الصراع السلفي – الشيعي.. إلى متى؟!

حقيقة، أشعر بالقلق الكبير على الحالة التي وصلت اليها العلاقة بين السلف والشيعة في الكويت، خاصة في ما يتعلق باسقاطات احداث البحرين والشبكة التجسسية الايرانية التي تم الاعلان عنها في الكويت.

لقد صعّد التيار السلفي في الكويت حملته العنيفة ضد «العدو القديم» بشكل يكاد يصل الى الفجور في الخصومة، وتعدى الامر مسألة الاختلاف في وجهات النظر الى تصفية حسابات بغيضة لا تخدم – بالتأكيد – وحدتنا الوطنية، حيث وصل الامر الى التشكيك في الولاء والبحث في الاصول والجناسي.. الخ هذا المسلسل، اضافة الى الاسئلة البرلمانية المثيرة للنعرات الطائفية، حيث يتضح تماماً ان الخوف السلفي من المد الايراني أو الصفوي – كما يطلقون عليه – بات يشكل خوفاً كبيراً من جانبهم، لكن وان كانت لذلك مبرراته، فيجب الا تكون على حساب أمن الكويت ومستقبلها.

لا أدعو هنا الى ايجاد سبل التفاهم بين السلف والشيعة في الكويت، فهذا ضرب من الخيال! لكنني ادعو الى ايجاد الحد الادنى من التعايش السلمي في ما بينهما ولمصلحة واحدة فقط، وهي مصلحة الكويت، وليراجع السلف خطاباتهم الاخيرة، فهي لا تتركز الا على الدولة الصفوية وبلهجة عنيفة، بينما لا خطاب يذكر تجاه اسرائيل مثلاً!
اما الشيعة، فعليهم عدم الزج بأنفسهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بتدخل ايران في الخليج العربي، ولا حتى الدفاع عن سياستها، سواء تلك الخاصة بأحوال السنة هناك أو في تعاملها مع أحداث البحرين.
باختصار، هي دعوة لعدم زج انوفنا «بوجوه» غيرنا فلدينا ما يكفينا ويزيد، فهل من حكيم سلفي شيعي؟!

– بالمناسبة:
– لاحظت ان قناة الجزيرة عندما تعرض خريطة الخليج العربي تكتفي بذكر كلمة «الخليج» فقط من دون تحديد العربي أو الفارسي، وهي سقطة كبيرة من «الجزيرة» بإلغاء الخليج العربي من خارطة طريق الدوحة!

– من غير مناسبة:
– لو لم يغزُ الطاغية صدام حسين الكويت في اغسطس 1990 وظل يحكم العراق حتى الساعة وقام الشعب العراقي بتظاهرات شبيهة كما حدثت في تونس ومصر واليمن وليبيا، تُرى ماذا سيكون الموقف البرلماني الكويتي؟!
سؤال غير بريء!

السابق
من باع زوطر الغربية بـ500 مليون ليرة؟
التالي
سورية… حقيقة الاستهداف الخارجي!