سبعة أسباب وراء المصالحة الفلسطينية !

في زمن "الشعب يريد اسقاط النظام" الذي سيغيّر الوجه السياسي للمنطقة، كان صراخ الشعب الفلسطيني مختلفا. ولانه منكوب بأعدائه وبأشقائه وحتى ببعض قياداته كان يصرخ دائما: "الشعب يريد انهاء الانقسام". اول من امس حصلت المفاجأة، عندما وقّعت حركتا "فتح" و"حماس" ورقة التفاهم المصرية التي كانت موضع منازعات طويلة ومؤسفة بينهما، وهو ما ساعد اسرائيل على تسفيه المساعي الاميركية للتسوية، ووفر لادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما التحلل من وعودها بشأن هذه التسوية.
بالتأكيد ثمة مجموعة من العوامل ساعدت في التوصل الى هذه النتيجة، التي يؤمل ان تصل الى خواتيمها السعيدة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تمهد لانتخابات عامة تعيد جمع الفلسطينيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة والقضية الفلسطينية، ومنها:

اولا: التغيير في مصر وقيام حكومة ولو موقتة، تضع اولويات الاخوة الفلسطينيين قبل مستلزمات مسايرة اميركا واسرائيل. فليس سرا ان اللواء عمر سليمان اضطلع بدور معطل ضمنا في وساطته بين الطرفين، بما كان يرضي حسني مبارك الحريص على ارضاء واشنطن وتل ابيب، وهذا ما شكا منه محمود عباس همسا امام الكثيرين!
ثانياً: التطورات العاصفة والمقلقة في سوريا، التي تدفع "حماس" الآن لاعادة النظر في حساباتها السابقة. وكذلك التطورات في المنطقة العربية التي تدفع "فتح" و"حماس" الى التخوف من مواجهة متغيرات سياسية تفرض على الطرفين بالضرورة اعادة اللحمة الى الصفوف.

ثالثا: حرص "فتح" وكذلك "حماس" الى حد ما، على استغلال التعاطف الدولي المتزايد مع فكرة اعلان الدولة الفلسطينية في حدود 1967 في ايلول المقبل، وهذا يفرض التفاهم بينهما.
رابعا: يأس السلطة الفلسطينية من المساعي الاميركية ومهمة جورج ميتشل، التي انتهت الى فشل ذريع وسقوط كل الوعود الزهرية التي بدأ بها اوباما عهده، ثم انتهت بخضوعه للشروط الاسرائيلية. والدليل انه لم يتمكن من وقف عمليات التوسع الاستيطاني حتى في مدينة القدس.

خامسا: الادراك المتزايد عند "فتح" و"حماس"، ان استمرار الانقسام بينهما يضعف الطرفين، سواء في مواجهة العدو الاسرائيلي، الذي يمضي في سياسات التهويد ويعد لترانسفير جديد في اراضي 1948، ام في مواجهة الذرائع الاميركية والاوروبية، التي تعتبر "حماس" حركة ارهابية غير مقبولة في التسوية السلمية.

سادسا: الاحساس المستجد والمشترك والمقلق لدى الطرفين بالعراء السياسي الكامل، وخصوصا الآن في مرحلة التغيير وغياب المرجعية العربية، التي ليس من الواضح متى تنتهي وكيف.
سابعا: عدم الركون واتساع المخاوف في بداية مرحلة التحولات الكبرى الراهنة، التي قد تنسف التحالفات والمراهنات اقليميا، وخصوصا مع ارتفاع التراشق الخليجي – الايراني ومع بداية مرحلة السبات الانتخابي الرئاسي في اميركا. طبعا كان اقل الواجب ان تستجيب "فتح" و"حماس" لشعار: "الشعب يريد انهاء الانقسام".

السابق
جنبلاط: رهانات 14 آذار مدمرة.. وأخطاء الأكثرية عبثية
التالي
إلى أمير قطر