سعيد: على “حزب الله” العودة الى لبنان بشروط الدولة

 أعلن منسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن "السبب الحقيقي لعدم تشكيل الحكومة ناتج عن عدم رغبة سوريا في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها بأن تدفع الى تشكيل حكومة استفزازية للمجتمع العربي والدولي"، لافتا الى "أن عدم وجود محاور آخر في الطائفة الشيعية لا بد أن يكون السبب الإضافي للحزب للتفكير ملياً بما يجري في المنطقة والعودة الى لبنان بشروط الدولة اللبنانية وليس بفرض شروطه على لبنان واللبنانيين".
وقال في حديث الى MTV: "الرئيس ميقاتي يحاول الخروج من صورته الملتصقة بـ"حزب الله" منذ البداية كي لا تتعرض الحكومة التي يؤلفها الى مضايقات من المجتمع المدني".
وأعلن ان "من يوقع سياسياً مع "حزب الله" في اتجاه تشكيل الحكومة لتكريس السلاح غير الشرعي ومواجهة المحكمة الدولية ليس مظلوماً من قبل قوى "14 آذار"، وفي الوقت نفسه لا مانع في تحوّله الى نقطة اجماع لدى المرجعيات الروحية والأحزاب"، وقال:" من ينادي بحكومة تكنوقراط او غيرها يتطلّع الى وجع الناس، وهذا الموضوع يدعّم موقع رئيس الحكومة المكلف، ولكن ما يمنع تشكيل الحكومة هو ما يحصل على مستوى المنطقة، والسوريون حتى هذه اللحظة لم يفقدوا الأمل من التفاهم مع الولايات المتحدة، ومع السعودية وتالياً لن يذهبوا لتشكيل حكومة تكون خطوة باتجاه استفزاز "شعرة معاوية" التي لا تزال قائمة بين سوريا والولايات المتحدة او بين المملكة السعودية وسوريا".
وأشار الى ان السبب الحقيقي لعدم تشكيل الحكومة ناتج عن عدم رغبة سوريا في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها بأن تدفع الى تشكيل حكومة استفزازية للمجتمع العربي والدولي".
وقال: الـ"س.س" لن يعود، وقوى "14 آذار" لن تعود الى التجربة التي خاضتها بعد انتخابات 2009، والتي كان لها مناخ إقليمي ودولي مختلف، كمرحلة قبول قوى "14 آذار" في حكومة وفاق وطني مع تدوير الزوايا وان تضع جانباً الأمور الخلافية كالمحكمة والسلاح، وان تذهب باتجاه إدارة أمور الكهرباء والأشغال والطرقات والإنماء والإدارة، كان لها احتضان إقليمي هو التفاهم السوري السعودي، وآخر دولي هو محاولة الولايات المتحدة استمالة سوريا باتجاه فك ارتباطها مع إيران، لكن فريق "14 آذار" دفع ثمنها من خلال التخلّي عن القيم السياسية والذهاب باتجاه التفاهم مع "حزب الله".
وقال: قوى "14 آذار" اليوم في مرحلة جديدة، عنوانها السياسي إسقاط السلاح غير الشرعي واحترام توقيع لبنان على كل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها المحكمة الدولية، مشيراً الى أن المناخ الإقليمي تبدّل ولا إمكانية للعودة.
وأشار الى ان ما أكّده التاريخ المعاصر انه، لا السنة استطاعوا بـ"بارودة" ابوعمّار وضع يدهم على الدولة في لبنان، ولا المسيحيين استطاعوا بـ"برودة" القوات اللبنانية فرض وجهة نظرهم على لبنان ولا الشيعة بـ"بارودة" "حزب الله" لديهم القدرة على فرض وجهة نظرهم على لبنان، لافتاً الى أن عدم وجود محاور آخر في الطائفة الشيعية لا بد أن يكون السبب الإضافي للحزب للتفكير ملياً بما يجري في المنطقة والعودة الى لبنان بشروط الدولة اللبنانية وليس بفرض شروطه على لبنان واللبنانيين".
الانتفاضة العربية: وأكد سعيد ان الثورات الحاصلة ليست إيديولوجية ولا مذهبية، إنما لها طابع فوق إيديولوجي وفوق ديني ومذهبي، وإذا كان هناك من افتراض لصراع سني – شيعي في المنطقة فأين تكمن مصلحة "حزب الله" والطائفة الشيعية في عودة عائلات من البحرين أو من الكوت ديفوار ومن أفريقيا، وأين مصلحة الحزب في جعل طائفة مكوّنة اساسية حقيقية جزء من النسيج اللبناني الى طائفة "فزيعة" لجميع الطوائف الأخرى في لبنان؟
وقال: خلال مرحلة الحرب الأهلية كان هناك اصطدام إسلامي – مسيحي في البلد، إنما لم نفقد "شعرة معاوية" ولا الكلمة التي تؤكد الاستعداد لحوار مع كل الأطراف.
الدولة والطوائف: وأعلن ان الدولة اللبنانية في أزمة نتيجة خيار الحزب الأقوى الذي قاد هذه الطائفة، وألغى الزعامات الداخلية، والمرجعيات السياسية ووضع يده على المرجعيات الروحية وقادها باتجاه ان تكون التعبير اللبناني لثورة إيرانية في لبنان، كما كانت حماس التعبير الفلسطيني للثورة الإيرانية في أرض فلسطين، ولكن هناك من ادرك نهاية اللعبة، فحصلت المفاوضة وتم تحصين الوضع لفرض الشروط بشكل أفضل على طاولة المفاوضة مع إسرائيل، معلنا انه ليس صحيحاً ان اتفاق الطائف لم يعطِ الطائفة الشيعية حقوقها، فكان هناك إنماء في البقاع وفي الجنوب والمساعدات لم تأتِ من إيران فقط، بل الدولة اللبنانية قامت بمشاريع هائلة في المناطق الشيعية، وتالياً، هناك رئاسة مكرّسة في الدستور اللبناني لها موقع على حساب الدولة اللبنانية في عين التينة.
القمة الروحية: واعتبر سعيد ان انعقاد القمة الروحية يأتي انطلاقاً من الحوادث التي تحصل في المنطقة، لتأكيد العيش المشترك بعد تجارب مر بها البلد، والحفاظ على أسلوب عيش اللبنانيين.
واشار الى أن مبدأ الطوائف سقط مع الثورات العربية، فمن أحرق نفسه في تونس أشعل في ضمير كل انسان عربي ان هناك ظلماً يقع على الإنسان العربي وعلينا ان نتحرك. 

السابق
ماروني حلّ عقدة “الداخلية” “بسحر ساحر” يؤكـد
التالي
وديع الخازن: القمة الروحية وقفة في مواجهة التحديـات