الجمهورية: الفراغ الحكومي يدخل شهره الخامس ولا من يملأه

تتزامن اليوم الذكرى الثالثة لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وملء الفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية الذي دام سبعة أشهر تقريبا إثر نهاية ولاية الرئيس السابق للجمهورية العماد إميل لحود، مع استفحال أزمة الفراغ الحكومي الذي يدخل اليوم شهره الخامس بمرور نحو 120 يوما على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي من دون تأليف الحكومة الجديدة، نتيجة سقوط مشاريع التشكيلات الوزارية المتعددة.
وظلّ الجمود يلفّ جبهة التأليف الحكومي أمس وسط انقطاع أيّ تواصل بين المعنيّين. وقال مصدر يواكب ملفّ التأليف لـالجمهورية إنّ الأجواء سيّئة ومكربجة، وإنّ هذا التأليف قد يدخل دائرة التحدّي، في حال لم يتمّ التوافق على التشكيلة الوزاريّة العتيدة قريبا. وكشف أنّ ميقاتي لم يتلقَّ بعد من الأفرقاء المعنيين أيّ مقترحات بالأسماء والحقائب، وأنّ الوزير جبران باسيل أبلغ إليه موقفا لتكتّل التغيير والإصلاح أن يؤلّف الحكومة التي يريد ويقدّمها لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليصدر مرسوما في شأنها، حتى إذا مثلت الحكومة أمام المجلس لا تعطى الثقة فتتحوّل عندها حكومة تصريف أعمال، وتنتهي في هذه الحال صلاحية حكومة الرئيس سعد الحريري التي تصرّف الأعمال حاليّا، وإذا لم تمثل يمكن وزراء الأكثرية فيها أن يستقيلوا فتصبح حكومة تصريف أعمال.
غير أنّ مصدرا آخر أفاد أن لا جديد على صعيد التأليف، وطالما أنه ليس هناك أيّ حراك أو تواصل بين المعنيّين، فذلك يعني أنّ الجمود سيّد الموقف، وإذا حصلت لقاءات جديدة، فذلك يكون مؤشّرا على أنّ ثمّة أفكارا استجدّت واستدعت التشاور بين المعنيّين.

وكشف المصدر أنّ المشكلة كامنة حاليّا بين ميقاتي وتكتل التغيير والإصلاح الذي يرفض تقديم أيّ ترشيحات بالأسماء والحقائب الوزارية للرئيس المكلّف، ويقول له إنّ الحوار بيننا وبينك هو على الحقائب وليس على الأسماء وفي حين أنّ ميقاتي يعتبر أنّ في هذا الأمر انتقاصا من صلاحياته الدستورية في تأليف الحكومة، بحيث إنه هو مَن يشكّل الحكومة ولا تفرض عليه التشكيلة الوزارية، وإنه عندما طلب من الأطراف التي ستشارك في الحكومة أن تقدم له ترشيحات عدة بالأسماء والحقائب، إنّما انطلق من هذه الصلاحيات.

ولاحظ المصدر أنّ تذليل عقدة الداخلية الذي كان يعوّل عليه إطلاق التأليف، أظهر وجود عقد جديدة، وكلّ عقدة منها تستولد أُخرى، ولذا فإنّ موعد الولادة الحكوميّة لا يمكن التكهّن به، فيمكن أن يكون في أيّ وقت، ويمكن أن يكون بعد أسابيع أو أشهر.
إلى ذلك، لم تستبعد مصادر مطّلعة على موقف حزب الله أن يلامس الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله في خطابه في العيد الحادي عشر للمقاومة والتحرير، الملفّ الحكومي، وأن يحمل كلامه بعض المؤشرات على مصير التأليف المعلق على حبل غسيل الاتّهامات المتبادلة، وتلك التي استهدفت رئيس الجمهورية ميشال سليمان وميقاتي، وكان آخرها ما قاله عون أمس، عندما اعتبر أنّ لا رغبة لدى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة، وهو يعيش فترة انتظار. واتّهمه بخوض معارك وهميّة معه. ورجّح أنّ الرئيس المكلّف بات خارج إطار التأليف، لأنّ موضوع التأليف غير جدّي. وقال متحدّيا: فليشكّلها ويعلنها من أيّ مكان يريد، من طرابلس أو صور أو صيدا، إن كان صحيحا أنّه لا يريد إعلانها من الرابية. وختم: من يتجاهل مجلس النوّاب يتجاوز الصلاحية والأعراف. وإذا كان لا يعرف أنّ المجلس يعطيه الثقة ويسحبها، فهذه مصيبة. وإذا لم يعرف أنّ المجلس هو من يراقبه فمصيبة أيضا.

وردّت مصادر ميقاتي على عون فقالت: إذا كان يرى في التزام الرئيس المكلف الدستور معارك وهميّة فهو أخطأ الهدف، وأضاف: إستغربنا كلامه عن تنازلات قدّمها، ونشكره على أمل أن يُكمل المسار للإسراع في تأليف الحكومة.
وفيما أوحت مصادر قصر بعبدا بالصمت إزاء الملفّ الحكومي، استبدل سليمان كلمته التي اعتاد أن يوجّهها إلى اللبنانيّين في ذكرى انتخابه ببيان هنّأ فيه الشعب اللبناني والمقاومة بتحرير جنوب لبنان. وقال: إنّ المناسبة نفسها تشكّل محطة للتأمّل والتبصّر في الواقع اللبناني الراهن في الداخل، ومن خلال ما يحصل في المحيط العربي. ولفت إلى ضرورة أن يعي المسؤولون اللبنانيّون والقيادات أهمّية التلاقي والتحاور والتعاون والوحدة الوطنية.

السابق
الحياة: في ذكرى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي
التالي
الشرق: تطمينات بعدم امتداد احداث المنطقة الى لبنان