كشفت صحيفة "الوطن" السورية ان المراقبين يترقبون تقدم جهات دولية وإقليمية على زجّ عوامل ضاغطة في المسار السياسي اللبناني في توقيت يصفونه بالمفصلي في ضوء استمرار الفراغ الحكومي من جهة، والتوظيف الأميركي الإسرائيلي لمسار الأحداث في محيط لبنان العربي بغية محاولة تمرير مشاريع أوسطية مشبوهة تستهدف في جوهرها محور الممانعة والمقاومة.
وينظر المراقبون بريبة إلى ما تردد عن زيارة قريبة لبيروت يقوم بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير جيفري فيلتمان، وهو الذي كان قد زار العاصمة الأردنية عمّان قبل نحو أسبوع.ويشيرون إلى أن زيارة المسؤول الأميركي، في حال صحت المعلومات عنها، تؤشر إلى منحى جديد في مسار الضغط على الداخل اللبناني، في 3 اتجاهات:
أولها التخريب على الجهود التي تبذلها قوى الأغلبية النيابية الجديدة لتشكيل الحكومة، وسط معطيات جدية عن قرب إنجاز التأليف بعد مرور نحو 105 أيام على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي. مع الإشارة في هذا السياق إلى أن قوى الرابع عشر من آذار تحاول التسلل من باب تعثر تأليف الحكومة لطرح إمكان إعادة تسمية النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، أي تنفيذ انقلاب ناعم على الواقع الراهن، وهو أمر سبق أن أفصحت عنه الأمانة العامة لهذه القوى في بيانها الأسبوع الفائت، ويردده نواب في تيار «المستقبل» في مجالسهم الخاصة. ما يعني أن أي مناخات ايجابية تسهّل تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي من شأنها أن تحبط هذا الانقلاب الناعم، وهذا ما يفسّر «استجداء» قوى الرابع عشر من آذار الدعم الأميركي بغية الضغط لمنع تشكيل حكومة الأغلبية النيابية الجديدة أو قوى الثامن من آذار.
وثانيها توظيف الحراك المستجد على خط المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بغية إعادة الضغط على لبنان من باب القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري.
وثالثها، إعادة تحريك مفاوضات التسوية بين لبنان وإسرائيل، ولو من نافذة قرية الغجر الجنوبية، وهي نافذة صغيرة لكنها لا تمنع واشنطن من محاولة توظيفها في المسار التسووي، علماً أن السفير فردريك هوف، مساعد المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، سبق أن زار بيروت بعيداً من الإعلام الأسبوع الفائت وأثار تحديداً مسألة قرية الغجر وسط تعقيدات عدة أبرزها رفض سكانها الحلول المطروحة.
