إظهار غربوز السذاجة

"ماذا يُتظاهر به اعتراضا على صواريخ القسام والارهاب؟"، ثار الفنان يئير غربوز مُظهرا السذاجة بعد ان سُئل في مقابلة صحفية مع "صوت الجيش الاسرائيلي"، "كيف لم نسمع قط من اليسار كلمة تعارض اطلاق صواريخ غراد على المراكز السكنية؟".
أوضح رجل السلام ان "المظاهرة تكون فقط على امور ليس عليها اتفاق". ولهذا فانه هو و"معسكر السلام"، اجتمعوا في تل ابيب وأعلنوا عن دولة فلسطينية. اجل إن غربوز قد تحفظ من الصيغة التي نشرت على الملأ. "لست رئيسا فلسطينيا بل لست فلسطينيا ولهذا من العنصرية ان أقترح على الفلسطينيين ما يفعلون". وأضاف انه على كل حال ينبغي اقامة الحدث لـ "أننا نتظاهر على الجمود".

ينبغي في فرصة اخرى ان نقف على موازاة رائعة بين نوعين من الاصولية الاسرائيلية: في دولة "مئه شعاريم" ومستعمرتها بني براك يوجد ناس على ثقة بأنهم يحتكرون اليهودية. وفي دولة تل ابيب والمستعمرات المجاورة ناس على ثقة بأنهم يحتكرون السلام والتنور. وكلام الله حي عند هؤلاء واولئك والنقد للذات بعيد عن هؤلاء وعن اولئك.

حتى ذلك الحين ينبغي ان نقف من قريب على معنى كلام غربوز. اذا لم يكن داع حقا للتظاهر على امور مفهومة من تلقاء ذاتها بل على امور مختلف فيها فقط، فان الاستنتاج من كلامه هو انه يوجد بين الاسرائيليين اختلاف في ثلاثة اشياء على الأقل: السلام والمسيرة السياسية واقامة دولة فلسطينية. أحقا؟.

"بالتأكيد"، سيقول من سيقول. من المحقق انه يوجد اسرائيليون يعارضون السلام واقامة دولة فلسطينية. لكن يوجد ايضا اسرائيليون يُفرحهم كل صاروخ قسام. بل هناك اسرائيليون حجوا الى القرية التي جاء منها قاتلا الزوجين بوغل وأولادهما الصغار. وينبغي ان نفترض ايضا ان غربوز ورفاقه سيوافقون على انه لا يوجد ما يتعلمونه من الأطراف في اليمين واليسار. فكما لا ينبغي ان نقيس افعال شولاميت الوني على افعال تالي فحيمه لا داعي ايضا الى ان نقيس يعقوب لتسمان على ما تفعل ناطوري كارتا التي تحتضن احمدي نجاد.

لهذا ينبغي ان نحلل كلام غربوز من وجهة نظر التيار المركزي في المجتمع الاسرائيلي الذي يضم اليمين واليسار والمتدينين والعلمانيين والعرب واليهود والقدماء والمهاجرين. يُبين ذلك ان أكثر المجتمع الاسرائيلي يعارض السلام ويؤيد الجمود ويعارض دولة فلسطينية. ومن الواضح ان هذه سخافات لا تشهد على الواقع بل على من يحاول ان يصفه بهذه الصفة.

لا حاجة حتى الى كتابة حرف واحد عن التأييد العام للسلام. ليس السؤال هل نريد السلام بل بأية شروط. وماذا عن الجمود؟ من يؤيد الجمود؟ إن الجمود هو عكس المسار والمسار يشتمل على طرفين على الأقل. اعترف بهذا حتى غربوز في تلك المقابلة الراديوفونية. بيد انه برغم انه يعترف بالرفض الفلسطيني أضاف أن من "العنصرية" ان نقول كلمة عن الطرف الثاني. يتبين مرة اخرى انه يوجد ما لا يحصى من استعمالات الكلمة الشيفرية القبلية هذه.

وفي الختام، "دولة فلسطينية". إن الاكثرية اليهودية قد أيدت منذ 1933 تقسيم البلاد وحتى هذا اليوم توجد اكثرية للحل السياسي المعقول الوحيد. غير أن أكثر الاسرائيليين بخلاف غربوز ورفاقه معنيون بأن يعرفوا من سيوجد في القسم الثاني من البلاد المقسمة وماذا ينوي ان يفعل مع السيادة السياسية التي يستحقها بلا أي شك.

السابق
لقاء علمائي موسع لنصرة شعب البحرين
التالي
المافيا من دمشق