طغى لقاء بكركي الذي جمع اقطاب الموارنة امس على ما عداه من مواضيع وملفات تحفل بها الساحة اللبنانية نظرا لاهميته ولانتظار حصوله منذ امد بعيد .
وحجب اللقاء ولو لساعات امس متابعات تشكيل الحكومة وان ظلت المساعي قائمة بعيدا عن الاضواء في سبيل استيلادها .
وقد نجح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كسر الجليد بين الاقطاب الموارنة: الرئيس امين الجميل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ، كمانجح في اعادة وصل ما انقطع بينهم نسيج روحي حاكه حبيس دير طاميش الاب يوحنا خوند فاجتمع الاقطاب حول صليب الخلاص واستكمله البطريرك الراعي في مقاربة سياسية للملفات غير الخلافية انطلاقا من التمييز بين ماهو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية وفق بيان بكركي المقتضب الذي اشار الى لقاءات اخرى.
وبالفعل فقد كلف رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر متابعة المشاورات مع الاقطاب الاربعة والتحضير لاجتماع ثان يتفق على موعده في حينه.
وكانت كل الملفات خاضعة للتداول والنقاس وابرزها : ملف التوطين ملف الهجرة المسيحية من لبنان ملف بيع الاراضي والعقارات ملف التجنيس ملف سلاح حزب الله وكان هناك انسجام وتنسيق بين العماد عون والنائب فرنجية بينما كان هذا الامر غائبا بين الرئيس الجميل والدكتور جعجع .
ولوحظ ان البطريرك الراعي نجح في ان يكون ضابط ايقاعهما بين المجتمعين مما جعل اللقاء ناجحا في كل المقاييس .
من جهتها حملت كتلة " المستقبل" النيابية في بيان بعد اجتماعها : تحالف الثامن من اذار بقيادة حزب الله مسؤولية ما ينتج عن تاخير في تشكيل الحكومة من انعكاسات سلبية على كل المستويات الوطنية والامنية والاقتصادية والمعيشية .
واعتبرت الحملة الاعلامية والسياسية على تيار المستقبل وبعض اعضاء كتلته النيابية وتحديدا النائب جمال الجراح واتهامهم زورا بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية مسالة مرفوضة ومردودة ومدانة وكررت موقفها الرافض والقاطع للتدخل في الشؤون الداخلية السورية .
وطلبت الكتلة من وزير الخارجية والمغتربين دعوة السفير السوري لاستيضاحه حول التصريحات التي ادلى بها في هذا الخصوص ودعت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة لهيئة مكتب المجلس لبحث هذا الامر من جوانبه كافة .
وعلمت " البيرق" ان وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي رد على تيار المستقبل انه لايستطيع التجاوب مع مطلبه في استدعاء السفير السوري علي عبدالكريم علي لاستيضاحه امر مؤتمره الصحافي منذ يومين لان مثل هذه الخطوة تستدعي قرارا من مجلس الوزراء وهو امر معتذر حاليا في ظل حكومة تصريف اعمال واخرى لم تتالف بعد .
الى ذلك اتصل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي برئيس وزراء البحرين الامير خليفة بن سلمان ال خليفة وشكره على تجاوبه مع مساعيه لوقف الاجراءات التي اتخذت في حق بعض اللبنانيين المقيمين في المملكة واعادة الامور الى مجراها الطبيعي .
