نهاية عهد الاوهام

 أفرايم هليفي دعا في هذه الصحيفة "لان نكون واقعيين": رئيس السلطة الفلسطينية "لا يمكنه أن يحقق اتفاق السلام (…) ليس بوسعه ان يجري الانتخابات (…) ولا يوجد في الافق خليفة يكون قادرا على تنفيذ الاتفاق". نتنياهو "لا يمكنه ان يحقق أغلبية لاتفاق دائم، وليس لديه القدرة والقوى لتنفيذ مثل هذا الاتفاق على الارض"، وكذا الرئيس الامريكي غير قادر على ان يفرض نواياه على الطرفين.
غيورا ايلند يصل الى الفهم بان الدولة الفلسطينية ليست "تطلعا صادقا، حقيقيا ونهائيا" لدى الفلسطينيين. ماذا نعم؟ الرغبة في الثأر، "العدالة" وحق العودة – كل واحد الى بيته في حيفا، في اللد وفي رمات أفيف. وعندما ستقوم الدولة الفلسطينية سيتعاظم طلب اسرائيل للاستقلال في الجليل وفي وادي عارة أو لتحويل الدولة الى ثنائية القومية.
سيفر بلوتسكر اعترف: "اخطأت وأنا نادم على خطأي. كتبت أن اسرائيل يمكنها أن تحقق السلام مع نظام الاسد مقابل الاستعداد للانسحاب من هضبة الجولان (…) فضللت نفسي. السلام للاجيال يمكنه أن يتحقق فقط مع انظمة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان".
يرون لندن كتب في هذه الصحيفة بان انصرافنا من المناطق التي احتليناها لن ينهي المواجهة، لن يقتلع الكراهية، لن يدفع العالم العربي نحو الحضارة الغربية ولن يطفىء هناك "الخلاف الديني". "الانسان ذو العقل الناضج لا يمكنه أن يؤكد بان المصيبة لم تقع علينا بفضل الدولة الفلسطينية".
في الفيلم الرائع لشلومي الدار "حياة عزيزة" تنقذ حياة محمد، رضيع من غزة، في جهد مشترك للدكتور راز سوميخ من مستشفى شيبا، وأب ثاكل لجندي، تبرع بـ 55 الف دولار والمستشفى وفريقه والدار، الذي بتفانيه حقق المستحيل. في النهاية الام رائدة، امرأة شابة حنونة، تقول لالدار مباشرة في الوجه، انه عندما يكبر الولد، ستبعث به لان يكون شهيدا لتحرير القدس: عندكم الحياة عزيزة، اما عندنا – فلا! هنا، هكذا شلومي، شعر "كمن تلقى طعنة في الظهر واراد ان يوقف التصوير. ولاحقا شرحت رائدة بانها توجد بين المطرقة والسندان وقد اضطرت الى ارضاء محيطها.
سؤال: اذا ما وعندما يفجر محمد على نفسه باصا في القدس، ماذا سيجدي الضحايا التشخيص اذا كان فعل ذلك انطلاقا من قناعة داخلية أم بسبب اضطرارات المحيط الاجرامي والمفعم بالكراهية؟ واذا كان هذا هو الواقع الوحشي، فما هي استنتاجاتنا بالنسبة لمحمد الجماعي؟
وزير الدفاع يسأل بمناسبة الارتباط الجديد لفتح مع حماس: وماذا كنا سنفعل لو وقعنا على السلام مع ابو مازن وحده وبعد خمس سنوات، في الانتخابات انتخب الشعب الفلسطيني حماس؟
سؤال ممتاز. وربما، كاستنتاج، ينبغي التخلي أخيرا عن المحاولات المثيرة للشفقة لاغتصاب الواقع؟ لا سمح الله! باراك يقترح الاعتراف بحكومة وحدة فلسطينية، شريطة ان تعترف باسرائيل وتكافح الارهاب. بالعربية: "بكرة في المشمش".
هل نحن نشهد بداية صحوة من الاوهام، فيما أن لحظنا لا تزال اعضاؤنا سليمة؟ حتى الرئيس بيرس يقتبس عنه أنه يطلب الان الحفاظ على كل المستوطنات في مكانها، الاعتراف بانه في الجانب اليهودي ايضا يوجد واقع يجب مراعاته. جابوتنسكي كتب عن "الحائط الحديدي" اليهودي. وها هو، يوجد ايضا حائط حديدي عربي، كل خطط السلام المتفائلة لليهود تتحطم عليه.
الحائط يمكن تحطيمه، تجاوزه او تسلقه. فقط شيء واحد لا نوصي به: ضرب الرأس به. 

السابق
“يديعوت احرونوت” تدفع قُدما بالدولة (الفلسطينية)
التالي
تعويق استخباري