مهنة وشهادة لمصابي العنقودية

لم يكن اللغم الأرضي الذي انفجر بجسد الفتى إيلي أبو نقول، ابن السبعة عشر ربيعاً، في مرجعيون قبل ثلاثة عشر عاماً إلا أول الطريق المضني. فالطالب، الذي كان «صبياً عادياً» قبل ذاك الانفجار، تحول شخصاً آخر بعده؛ إذ أقعدته ساقه المبتورة عامين متتالين في المنزل، من دون دراسة. خلالهما، عانى إيلي أزمات نفسية متكررة، نتيجة فقدانه للاحتضان الاجتماعي والرسمي، باستثناء دعم عائلته الصغيرة. فوزارة الصحة وفرت له لمرة واحدة تركيب طرف اصطناعي «والباقي كله على حسابي»، يقول، وهو الشاب الذي يتولى صيانة طرفه وتجديده كل عام ونيف من جيبه الخاص. ومن الجيب أيضاً، يتكبد مشقة الانتقال من بلدته كوكبا في قضاء حاصبيا ـــــ مرجعيون إلى المدن ليقوم بذلك.
خلال سنوات ما بعد الإصابة، تنقل إيلي بين مهن مختلفة. وحده، مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جنوب لبنان التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجد له مكاناً في برنامج التدريب المهني لضحايا الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب.
60 مصاباً يتشابهون مع إيلي استفادوا من البرنامج، وشاركوا في اختصاصات اختيرت على أساس استطلاع رأي هؤلاء والتقويم الميداني لأوضاعهم وأوضاع مناطق إقامتهم. وهم ينتمون إلى مناطق النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصور، وقد تدربوا على تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر والسكرتاريا وتصليح الهواتف الخلوية والتمديدات الكهربائية والصحية.

السابق
مبنى جديد لابتدائية الدوير الرسمية
التالي
63 % من التلامذة طائفيين