بنك للمعلومات للمتبرعين بالدم واخماد الحرائق والإسعافات الأولية

  تكبر هموم الناس داخل أزقة صيدا القديمة "البلد"، ومعها تكبر همّتهم، لتتكامل الأنشطة التطوعية والخدماتية، والإستعداد في حال حدوث أي طارىء، إيماناً بأن لكل إنسان دور في الحياة، والعمل التطوعي واجب إنساني مرضاة لله وخدمة للمجتمع···
وتجسيداً لذلك، كانت مبادرة محمد صالح حماد "أبو صالح"، بالعمل مع فريق من المتطوعين داخل المدينة القديمة في خدمة أبناء صيدا ومنطقتها للحفاظ على سلامة الأهالي، من خلال اخماد الحرائق وتنظيف الساحات العامة، وتقديم الإسعافات الأولية وتأمين بنك من المعلومات، يكون همزة وصل بين المتبرعين بالدم وذوي المرضى، والذي فاقت سجلاته المنظمة الألفي متبرع··

يشير "أبو صالح" الى "أن البداية كانت بالعمل من خلال الدفاع المدني في "الكشاف المسلم"، عندما كانت مدينة صيدا تتعرض للقصف من قبل عملاء العدو الإسرائيلي، فركزنا على أعمال الإطفاء والإنقاذ الذي يتابع حالياً من خلال تطوعنا ضمن جهاز المتطوعين في بلدية صيدا داخل البلد، والذي نقوم من خلاله بالحفاظ على البيئة بتنظيف الساحات العامة ورشها بالمياه"·

بنك معلومات للتواصل
وقال: أما الخدمات الأخرى التي نقدمها، فهي تأمين المتبرعين بالدم، بعدما قمنا بإحصاء فئة الدم لغالبية سكان صيدا القديمة وتصنيفها ضمن جداول وفق كل فئة للشباب فوق الـ 18 عاماً، وأهالي صيدا القديمة لديهم النخوة للتبرع بالدم، لأنه أمر ديني وعاطفي، ولا نكتفي بالإحصاء بل بمتابعة مواعيد التبرع بالدم، وضبط اللوائح من خلال اعطاء بطاقات تعريف لفئة دم كل متبرع، يدرج عليها أيضاً معلومات مفصّلة وأرقام هواتفه، كي يتم التواصل معه إن حدث له أي طارىء، فضلاً عن ارقام الخدمات المجانية من دفاع مدني وصحي، وهي تحمل اسم بطاقة متبرع بالدم، وقد تجاوز العدد المسجل حالياً الألفي شخص من جميع فئات الدم·

وأكد "أبو صالح" "أن هذا العمل التطوعي نبتغي به مرضاة الله سبحانه وتعالى، ونطلب تعميم هذه التجربة على جميع المناطق، فكل انسان يستطيع أن يقوم بإحصاء لفئات الدم ووضع سجلات تمكّن الناس من التواصل بسهولة وانقاذ العديد من المرضى، وهذا الأمر يجب أن لا يصب لجهة سياسية أو شخصية دون أخرى، فنحن نخدم جميع الناس على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية، والله سبحانه وتعالى ينمّي العمل وهي كرة ثلج تكبر شيئاً فشيئاً"·

تسير ببركة الله
وقال: الناس تصل إلينا من خلال المعارف، فهم يسألون عن وحدات دم أو من يستطيع التعرف على متبرعين، وهكذا يتواصل الناس معنا، وهذه العملية تسير ببركة الله ورعايته، لأننا لسنا مؤسسة أو بنك للدم، لأن ذلك يحتاج الى امكانيات كبيرة· والأفضل التواصل مع المتبرعين بعد الإنتهاء من دوام عملهم، ونحن نعمل على تيسير أمور الناس، بأن نكون همزة وصل بين المتبرع وأهل المريض، فنطلب من ذوي المرضى التعاون مع المتبرع بتأمين انتقاله من وإلى مكان التبرع وعودته لمنزله كي لا يحدث معه طارىء على الطريق، كما ننصح المتبرع بتناول مادة تحتوي على السكر كي لا يهبط ضغطه·

وأضاف: يعتمد المتبرعون علينا في تنظيم مواعيد عملية التبرع بالدم، لأننا نتابع فحص الدم مع أهل المريض، وإذا كان المتبرع يعاني من بعض الأمراض التي لا تمكنه من اعطاء دم نعلمه بحالته، وفي نفس الوقت نحرص أن يكون لكل شخص بطاقة تعريف عنه، ومعرفة فئة الدم تمكّن الناس من سرعة التبرع ومساعدته أيضاً في حال الإصابة· فنأمل من المستشفيات والمستوصفات، خصوصاً الشبه مجانية، أن تقوم بحملات لفحص دم الشباب ومعرفة فئات دمهم وترغيبهم بالتبرع لأنها خدمة انسانية ومصلحة عامة، ونحن نقوم بهذا العمل بتجرد، وكل من يريد أن يقصدنا نحن في صيدا القديمة·

الإطفاء والإسعاف
وختم "أبو صالح": كما نقوم بتأمين الإسعافات الأولية، فلدينا كافة المستلزمات لعلاج الحروق والقيام بالإسعافات ضمن الإمكانيات المتاحة، ونشكر كل من مد لنا يد العون من مستوصفات أو أشخاص في تأمين بعض المواد العينية والإسعافات الأولية، ونخص "الكشاف المسلم" لتأمينه بعض معدات الإسعافات الأولية، وبلدية صيدا التي تؤمّن لنا الدعم العيني والمعنوي من خلال عملنا كمتطوعين في فريق الدفاع المدني داخل صيدا القديمة، وخصوصاً رئيس البلدية الحالي المهندس محمد السعودي والسابق الدكتور عبد الرحمن البزري، ورئيس الإطفائية الحالي محمد حسيب مجذوب والسابقين، وفرق الدفاع المدني والصليب الأحمر والجيش اللبناني، الذين تدربنا على أيديهم، فنحن عملنا مكملا ولا يغني عن هذه المؤسسات، بل نعتبر أنفسنا جزءاً منهم، وهدفنا الحفاظ على صيدا القديمة، فهي مكتظة بالسكان وأي حريق قد ينتشر بشكل سريع، لذلك نطلب عدم قطع المياه في فصل الصيف لتمكيننا من اطفاء الحرائق·

 

السابق
يـا أبـي.. نحـن لا شــيء
التالي
مرعي أبو مرعي يُكرّم العميد جبران