سريعاً إلى التدخل العسكري!!

فرنسا وبريطانيا تعلنان استعدادهما لتنفيذ منطقة الحظر الجوي على ليبيا، ومجلس الأمن الدولي ينتقل فوراً من مداولات فرض الحظر وإمكانية تطبيقه إلى توجيه ضربة عسكرية ضد القوات الليبية التي تتقدم شرقاً الى بنغازي ،

وبمعنى آخر فإن سيناريو التدخل العسكري الغربي في ليبيا قد بدأ على ارض الواقع والذريعة الجاهزة هي منع وقوع مجازر في أجدابيا وبنغازي وعدة مدن ليبية تشهد مواجهات بين المحتجين وقوات القذافي.‏

وهكذا من جديد يفتح النفط العربي شهية القوى الطامعة بالثروات العربية ، فتوعز إلى مجلس الأمن الدولي للتحرك فوراً ووضع القضية على صفيح ساخن ، بعدما اطمأنت الى موقف الجامعة العربية الذي مهد عبر طلب الحظر إلى مثل هذا التدخل ، الذي حذرت منه سورية والجزائر ، وكانت رؤيتهما ان الحل يجب أن يكون عربياً وليبياً بالدرجة الأولى لوضع حد لمأساة الشعب الليبي ووقف الدم هناك دون السماح للغرب باستغلال الأزمة لتنفيذ أجنداته ومخططاته التي تأتي دائماً تحت بند الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب وتخليصها من الديكتاتوريات وغيرها من العناوين البراقة.‏

وبالمقابل كشف هذا اللهاث وراء التحضير للضربة الجوية ضد ليبيا ازدواجية المعايير التي تمارسها الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية في سياساتها تجاه مايجري في منطقتنا ،فلم يحرك أحد في هذه الدول ساكناً تجاه جرائم إسرائيل في الأرض العربية المحتلة حين كانت طائراتها تقصف المدنيين العزل وتقتل وتجرح الآلاف في غزة المحاصرة ، ولم تتخذ القرارات لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الاحتلال والإرهاب والحصار منذ عدة عقود من الزمن، فهل يتنبه العرب لخطورة المشهد بعد أن ساهموا بايصاله إلى هذه النقطة الخطيرة؟!‏

السابق
ويكيليكس والخيانة
التالي
سوريّة الداخل… سوريّة الخارج