زهرا: الجو كله سلبي ولا امل بالخروج منه على المدى المنظور

رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا "ان الجو كله سلبي وان لا بصيص امل للخروج منه، بما فيه الفراغ الحكومي، على المدى المنظور".
واكد زهرا في حديث الى "لبنان الحر" "ان هناك أسبابا داخلية وخارجية متداخلة، ولكن على الرغم من سلبية الفراغ وسلبية التوقعات الإقتصادية، بخاصة على مدخل صيف واعد ننتظره دائما، فإن الإيجابية ان الحدث ليس هذه المرة في لبنان ونحن نتفرج على ما يحصل حولنا".
وشدد على "ان التطورات التي تحصل في العالم العربي لا بد إلا وان تكون في إتجاه إيجابي في محصلتها النهائية".
وتعليقا على ما يجري في البحرين وساحل العاج، رأى زهرا "ان الغريب يجب ان يكون اديبا وان لا يتدخل في السياسة الداخلية للبلدان الأخرى، بخاصة نحن الذين عانينا من التدخلات بما لا يقاس ولا يطاق، ويجب ان يكون شعبنا قد إتعظ من عدم التدخل في شؤون الآخرين".

وعن إدعاء التدخل في احداث سوريا، قال زهرا: "انهم دون ان يدروا يسخفون النظام السوري وإمكاناته وتماسكه وقدراته كي يقولوا ان افرقاء في الداخل اللبناني قادرون ان يلعبوا في الأمن السوري، وهو ما نفته الفضائيات السورية، وهذا كلام للتوظيف الداخلي اللبناني الذي ربما إستهوى بعض الإعلام السوري لاحقا، ومن المؤكد انه غير جدي وغير صحيح على الإطلاق، وانا أكيد ان ليس هناك اي طرف لبناني يريد العبث بأمن اية دولة".
 واكد "أن ما يهمنا هو أن يتعاطى النظام السوري مع لبنان من دولة إلى دولة ولا علاقة لنا بما يحصل لا من قريب ولا من بعيد مع إقرارنا بان من حق هذه الشعوب التي أسهمت بتطورات العالم أجمع ان تعود وتلحق نفسها بركاب التطور الديموقراطي".
اما في الشأن الحكومي، فشدد على "انهم بدأوا إنقلابهم في مرحلة إختلفت عنها اليوم وهم غير قادرين على إستكماله، والمأزق سيستمر حتى إقتناع قوى 8 آذار ومكونها الرئيسي "حزب الله" ان المرحلة لم تعد مرحلة إستكمال الإنقلاب الذي حصل وهم يجيدون كثيرا القراءة الى درجة ان الحكومة لم تشكل بعد".
واعتبر انه "بما أنهم استبعدوا "14 آذار" وسعد الحريري عن الحكومة دون ان يتوافقوا فليعمدوا إلى تشكيل حكومة ب 68 وزيرا طالما انهم 68 نائبا لكي تحل الأزمة". واكد "ان ال س-س -كما روجوا لها- لم تكن موجودة ولم تعد موجودة اليوم".
ورأى "ان بعد ربع قرن من إنتهاء عمليات خطف الآجانب فإن المطلوب امنيا ان لا نعود الى الوراء بل ان نذهب الى الأمام، وعملية الخطف والتفجير امام الكنيسة ليسا مرتبطين بما يحصل للمسيحيين بأكثر من مكان في الشرق الأوسط".
واكد "ان التواصل بين الأفرقاء لم يتوقف ونحن نلتقي الرئيس بري وربما هناك إنقطاع في التواصل على مستوى النائب جنبلاط شخصيا، مع الإقرار بأن التواصل ليس على المستوى المطلوب".
وحول احتفال "القوات" بذكرى حلها، قال زهرا: "أعظم ذكرى تحتفل بها الطائفة الشيعية الكريمة هي ذكرى عاشوراء، ولا بأس في ان الذكرى تنفع المؤمنين. إن الذين صلبوا المسيح لم يكونوا يمهدون للقيامة بإرادتهم، ولكن فعل الخلاص حصل بصلب المسيح الذي أوصل الى القيامة، فنحن كمسيحيين نحتفل بعظمة الالام والصلب الذين هما في النهاية تمهيدا للقيامة، وحل القوات اللبنانية الذي أريد منه إلغاء شعب وتاريخه وإرادته في بناء المستقبل المهم، والقوات اللبنانية لا ترى نفسها في إطار صغير بل في تاريخ بدأ مع يوحنا مارون، والقوات تعبير سياسي وإطار تنظيمي لهذا النضال التاريخي ولنهج الكرسي البطريركي الماروني المنتقل من إنطاكية بعد فراغ الكرسي هناك، وبالتالي هذا نهجنا التاريخي وهذه رؤيتنا في وسائل عصرية للعمل السياسي والتعبير الديموقراطي الذين نضعهما في هذا الحزب الذي هو اكبر إنجاز نفتخر به وسيقدم في خلال اسابيع في شكل واضح لكل اللبنانيين".
وتابع: "نحن نحتفل بذكرى الحل كي نقول ان إرادة من أراد حل القوات وطمس تاريخ شعب وإنهاء حلم في الحرية لم ينجح، ونحن نحتفل بالصلب الذي انتج القيامة، والظلم والوجع هما من اوصل لبنان الى الحرية وصنع هذا التاريخ".
وشدد "ان حزب الله مكون اساسي لبناني ولا بد من ان ينتبه ان الدور الذي يلعبه لا يخدم لبنان ومصالحه، ونحن قلنا لهم على طاولة الحوار ابقوا هذا السلاح في أيديكم وضعوا قراره عند الجيش اللبناني، ونحن تحفظنا على سلاح "حزب الله" في البيان الوزاري، وذهبنا الى طاولة الحوار لمناقشته الى ان قاطعوا الطاولة، واي حوار يحصل نرحب به ولا نتهرب منه في اي وقت".
وتعليقا على ما قاله الوزير جبران باسيل، قال: "الإناء ينضح بما فيه"، وعن الكلام على تشكيلة 3 عشرات، رأى زهرا "ان هناك إستحالة "عشرة" بين قوى 8 آذار".
وتعليقا على كلام الرئيس الأسد إستعرض زهرا ما جرى في العالم العربي، حيث هناك دول إعترف الرؤساء فيها بما جرى، وتنحوا في مصر وتونس عكس ليبيا حيث ذهب النظام الى المواجهة الدامية والرئيس الأسد يقلد النموذج الليبي بخاصة في الكلام عن تدخل خارجي؟ وأسأل اين التدخل الخارجي بإستثناء التدخل الإيراني في البحرين واليمن والسعودية؟
واكد "ان الصيغة الوطنية والتعايش الإسلامي المسيحي والسلم الأهلي ما زالوا من المسلمات في لبنان".

وشدد على "ان لا خطأ في اللقاء والحوار بين الأطراف المسيحيين، ولكن جلد الذات حكاية غير صحيحة وعدم إتفاق المسيحيين في السياسة. التنوع مطلوب شرط ان يبقى في إطاره السياسي، والحل ان يقتنع كل واحد بدوره وحجمه ولا يدعي انه هو كل المسيحيين ويمثل ايضا مسيحيي الشرق".
وراى "ان استبعاد المسيحيين عن الإدارة والسلطة زمن الوصاية لم يكن لحساب الطوائف الأخرى بل لإسقاط التنوع وإسقاط لبنان".
وختم زهرا "أن بكركي ستستمر في لعب دورها كأمينة على خطها التاريخي الذي حققه سلسلة من البطاركة العظام، والخصومة بين الأفرقاء المسيحيين غير مطلوبة، ومطلوب ان تعالج في شكل او في آخر، وان يدعم الجميع المرجع الديني والوطني الذي هو بكركي"، وتوقع "ان لا يكون هناك حكومة في الوقت الحاضر"، متمينا "ان لا تحصل تطورات سيئة على صعيد الأوضاع الأمنية".
 

السابق
حملة طبية في طرابلس لكشف بكتيريا المعدة
التالي
ندوة لمؤسسة “أديان” في سيدة البحار – صور وكلمات دعت الى التلاقي والعيش المشترك