الثنائي الشيعي: قرار مركزي بالانضباط الصارم

الحزب والحركة يعضّان على جرح الفتنة في بيروت
«الثنائي الشيعي»: قرار مركزي بالانضباط الصارم
منذ أن أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري معركته القاسية ضد السلاح، قرر «حزب الله» الإكثار من كلامه الانتقادي ضد المحكمة الدولية وتفادي الرد نهائيا على الحريري «ليس لأن قيادة المقاومة لا شيء لديها تقوله بل نتيجة قرار اتخذ على صعيد شورى القرار في «حزب الله» بعدم الردّ «إلا في اللحظة المناسبة»، وهي اللحظة التي يملك الحق الحصري بتحديدها الأمين العام السيد حسن نصرالله.
فضّلت أوساط حزبية القول إنها بعثت برسائل واضحة برفضها الانجرار أو الانزلاق الى أية فتنة يريد البعض أن يوقع المقاومة فيها، سواء أكان الهدف منها توتير الشارعين السني والشيعي أم التحشيد لتظاهرة 13 آذار، وفي الوقت نفسه، طلب الحزب من كوادره عدم الانجرار الى أية اشكالات على الأرض، وهذا الأمر يسري على حركة «أمل» التي طلب رئيسها نبيه بري من القيادات الوسطية والمركزية التشدد في ضبط القواعد، خاصة بعد أن تبلغ بحصول اشكالات كادت أن تتطور بسبب أعمال تعليق صور وشعارات في بعض الأحياء الحساسة أو المختلطة أو المتداخلة، الى حد وقوع جريح من «امل» برصاص مسلحين في احدى المرات وكان القرار المركزي برفض الانجرار الى أية ردة فعل حركية.
وتقول أوساط الحزب أن قيادة المقاومة «تعي جيداً خطورة محاولات استدراجها وهي وضعت نفسها في حال من التأهب لمنع حصول ذلك». وفي هذا الإطار، تتابع أوساط الحزب بالقول «نتكتم عن بعض الممارسات التي يقوم بها مناصرو المستقبل في بيروت وغيرها من المناطق ونعمل على لملمتها بأقل ضرر ممكن، لأننا لن نعطي البعض ممن يتعرض لاملاءات خارجية ما يريده على طبق من فضّة».
وتعتبر أوساط «حزب الله» أن هجوم «المستقبل» على السلاح وفي هذا التوقيت بالذات، «هو كلام دولي وخير دليل على ذلك التناغم في التوقيت بين التصعيد المحلي ضد السلاح واعتبار السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس ماري غاي (في مقابلة مع «السفير» مؤخرا) أن سلاح الحزب هو الذي أخاف جماهير النائب وليد جنبلاط وقلب المعادلة في الاستشارات النيابية لمصلحة نجيب ميقاتي». وبحسب الأوساط عينها «فالهجوم ضد السلاح مصدره ليس المملكة العربية السعودية ولا أية دولة عربية بل الدول الغربية لا سيما منها الولايات المتحدة الاميركية».
هذه الصورة لا تختلف كثيراً لدى رئيس حركة أمل الذي تقول أوساطه لـ«السفير» إن «الحريري اختار بملء إرادته العزلة السياسية وقرر أن يهاجم أخصامه حتى لو لم يلق منهم الردود المطلوبة، لذلك قررنا أن لا نرد عليه مهما رفع منسوب خطاباته ضدنا». وتتابع أوساط بري: «سكوتنا سيزعج الآذاريين أكثر من ردة فعلنا ونحن نعي هذا الأمر جيداً». وتسأل: «هل من شيء يمكن أن يجرنا الى مشكلة سياسية ـ أمنية مع تيار المستقبل أكثر من إطلاق عناصره النار على أحد مناصرينا في بيروت وإصابته في رجله»؟.
وبما أن سعد الحريري اعتمد سياسة ردّة الفعل منذ خسارته السلطة، ترى أوساط رئيس المجلس أن «ذلك لن يكون إلا كارثياً بالنسبة الى فريقه السياسي»، وتنصح الحريري بوضع خطة قد توصله مجدداً الى الحكم من خلال المعارضة على أن يصارح جمهوره فيها من دون التلطي تارة وراء المحكمة الدولية وطوراً وراء السلاح».

السابق
“الراي”: لا حكومة في وقت قريب لاسباب تتعلق يـ”عون”
التالي
الحزب الاشتراكي الجديد!