اسرائيل تحتاج الى مبادرة

 ماذا ينبغي أن تكون عليه السياسة الاسرائيلية في المسألة الفلسطينية حيال المصالحة المحتملة بين حماس وابو مازن، في ضوء الهدف الفلسطيني للوصول الى قرار احادي الجانب في الجمعية العمومية للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في خطوط 67 وعاصمتها القدس؟ ما هي نقاط الانطلاق التي ينبغي أن تكون لبلورة السياسة.
أولا، الشرخ الاساس بين حماس في قطاع غزة وبين السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة سيستمر، هذا شرخ ايديولوجي، اجتماعي وسلطوي يصعب جدا على الجسر. حماس ستبقى رب البيت والحاكم الوحيد في القطاع، مع كل منظومتها العسكرية والامنية؛ وهي لن تغير مبادئها التي في اساسها تقبع ابادة اسرائيل وطريق المقاومة العنيفة. وهي ستجتهد "للتصرف بلباقة"، بل وربما تطلق تصريحات جميلة، تذر الرماد في العيون، كي تأسر قلب دول اوروبية وبعض الاسرائيليين. كما انها ستجتهد للحفاظ على الهدوء الامني مع اسرائيل كي تسمح لابو مازن بان يلعب اللعبة مع حلول ايلول. فضلا عن ذلك، فان حماس لا تعارض قرارا احادي الجانب في الجمعية العمومية بدولة في حدود 67، وذلك لان هذه من ناحيتها هي مرحلة انتقالية نحو الشطب النهائي لاسرائيل من الخريطة.
ثانيا، ابو مازن غير معني باي تسوية دائمة نهائية مع اسرائيل تلزمه بتنازلات جوهرية، وعلى رأسها التنازل عما يسميه الفلسطينيون "حق العودة" وعن الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. التنازلات الجوهرية تركها الفلسطينيون دوما لاسرائيل فقط. وهو يعرف كيف يزرع في "معجبيه" الاسرائيليين الوهم والامل في أن كل شيء بذنب حكومة اسرائيل، وانه لو كانت تنازلت قليلا وبنت أقل، لكانت التسوية الدائمة جاهزة للتوقيع.
امام هاتين النقطتين على السياسة الاسرائيلية ان تستند اولا وقبل كل شيء على تفاهم مع ادارة اوباما حول اللعبة الفلسطينية ومخاطرها في المنطقة. في اساس هذا التفاهم ملزمة اسرائيل بان تعطي اوباما الذخيرة الافضل، التي ستكشف ايضا لعبة ابو مازن، وكذا تعكس جوهر الاجماع الاسرائيلي (بالطبع باستثناء هوامشه على اليمين وعلى اليسار). وكذا ستستجيب للمفاهيم الامريكية بالنسبة لمبادىء الحل.
هذه الذخيرة يجب أن تكون مسودة لقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول، تقول لهذه الصيغة أو تلك: الحل النهائي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني سيقوم على اساس دولتين للشعبين – دولة قومية للشعب الفلسطيني ودولة قومية للشعب اليهودي، هي دولة اسرائيل؛ الحدود بين الدولتين ستقوم على أساس خطوط الهدنة للعام 1967 مع التعديلات والملاءمات اللازمة لاحتياجات الامن والديمغرافيا، وكذا على تبادل الاراضي؛ القدس ستشكل عاصمة للدولتين؛ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واليهود من العام 1948 ستحل على أساس توافق متبادل بين الدولتين وتعويضات دولية.
على اسرائيل أن تقنع اوباما وادارته بالخروج في صيغة متوازنة كهذه كبديل للاقتراح الفلسطيني احادي الجانب، والتي ينبغي أن تعرض كـ "مبادرة اوباما". بيبي وحده لا يمكنه أن يفعل ذلك. ليس لديه الشجاعة. مع "كديما" في الحكومة يحتمل أن نعم. الاحتمال في أن تصوت كل الدول الديمقراطية في العالم تقريبا، والتي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، في صالح اقتراح من هذا النوع، هو احتمال عال. وابو مازن؟ دعوناه نراه. في المرة الثانية، بعد المرة الاولى مع باراك في كامب ديفيد 2000 حان الوقت للكشف على الملأ، في محفل دولي، عن الوجه الحقيقي لرئيس السلطة. 

السابق
تعويق استخباري
التالي
جريح طعنا بسكين خلال اشكال في الروضة