الموسوي: انتقلنا إلى مرحلة توزيع الحقائب

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، خلال اللقاء الدوري الذي تقيمه مديرية العمل البلدي لحزب الله في المنطقة الأولى مع رؤساء البلديات للتباحث في شؤون تنموية ومشاريع خدماتية والذي عقد بمركز جهاد البناء في بلدة دردغيا، أنه جرى تذليل الكثير من العقبات الحائلة أمام عملية تشكيل الحكومة العتيدة التي قطعت أشواطا حيث تم الانتقال إلى مرحلة توزيع الحقائب التي قد تأخذ وقتا كما في أي عملية تشكيل حكومة أخرى.

وشدد على متابعة السعي الحثيث لإنجاز هذه المهمة من أجل بلورة صيغة حكومية قادرة على تحقيق برنامج سياسي يقوم على حماية لبنان من الفتنة وإنقاذ هيبة الدولة كمقدمة لإعادة بناء مفهوم الدولة والشروع في بناء الدولة العادلة والقوية، لأن الممارسات السابقة للفريق الذي كان يمسك برئاسة الحكومة جعل الدولة في الحضيض، بحيث إنها تحولت إما ضمير الغائب للمجهول تقديره أنا أو لا أحد، أو شركة خاصة مموهة بغلاف حكومي.

وأشار إلى أن الحكومة السابقة التي اقتضى تشكيلها ما يزيد عن الخمسة أشهر، ما كانت لتشكل لولا تدخل مباشر من جهات خارجية ودول عربية، أما عملية تشكيل الحكومة الآن، فهي تجري من دون تدخل لتحفيز التشكيل أو التسريع به، بل إن التدخل الذي يحصل حاليا هو لمنع تشكيل الحكومة، مستبعدا أن تكون زيارة السفيرة الأمريكية لورا كونيللي للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد الإعلان عن حل عقدة الداخلية مجرد مصادفة، ولافتا الانتباه إلى أن توقيت هذه الزيارة وإصدارها بيانا كان معدا سلفا جعلا اللبنانيين يدركون مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية تقف بقوة ضد تشكيل حكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وإن غلفت تصريحاتها العلنية بكلام دبلوماسي، بل إن ثمة حكومات غربية تعتقد أن تشكيل حكومة في لبنان لا يخدم مشروع الحصار الذي يعد لسوريا ولذلك هي تعمل على إعاقة تشكيل الحكومة.

ولفت إلى أن الأكثرية الجديدة كانت تدرك أن مهمة تشكيل الحكومة لن تكون سهلة أو سريعة، لأن عملية التغيير جاءت بصورة قصرية بعد أن أخذت الكتل النيابية قرارا بإحداث تغيير حكومي أخرج لبنان من فتنة محدقة، وأن إرادة الإنقاذ لديها تحتاج إلى وقت لبلورتها ببرنامج سياسي مشترك، وانه ستكون هناك هواجس لدى الأطراف جميعا تتعلق بحجم المشاركة في صناعة القرار الحكومي.

وراى الموسوي أن الحاجة إلى البلديات والعمل البلدي في هذه الآونة هي أعظم، لأن البلديات ومع انهيار مفهوم الدولة وهيبتها، باتت تتحمل المسؤولية الأولى عن الحفاظ على النظام وتنظيم عملية التطوير الاجتماعي والإنماء بصورة شاملة ولا سيما الإنماء العمراني، لافتا إلى أن البلديات اليوم تشهد أن مفهوم الدولة قد انهار بسبب ممارسات حكام حولوا مؤسسات الدولة إلى أدوات لتحقيق مصالحهم الخاصة وأسهموا في استصدار قوانين تخدم مصالحهم الخاصة، ومشيرا إلى أن الفساد ضرب مفهوم الدولة وأسقط هيبتها ومفهوم النظام وهيبته.

وشدد على أن البلديات تتحمل اليوم مسؤولية الحفاظ على النظام العام، مضيفا أنه لا يظنن أحد أن الفوضى هي في صالح قرانا ومدننا، إذ إن البناء العشوائي الذي شهدناه بالأمس هو انتحار جماعي وبيئي وأخلاقي واجتماعي لأن هذا البنيان الذي لا يقوم على أساس مخطط توجيهي ولا على مقتضيات التنظيم المدني يحول مناطقنا إلى بؤر للآفات الأخلاقية، لافتا إلى أننا أمام واقع مؤلم نواجه فيه عجزا من جانب أجهزة الدولة ومؤسساتها بسبب انهيار مفهوم الدولة وفساد معظم أجهزتها.

وفي مجال آخر، اشار الموسوي إلى أن الهزائم التي لحقت بالمشروع الاستعماري والكيان الصهيوني، حفزت هذا المشروع نحو الولوج أكثر في فرض مشاريع التقسيم على المنطقة،موضحا أننا نشهد اليوم ارتفاع وتيرة الهجمة التقسيمية على المنطقة العربية الإسلامية وهذه المنطقة بالذات، ومشددا على أن المقاومة هي الدواء الوحيد لإنقاذ الأمة من تفتتها القائم.

السابق
عباس هاشم: موقفنا من الحكومة المقبلة واضح
التالي
حفلات هيفا عربيّة بامتياز