مسيرة للعمال في كفررمان

 نظم كشافة التربية الوطنية فوج كفررمان مسيرة عمالية،جسدت كل اللوحات العمالية الكادحة،وجاءت مختلفة عن باق السنوات إذ بدى أن القيمون شاؤا عبرها أن يصوروا واقع الحال الاقتصادي-السياسي الممزق،بصورة هزلية كاريكاتورية بحيث تراءى للبعض أنه أمام مسرحية هزلية تجسد الواقع اللبناني السياسي الإقتصادي الممزق على مصراعيه،كما وحملت الكثير من الرسائل المبطنة التي وجهت الى الساسة في لبنان،أولها أن كرة النار بدأت تتدحرج وقد تحرق كل شيئ وهذا ما رمزت اليه "شعلة النار" التي إنطلقت بها المسيرة.

وكانت المسيرة قد إنطلقت من أمام مدرسة كفررمان المتوسطة الثانية وجابت الشارع الرئيسي للبلدة حتى ساحة العين،شارك فيها رئيس بلدية كفررمان كمال غبريس،وممثل الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور علي الحاج علي وفاعليات حزبية واهلية وبلدية،
وتمثلت المسرحية بالكثير من الفصول إنطلقت من فصل السياسة مع "فرخ الزعيم"،والمرافقة الكبيرة له،في إشارة واضحة الى هزلية الصورة اللبنانية التي تحولت الى مدعاة سخرية،وإنعكست سلبا على العامل المقطعة أوصاله،فيما جسد الاسكافي هشاشة الحرف المندثرة،والباعة الجوالين الذين يكدحون ليل نهار،لقاء لقمة العيش،تقابلهم الدولة بغلاء المحروقات، ورفعت في المسيرة الكثير من الشعارات المنددة بواقع الحال،ولم يغب الرغيف عن البال بل حضرة مع خبز الصاج،وحضرت الحمير،كما لو كان القيمون أن يوجهوا تساءلا هل تريدون العودة الى زمن الحمير للتنقل؟،وللطاباة حصة الأسد في المسيرة ومعها البطالة،والاستهزاء بالتدخلات الأجنبية،والمحاصصة الطائفية والمناكفات الداخلية التي تبعد تشكيل الحكومة تقول إحد اللوحات التي تقدمها مجموعة كشافة يحملون كرسيا موصولا الى حبال كل منهم يحاول شدها اليه فيما رفعت لوحة "تتنازعون على الكرسي وتنسون المواطن الذي يموت".

الى ذلك إستحوذت المسيرة على إنتباه الحضور،بل شكلت ملاذا للانتقاد والاستهزاء على واقع الحال التي آلت اليه الأحوال في لبنان،وكانت كفيلة بفتح نافذة التساءل الى متى متى يبقى المواطن رهينة التجاذبات السياسية،التي تزعزع واقعه الاقتصادي،وتبعد عنه رفاهية الحياة الكريمة؟
 

السابق
عمّال سوريا: لبيك يا رفيقنا المناضل!
التالي
يـا أبـي.. نحـن لا شــيء