التفجير رسالة إلى “اليونيفيل”..هل المقصود إيطاليا أو أمن الجنوب؟

صُدمت قيادة قوة "اليونيفيل" في الناقورة بتلقيها نبأ الاعتداء على قافلة لوجيستية تابعة لها على مدخل صيدا الشمالي على الرغم من التدابير المتخذة لحماية أفرادها.
واشارت الى ان الاجراءات الاحترازية متخذة بالتنسيق مع قيادة الجيش في الجنوب مما ادى الى تأمين نسبة مرتفعة من الوقاية والحماية. وقالت مصادر اممية لـ"النهار": اوقفت منذ فترة طويلة الاعتداءات التي كانت تستهدف الدوريات السيارة وهي في طريقها الى مواقعها داخل منطقة العمليات وكان آخرها والاشد ايلاما الانفجار الذي استهدف الكتيبة الاسبانية عام 2006".

وعلى الفور فتحت القيادة في الناقورة الخطوط مع قيادة قوات حفظ السلام في نيويورك وابلغتها بحصيلة الاعتداء.
ورأت مصادر ديبلوماسية اوروبية في بيروت ان هذا الاعتداء يستهدف بالدرجة الاولى دولة اوروبية مشاركة في القوات الدولية منذ مجيئها الى جنوب لبنان عام 1978. وذكرت بأنه الثاني على دولة اوروبية، وكان الاول على استونيا وسياح على دراجات هوائية في 23 آذار الماضي. ولم تستبعد ان يكون الهدف هو التأييد الاوروبي للثورات التي حدثت في عدد من الدول العربية وراوحت نتاجها بين ناجحة وصعبة.

وادرجت مصادروزارية في حكومة تصريف الاعمال الاعتداء الأخير في سياق مسلسل خارجي لضرب الاستقرار الامني في البلاد بشكل متقطع في ظل الفراغ الحكومي بسبب تعثر الحكومة الجديدة لاسباب داخلية واخرى خارجية.
ولم تتوافر لديها معطيات عما اذا كان المفجرون يستهدفون القافلة الايطالية اللوجستية تحديدا ام انها كانت مجرد مصادفة. وتجدر الاشارة الى ان الكتيبة الايطالية التي يبلغ عددها 1800 ضابط وجندي، وكانت الاكبر، الى ان زادت الكتيبة الاسبانية عديد افرادها بعد تسلمها مهمات القيادة من الجنرال الايطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو.

ولفتت الى ان هناك علاقات جيدة بين الجنود الايطاليين وسكان القرى الجنوبية الذين يقدمون خدمات في كل المجالات وتتبرع الحكومة بمساعدات لتمويل مشاريع لشركات صغيرة. ولاحظت ان وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني كان له موقف في الثالث من ايار الجاري أيّد فيه التغيير في مهمة "اليونيفيل" نظرا الى حركة التغيير الجارية في عدد من الدول العربية.

وذكرت بأن ايطاليا، كانت قد قررت قبل الاعتداء، خفض عديد القوة العسكرية المشاركة في "اليونيفيل" نتيجة اتفاق قوى الغالبية البرلمانية الايطالية الذي نصّ على خفض البعثات والمهمات العسكرية الايطالية المشاركة في القوة الدولية، ليس فقط في لبنان بل ايضا في كل من افغانستان وكوسوفو، وحُدّد موعد تنفيذ الاتفاق اعتبارا من بداية 2012.

ودعت مصادر ديبلوماسية اوروبية الى تحقيق جدي وسريع بالتنسيق مع القوة الدولية والتعاون الوثيق مع قائد الكتيبة الايطالية لتحديد الجهة التي نفذت الاعتداء والاقتصاص من افرادها، وليس كما حصل في السابق من تحقيقات من اعتداءات على قوة "اليونيفيل" في اوقات مختلفة. واوضحت ان التوصل الى تحديد هوية المرتكب يمكن ان يقنع الدولة او الدول المعتدى عليها بابقاء جنودها وضباطها يساهمون في عملية السلام في الجنوب، وعكس ذلك لا شيء يبرر الاستمرار في تحصين لبنان ضد العدوان الاسرائيلي المحتمل وقوعه في اي وقت.

وأكدت ان الوضع في لبنان قابل للاهتزاز في اي وقت سياسيا وامنيا. واعربت عن اسفها للنزاع بين بعض الزعماء السياسيين على بعض الحقائب مما ادى الى تأخير ولادة حكومة ميقاتي التي يمكن ان تحصن الوضع بنسبة مقبولة. وشددت على اهمية تسهيل مهمة الرئيس المكلف من اجل تحصين الوضع في البلاد.

السابق
نقولا: ريفي دعس كرامات الوزراء ويجب توقيفه
التالي
أهالي ضحايا مسيرة مارون الراس يحضّرون لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين