاله.

السابق
النابلسي: النخبة السياسية الحاكمة أخفقت بالالتزام بنصوص وبنود الدستور، منذ الطائف
التالي
الزعتري: ضميري مرتاح لكل ما قدمته للغرفة