جنبلاط ل “الانباء”: لمقاربة جديدة لكل ملف السجون

أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، مما جاء فيه: "لا بد من التوقف مليا أمام الأحداث التي شهدها سجن رومية ومعانيها، خصوصا أن مسألة بناء سجون جديدة وتأهيل السجون القائمة لم تكن يوما من أولويات أي من الحكومات المتعاقبة على إدارة شؤون البلد رغم مطالبتنا المتكررة بإيلاء هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحق. فالسجناء بحاجة الى تأهيل سياسي وخلقي ونفسي وعقائدي وديني لاعادتهم الى طريق الصواب، ولا يجوز التعامل معهم كمنبوذين لأن ذلك يزيد من مشاكلهم ويذهب بهم الى أماكن خطرة تزيد من المشاكل داخل السجون وخارجها، أما المجرمون فينالون عقابهم".  اضاف: "فالسجناء المتهمون بالارهاب، على سبيل المثال، يفترض إخضاعهم لدورات تأهيلية في كل القضايا العقائدية والدينية والنفسية كي لا يؤثروا سلبا على أقرانهم من المسجونين، ولكن كيف يتحقق ذلك ما لم تتوفر مقومات الحد الادنى من العيش داخل الزنزانات التي تكتظ بالمساجين بما يفوق القدرات الاستيعابية بأضعاف. لذلك، المطلوب مقاربة جديدة لكل ملف السجون لا تقتصر على الشق الأمني من الموضوع، بل تتعداه الى النواحي النفسية والاخلاقية والدينية والعقائدية والسياسية".
وسأل:"وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، لماذا هذا الاتهام المتكرر لبلدة مجدل عنجر وتصويرها على أنها خارجة على القانون، أو أن كل أهلها هم من المرتكبين؟ فإذا كانت قلة قليلة من أبناء البلدة قد إنحرفت لسبب أو لآخر وتقوم بأعمال مخلة بالأمن، فهل يجوز التعميم وإتهام البلدة برمتها؟ إن بلدة مجدل عنجر من البلدات المناضلة والمقاومة وهي معروفة بإنتمائها العربي والقومي، وهو ما يتطلب الاقلاع عن سوق الاتهامات بحق هذه البلدة الأبية".
وفي موضوع تطورات ساحل العاج والتعاطي اللبناني معها، قال جنبلاط: "من المهم الترفع عن الدخول في سجالات جانبية وإصدار مواقف وتصاريح حول تحميل المسؤوليات في لبنان، في الوقت الذي يعاني فيه المغتربون اللبنانيون هناك من ظروف في غاية القسوة والصعوبة. ومن الضروري تسخير كل الامكانات والقدرات لانقاذ أبناء الجالية اللبنانية في أبيدجان بدل التلهي بإعطاء الدروس والعظات من بيروت. وتجربة ساحل العاج تدلنا كيف أن إنحياز ما يسمى المجتمع الدولي الى فريق ضد آخر ولد الفوضى والحرب الأهلية والمجازر في هذا البلد الافريقي المرتكز الى تركيبة إثنية وقبلية ويتميز بالثروات الطبيعية. فها هو شعار الديموقراطية يرفع مجددا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول دون إعطاء أي إهتمام للتوازنات السياسية الداخلية وخصائص تلك البلدان".
وختم: "ها هو أيضا المجتمع الدولي يتراجع عن تقريره فيما خص عملية الرصاص المسكوب على غزة سنة 2008-2009 تحت ذريعة أنه لم يكن مقصودا ضرب المدنيين كما كتب رئيس لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق ريتشارد غولدستون، فإذا لم يكن ذلك مقصودا وأدت الحرب الى سقوط 1400 شهيد و3000 جريح وتدمير عشرات الآلاف من المنازل في قطاع غزة، فكيف عندما يكون مقصودا؟ هذا دليل جديد على أن العدالة الدولية هي مجرد تعبير مطاط يسخر لخدمة مصالح الدول الكبرى، ويحرك فقط بهدف الضغط على فريق مقابل آخر، ويستخدم من أجل تعزيز الخلافات وتغذية روح الاقتتال والفتنة، فهل نتعظ كلبنانيين؟".
 

السابق
الحريري في لقاء حواري في ديوانية نادي 4B في صيدا: مشاركة ميقاتي في اجتماع دار الفتوى تأكيد على تمسكه بثوابتها
التالي
دوريات للعدو الإسرائيلي على طريق الغجر العباسية