السياسة:بري محذراً من اللعب بالنار: سندفع ثمن عدم استقرار سورية

غداة اللقاء الرباعي المسيحي في بكركي وايجابياته المأمولة على المستوى العملي في ضوء معلومات تحدثت عن لقاءات اخرى بعد القمة الروحية في 12 مايو المقبل, برزت في الساعات الاخيرة بعض ملامح حراك على جبهة قوى "8 آذار" لتحقيق خطوات ملموسة تدفع في اتجاه احداث اختراق في الازمة لولادة حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد عيد الفصح, وفق ما اشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اوضح من بعبدا ان عيدية الحكومة للبنانيين على الطريق, وأكد لاحقاً من مجلس النواب استمراره في صلاة الاستقساء آملاً ألا نصل إلى صلاة الميت.

وقال بري عقب لقائه الرئيس ميشال سليمان ان "الحكومة تسير في طريقها", مضيفاً: "أعتقد أنها اصبحت في المرحلة النهائية وتوضع عليها اللمسات الأخيرة, التي ستؤدي الى تأخيرها الى ما بعد العيد, وهناك بعض الامور التي لاتزال عالقة, ولكن أموراً كثيرة تم حلها".

وفي موضوع العلاقات اللبنانية – السورية, لفت بري إلى أنه "لم يكن يوماً إلا وكان لبنان الخاسر الاكبر وكذلك سورية, عندما يحصل توتر في العلاقات بين البلدين", مؤكداً أن "هذه العلاقات يجب أن تكون دائماً مميزة وممتازة, ويجب ألا يلعب أحد بالنار في ظل الظروف الراهنة, فمصلحة لبنان العليا تكمن في وجود استقرار في سورية وهذا الكلام ليس فقط لمصلحة سورية وإنما لمصلحة لبنان", مشيراً إلى أن "أي وضع أمني مختلف في سورية, أول من سيدفع ثمنه هم اللبنانيون".

في سياق متصل, دعا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي, أمس, إلى تحصين وضع لبنان الداخلي وإلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ولاي دولة عربية.
وحض في تصريح صحافي على "التركيز على تحصين وضع لبنان الداخلي وعدم الانجرار الى كل ما من شأنه تعكير الاستقرار عبر انفعالات لا تأخذ في الحسبان نتائجها الوخيمة على كل المستويات", مضيفاً "ان حجم المشكلات اللبنانية لا يحتمل إضافات من خلال انزلاقات تعكس أو تتفاعل مع ما يجري في الدول العربية, لأن الارتدادات ستكون سيئة جداً على لبنان وعلى اللبنانيين, خصوصا المقيمين في هذه الدول".

وأشار إلى أن بعض القوى السياسية عبرت عن تفهمه لهذه المخاوف وترجمت هذا التفهم بمواقف ايجابية تعكس المسؤولية الوطنية, و"تجلى ذلك في التأكيد على أهمية استقرار الوضع في سورية والدعوات لعدم التدخل في الشأن الداخلي لسورية أو لأي دولة عربية أخرى".

وشدد ميقاتي على "الالتزام بهذه الروحية آملين أن يلاقي المسؤولون السوريون هذه المواقف بالايجابية نفسها".
وبالعودة إلى الملف الحكومي, وصفت اوساط سياسية مواكبة لمسار التشكيل التقدم الذي طرأ في الساعات الاخيرة بأنه انتقال من مرحلة المعقول الى المقبول وهي عملياً آخر المراحل, اذا لم تطرأ عراقيل في مجال توزيع الحقائب واسقاط الاسماء.

وتوقعت انطلاق ورشة الحقائب اعتبارا من الثلاثاء المقبل, اي بعد انقضاء فترة الاعياد التي يمضيها الرئيس المكلف خارج لبنان, يتوجه غدا في الساعات المقبلة الى لندن التي يتوقع أن يعود منها الاحد المقبل.
واشارت الاوساط الى ان الرئيس المكلف يتبع في مسار الحقائب معايير واسساً تقوم على توزيع متساو طائفيا ومناطقيا في شكل عادل بحيث لا يستأثر فريق سياسي بحقائب من الوزن الثقيل كالمال والاقتصاد مثلا او الطاقة والاتصالات بل توزع بالتساوي على الاطراف كافة من ضمن الحكومة الثلاثينية القائمة على معادلة 11 وزيراً للرئيسين سليمان وميقاتي والنائب وليد جنبلاط و19 وزيراً للغالبية من ضمنها 10 وزراء لتكتل التغيير والاصلاح و9 لحركة امل وحزب الله والقومي والنائب طلال ارسلان, على ان يكون من ضمنها وزيران يتم الاتفاق عليهما احدهما سني والآخر ماروني, مشيرة الى ان الوزارات الامنية ستبقى من ضمن حصة رئيس الجمهورية.

السابق
الراي: لبنان يضج بـ “خلايا أزمة”
التالي
مجدلاني: حياة الجراح في خطر