الشرق : التأليف في أسبوعه الخامس عشر… والهرتقة مستمرة

 دخلنا في الأسبوع الخامس عشر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة في لبنان، أي أننا اقتربنا من انتهاء الربع الثالث من الشهر الرابع، وليس في الأفق ما يشير إلى أن لبنان سينعم بحكومة ما، سواء أكانت حكومة اللون الواحد أو أي تسمية ثانية من هذه التعابير التي يرمونها في سوق التأليف الحكومي!
مَن يتحمّل المسؤولية؟
السؤال حمّال اجوبة عديدة، معظمها سياسي وقليلها منطقي.
في السياسة هناك مَن يحمّل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون المسؤولية. هذا الفريق يدّعي أن عون يضع الشروط المستحيلة… وعندما يدخلون في التفاصيل يعتبرون مطالبة عون بحقيبة وزارة الداخلية شرطاً عرقوبياً، طبعاً للنائب عون جواب واضح يراوح بين الحقوق العينية والحقوق الدستورية.

وفي السياسة ايضاً يحمّلون سورية المسؤولية كونها لا تمارس ضغطاً على حلفائها وابرزهم «حزب الله
للضغط على عون.
وفي السياسة ايضاً وأيضاً يحمّلون «حزب الله والرئيس نبيه بري بأنهما مرتاحان على وضعهما «ولا يريدان حكومة وضعها طبيعي
… لذلك، فإن استمرار الازمة في مصلحتهما خصوصاً الحزب الذي يتهمونه بأنه يبني دولته على مزاجه… ولا مجال لدولتين في رقعة واحدة.
وكذلك في السياسة يحمل فريق 8 آذار وتكتل التغيير والاصلاح الرئيس نجيب ميقاتي بأنه «غير مستعجل
ويقولون: حقق الميقاتي هدفه المباشر بالوصول الى رئاسة الحكومة، او بالعودة اليها وإن مكلّفاً. وبالتالي فهو لا يودّ أن يشكّل حكومة قبل أن يستقر الوضع في سوريا، لأنه يخشى أن يسفر التأليف عن تشكيلة قد لا تكون «مقبولة بعد أن يؤول الوضع في سورية إلى حال ما.

ويضيف هؤلاء أنه في الوقت ذاته، لا يجد ميقاتي نفسه مستعجلاً على تشكيل حكومة قد لا ترضي اطرافاً عربية مهمة لا يودّ الميقاتي أن يتسبب لها بأي ازعاج لأسباب عديدة!
ولا يتوقف هؤلاء عند الانتقاد للميقاتي وتحميله المسؤولية، بل يتخطونه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. يقولون: إن الرئيس لا يريد ان تتشكل الحكومة في هذا الوقت للاسباب ذاتها التي ينسبونها الى الرئيس المكلّف. ويقولون ايضاً: إن العماد عينه على انتخابات الـ2013 النيابية العامة باعتبار ان الحكومة العتيدة هي التي ستشرف على تلك الانتخابات.

فإذا لم تكن حصة فاعلة (وهي لن تكون فاعلة إلاّ في وزارة الداخلية)، فإن عهده سينتهي، بعد ذلك بقليل، من دون أن تكون له قواعد في مجلس النواب، وهو لا يريد أن يكون مثل الرؤساء الذين ينتهون سياسياً بنهاية عهدهم، بل يطمح الى غير ذلك. ويقولون انه لو اراد الرئيس سليمان فعلاً ان تتشكل الحكومة لبادر الى مطالبة الرئيس المكلف بأن يعقد اجتماعاً مغلقاً (مهما طال) بينه وبين عون، فلا يخرجان منه إلا باتفاق يبارك مهما كان.

والرد على هذه النقطة الاخيرة يأتي من غير مصدر، باعتبار ان ميقاتي هو الذي يرفض ان يعقد مثل هذا اللقاء… إلاّ أن الرد على الرد يأتي من اطراف عديدة فتقول: إن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاخيرة أنجزت بعد اجتماع مع عون. وكذلك حكومة تصريف الاعمال الحالية خرجت من الرابية اثر اجتماع الرئيس سعد الحريري وعون، فهل انتقص ذلك من قدرهما او من مقام رئاسة الحكومة؟
في اي حال: إن الحكومات لا تتشكّل بالنكايات وبالأحقاد، ولا بـ«التزريك

… ولو كان في استطاعة المواطن اللبناني أن يتكلم وأن يكون صوته مسموعاً لكان صرخ فيهم، جميعاً: كلكم مسؤولون. كفى… كفى… كفى… أوقفوا هذه الهرقة 

السابق
اللواء عن اوساط ميقاتي: بدء الجولة الاخيرة من المشاورات لتأليف الحكومة
التالي
تغطية الإعلام الدولي لقتل بن لادن