سعد: لمصلحة من يريد وزير الاتصالات تفكيك شبكة التخابر

 وصف النائب أنطوان سعد في تصريح اليوم ما يجري في وزارة الاتصالات بأنه عصفورية فالتة، تعبر عن مرارة ما يمر به لبنان في لحظة يتخلى فيها بعض القادة السياسيين عن الدولة ومؤسساتها، لتعميق مشهدية الانقسام الذي يتنامى ويتمادى في إغراق البلاد بمزيد من الشلل والانكشاف الامني والسياسي، وممارسة منطق التعمية والتضليل، لتغطية الفشل في عدم تمكن الفريق الأكثري من تشكيل الحكومة، لافتا الى أن فريقا أساسيا في تلك الأكثرية يمعن في التعطيل وممارسة الكيدية المدمرة، إزاء فريق في الاكثرية نفسها يجهد لتشكيل حكومة انتقالية مرحلية توقف الشلل في البلاد.

وسأل: لمصلحة من يريد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال تفكيك شبكة التخابر وتخطي قرارات مجلس الوزراء، وخلق إشكالات وبلبلة في هذا التوقيت بالذات؟ إن ما قام به المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي بالعمل الذي من شأنه حماية مقتنيات الدولة وحفظها وحماية قرارات السلطة التنفيذية.

وأكد أن ما تلهج به غالبية قوى الثامن من آذار في الأكثرية الجديدة يعبر عن مأزق هذا الفريق في القدرة على إدارة شؤون الدولة وعجزها عن إقناع الرأي العام بصواب خياراتها التي لا تزال غارقة في عقلية الماضي وذهنية الاستقواء والتسلط، حتى على من حاول أن يعطي فرصة لذاك الفريق في التجريب، إذ تخوف من أن تتحول أزمة الحكومة الى أزمة كيان، وليس أزمة حكم فحسب، داعيا إلى إخراج البلاد من حالة المراوحة والاستنزاف واللعب بمصير الشعب اللبناني الذي يعيش أحداثا تنبئ بمزيد من الأزمات.

وإذ شدد على أن لا حكومة ستشكل في الوقت القريب، دعا سعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى وضع النقاط على الحروف وتسمية الاشياء بأسمائها، بجرأة وشجاعة أسوة بالمواقف الشجاعة التي أطلقها قبل أيام الحرصاء على البلد، كي يتحمل المعطلون مسؤولية تعطيلهم تشكيل الحكومة التي باتت حاجة ملحة أمام النزف في اقتصاد لبنان وأمنه واستقراره، الذي لم يعد يقوى على مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان.

ودعا المراهنين على التطورات العربية او الإقليمية الى أن يكفوا عن سياسة المراوغة وحرق المراحل وانتظار المتغيرات العربية والإقليمية والدولية، لأن مصالح الناس ومعيشتهم ومؤسسات الدولة ليست ورقة مقايضة يملكها فريق ما للمساومة أو المقامرة بمصير بلد بأكمله.

وإذ أعرب عن ثقته بالقضاء اللبناني في بت قضية الاتصالات وغيرها، دعا الى العودة الى الثوابت الوطنية والدستور والطائف للخروج من دوامة المماحكات السياسية التي يقودها بعض من تستهويه السلطة والحكم، معتبرا أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يتحمل مباشرة مسؤولية استنزاف الدولة وإدخالها في نفق مظلم ومجهول.

وأشار إلى أن واجب كل القوى السياسية، ولا سيما منها المسيحية، حماية صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره وموقعه بعيدا عن الحسابات الضيقة والجموح في طموح من لا يزال يهذي للوصول الى ذلك الموقع بأي ثمن، حتى ولو انتهك صلاحيات الرئاسة، واستنزف البلاد والعباد.

ودعا سعد إلى التواضع قليلا لأن السفينة إذا ما غرقت، فسوف تغرق الجميع، والمرحلة الحالية بكل أثقالها ليست مرحلة جني أرباح ووزارات ومغانم حكومية، والفرصة المتاحة لهذا الفريق ليست للكيدية والمكابرة والانتقام.

وشدد على أهمية العودة الى لغة الحوار، منبها الى خطورة ما يجري على المستوى الامني ولا سيما بعد استهداف قوات اليونيفيل في الجنوب والحوادث الامنية المتفرقة التي تؤثر سلبا على ثقة المجتمع الدولي بلبنان وتعطي صورة غير صحية عن الأمن والاستقرار، وخصوصا مع مطلع الصيف الذي ينتظره الشعب اللبناني بكل فئاته لتحسين وضع البلد وإنعاشه. 

السابق
يوسف: نحاس لا يعترف بقوانين ويستأثر بالقـرار
التالي
قائد الكتيبة الفرنسية زار سرايا مرجعيون