تقلبات في الشرق الاوسط

أصبح الشرق الاوسط مثل قدر تفور بعد عشرات السنين من الجمود. اليكم استعراضا لمعنى التطورات في اربع دول رئيسة.
ليبيا: إن أكثر الامريكيين لا يفهمون هذا حقا، لكن دولتهم خرجت قبل اسبوعين لتحارب معمر القذافي. انها حرب بلا هدف واضح، بدأت عندما كان الرئيس ووزيرة خارجيته خارج الولايات المتحدة. أصبح القرار الذي تم اتخاذه بغير موافقة اعضاء مجلس النواب يثير الغضب. قد يكون اوباما ذا حظ وينهار القذافي سريعا لكن لا أحد يعلم من هم المتمردون وقد يكون الجهد الحربي طويلا وباهظ الكلفة وغير شعبي من ناحية سياسية. اذا كان الامر كذلك فقد تصبح ليبيا عراق اوباما، أو اسوأ من ذلك اذا نجح الاسلاميون في السيطرة على الدولة. يريد اوباما ان تكون الولايات المتحدة في هذه الحرب "واحدة من شريكات كثيرات". أعترف بأنني اؤيد هذا التوجه شيئا ما. في أواخر التسعينيات اشتكيت من أن واشنطن تسارع الى تحمل المسؤولية عن أحداث في العالم واعتقدت انه يجب عليها ان تُشرك آخرين في الجهود ايضا. على كل حال، أخذ اوباما بهذا التوجه على نحو فظ وستؤثر النتائج في مستقبل سياسة الولايات المتحدة الدولية.
مصر: إن القوى التي تزداد قوة فيها تنتمي الى حركة الاخوان المسلمين والى بقايا حزب حسني مبارك السابق، أما الشباب العلمانيون الذين تظاهروا في ميدان التحرير فيُدفعون الى الخارج. صدّقت القيادة العسكرية الجديدة نيتها الاستمرار في التعاون مع الاسلاميين. كانت الريح التي هبت من الميدان صادقة ربما تنتصر في نهاية المسار، لكن الحكومة الآن بدعم من الجيش تواصل نهج مبارك المعروف مع اتجاه أكبر الى الاسلاميين.
سوريا: أورث حافظ الاسد الأب الذي حكم الدولة ثلاثين سنة بقسوة لا شبيه لها، الرئاسة لابنه بشار الذي كان آنذاك في الرابعة والثلاثين، ونجح فقط في الاستمرار على القمع وعدم منع الفقر في الدولة. الآن بلغت سوريا ريح التغيير ورد بشار المذعور بالعنف. اذا اجتُثت عائلة الاسد فستكون لهذا تأثيرات مدمرة على طائفة الأقلية العلوية؛ فاذا سيطر أهل السنّة فقد يقطعون العلاقات مع ايران وتكون لذلك تأثيرات في علاقة سوريا بالغرب وباسرائيل.
اليمن: الاحتمال الأكبر أن يسيطر الاسلاميون على دولة عربية موجود هنا. كان الرئيس الداهية علي عبد الله صالح برغم علاقاته بعراق صدام حسين وبايران، ذا حلف جيد مع الغرب وحارب القاعدة. اذا سقط (أخذ ضباط في الجيش الذي جاء هو نفسه منه يتنكرون له مؤخرا)، فقد تكون في اليمن فوضى اسلامية، مع الأخذ في الحسبان البنية القبلية للدولة، وانتشار السلاح وجغرافيتها الاشكالية.
والخلاصة أن ثمة للاسلاميين في ليبيا وسوريا واليمن ومصر احتمال ان يقووا، لكن بقدر أقل في مصر. والسؤال كيف سينجح الرئيس الامريكي الذي أراد أن يُقوي جدا العلاقات المتبادلة بالدول العربية في حماية مصالح الغرب من هذا التهديد.

السابق
هل يوجد لنا شريك سوري؟
التالي
” البعث”: شخصيات لبنانية: استقرار سورية ضرورة وحاجة عربية