الجمهورية: هجمة دبلوماسيّة… والتأليف في الخطوط الخلفيّة

تقدّمت حركة الدبلوماسيّين الأجانب في اتّجاه لبنان على الحركة المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة التي تراجعت إلى الخطوط الخلفيّة وسط أجواء لا توحي بأنّ هذا الملفّ سيشهد جديدا قبل عشرة أيّام، حسب ما قال أحد المعنيّين

لـ" الجمهورية"، الذي ربط هذه المهلة الزمنيّة بالتي يحتاج إليها طبّاخو التشكيلة الحكوميّة ليستكشفوا مستقبل التطوّرات في المنطقة في ضوء ما ستنتهي إليه الهجمة الدبلوماسية على لبنان والمنطقة.

في هذه الأجواء، أكّدت أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن لا جديد على صعيد المشاورات المتعلقة بتأليف الحكومة، لأنّها لا تزال تراوح. لكن مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أشارت إلى "أنّ المشاورات مستمرّة بإيقاع بطيء"، مؤكّدة تواصل مساعي رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والمعاونين السياسيين لبرّي وللأمين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل على خط التأليف.

الهجمة الدبلوماسيّة

على الجبهة الدبلوماسية توقفت المصادر المطّلعة أمام التزامن بين زيارات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، ونائب مدير إدارة مصر والمشرق في الخارجية الفرنسيّة ألكسي لوكور غران ميزون، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية مارتن داي، وموفد الرئيس الإيراني محمد رضا شيباني.

في هذه الأجواء، وصل فيلتمان مساء أمس إلى بيروت وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة. وكشفت مصادر دبلوماسيّة لبنانية وأميركيّة لـ "الجمهورية" أنّ برنامجه ما زال غامضا لسببين: الأول يتصل بالإجراءآت الأمنية التي تواكب حركته في لبنان، والثاني لأسباب دبلوماسية. وبقي اللقاء الوحيد المعلن مع رئيس الجمهورية الذي سيلتقيه قبل ظهر اليوم، بعد قليل من زيارة الموفد الإيراني لبعبدا وسط وجود بوادر أزمة في الموعد المطلوب مع برّي الذي لم يحدّده للمسؤولين الأميركيّين على رغم مراجعته، كما أنّه سيلتقي ميقاتي وآخرين، تاركا الموعد مع الرئيس سعد الحريري حتى نهاية الزيارة، في حال عودته من الخارج، وإلّا سيلتقي بمن ينتدبه.

وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ فيلتمان لن يتحدّث في الملفّ الحكوميّ، إلّا من باب مضمون البيان الوزاري وعناوينه، لأنّ هذا ما يعنيه من الملفّ انطلاقا من مبدأ العمل الحكومي.

وفي ما يتعلق بزيارة الموفد الإيراني، فقد أبلغ أحد المسؤولين في السفارة إلى "الجمهورية" أنه سيلتقي سليمان عند التاسعة صباحا اليوم، ويسلّمه رسالة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، والتي يحدّد فيها موقف إيران من قضايا المنطقة، ويؤكّد دعم إيران المستمر للبنان وتمنياته لسليمان بالتوفيق في كلّ ما يقوم به من أجل قوة لبنان ومِنعته "في مواجهة المخططات الصهيونيّة التي تستهدفه".

إلى ذلك، كشف المسؤول الإيرانيّ لـ"الجمهورية" أنّ شيباني سيلتقي اليوم على التوالي أيضا: الرئيس إميل لحّود، النائب سليمان فرنجيّة، النائب ميشال عون، الرئيس برّي، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، على أن يلتقي ميقاتي وقيادات سياسيّة أُخرى غدا.

وفيما أمضى الموفد الفرنسي يومه الأول بلقاء رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، علمت "الجمهورية" أنّه التقى ليل أمس عددا من أصدقاء فرنسا في قصر الصنوبر، على أن يستأنف زياراته اليوم وسط معلومات عن لقاء مع مسؤولين من حزب الله.

تزامُنا، قال المتحدّث الرسمي باسم الحكومة البريطانية مارتن داي "إنّنا نريد تشكيل حكومة لبنانيّة تتمتع بالثقة وتفي بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي، ولا سيّما لجهة دعم المحكمة الدوليّة". وشدّد على أنّ تشكيل الحكومة شأن داخليّ لبناني، موضحا أنّ لندن ستتعامل مع هذه الحكومة على أساس سياساتها.

وعن موعد صدور القرار الاتّهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما سينتج عنه قال داي: "هذا يعتمد على المحكمة الدوليّة". وشدّد على "أنّها ليست مسيّسة بل مستقلة"، داعيا كلّ الدول إلى "احترام استقلاليّتها".

السابق
الراي: تراخي نفوذ سورية يطلق صراع نفوذ بين حلفائها
التالي
الاخبار: فيلتمان يحلّ في بيروت ضيفاً ثقيلاً