الانتخابات النيابية العراقية وتجديد الثقة برئاسة العبادي

حيدر العبادي
يخوض أكثر من 180 حزبا سياسيا السباق للفوز بمقاعد البرلمان العراقي في إطار 29 تحالفا انتخابيا، وسجلت نسبة قياسية لأعداد المرشحين وصلت إلى 7000، يتنافسون على 328 مقعدا نيابيا.

يختار العراقيون آخر الأسبوع المقبل في 12 ايار نوابهم للمرة الرابعة منذ الغزو الأميركي عام 2003، ومذ ذاك تعيش القوى السياسية والأحزاب العراقية على وقع التحالفات المرتبطة بتدخلات وتأثيرات خارجية، وتسعى الى توظيف مجمل انجازاتها خلال الفترة الماضية لإستمالة الناخب العراقي، ولعلّ اشدها تأثيرا دحر الارهاب المتمثل بـ”داعش”، وما رافقه من”صحوة” في الشارع السني خاصة.

ويُختصر المشهد العراقي الانتخابي للعام 2018 على صعيد التحالفات الشيعية صورته النهائية بخمس كتل وهي، “تحالف النصر” بقيادة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، و”ائتلاف دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتحالف “الفتح” بقيادة امين عام منظمة بدر هادي العامري، و”تحالف الحكمة” بقيادة عمار الحكيم، ومزيج من المرشحين العلمانيين والشيوعيين والاسلاميين بقائمة انتخابية يرعاها مقتدى الصدر.

اقرأ أيضاً: انتخابات العراق: تنافس حاد بين الكتل الشيعية وشعبية العبادي تتقدّم

وليس بخافي، تصارع ايران من جهة والولايات المتحدة الى جانبها دول الخليج متمثلة بالسعودية من جهة اخرى لمحاولة تقاسم النفوذ في العراق ، حيث تسعى واشنطن وبإصرار من “ترامب” الذي قوّض الاتفاق النووي مع ايران مؤخرا، الى تقليص نفوذ الأخيرة في العراق عبر الدفع بمشروع تحصين وتدريب الجيش العراقي، وتشير ارقام صادرة عن البنتاغون الى وجود 5200 جندي اميركي في العراق حاليا.

اما إيران فهي تستند في تنفذّها وتأثيرها على الساحة العراقية الى ولاء الكتل الشيعية التي تعتبر طهران مرجعيتها وتعمل على استثمار دفعها الحشد الشعبي الذي واجه تنظيم “داعش”.

من جهة اخرى، فإن نتائج أصوات تلك الكتل هي التي ستحدد مقومات التحالفات المقبلة وسترشح الرئيس القادم، كما أن حصول الكتل على أصوات كثيرة خلال الانتخابات المقبلة بات أمرا متوقعا، وقد يفرز مفاجآت كبيرة.

وعلى صعيد التنافس، تبرز التحالفات للمرشحين الثلاث رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي وهادي العامري رئيس منظمة بدر، ولعل صورة العبادي هي التي تتصدر المشهد الانتخابي لما يتمتع به من تقارب لطهران وواشنطن، كما يعرف عنه تجاوزه لمسألة الطائفية ما يمكنه من الوصول الى اكبر عدد من اصوات السنة اضف الى وقوفه في وجه تقسيم العراق من خلال منعه للإستفتاء حول انفصال كردستان، اما المالكي فتلاحقه “لعنة” انهيار الجيش العراقي امام “داعش” خلال عهده، مع صبغة طائفية لحكمه أدت الى تنامي التطرف المذهبي في البلاد، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع ايران وهو الأمر الذي ينسحب ايضا على العامري كميليشيا شيعية.

ويبقى رجل الدين المتمكن مقتدى الصدر، وقاعدته الشعبية التي تؤهله الحصول على اصوات تجعله وازنا في تحديد شكل الحكومة المقبلة، ويعرف عنه مواقفه المناهضة لإيران وللوجود الأميركي معا.

وعلى الجبهة الكردية، يمثل تفكك وانحلال الإتحاد الوطني الكردستاني وما انتجه من أحزاب منها حزب التغيير وحزب الديموقراطي والعدالة مقابل حفاظ الحزب الديموقراطي الكردستاني على صمود هيكليته، الا ان للأكراد ثقل وخاصة في التفاوض والتقرير بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.

ولأن النظام السياسي في العراق هو نظام برلماني، فان نتيجة الانتخابات ترتبط حكما بهوية رئيس الوزراء القادم، واذا اصبح شبه مؤكد ان رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي سيكون هو الأوفر حظا ويحتفظ بمنصبه، وذلك مع التوقع ان تحصل كتلة النصر التي يرأسها على 50 نائبا كما يقدّر المراقبون، اضافة الى نجاحه بتحرير العراق من داعش وكذلك سيطرته على الاراضي المتنازع عليها في كركوك بعد افشاله للمخطط الكردي في ضمّها، فان كل ذلك سيكون له اثره الحاسم في اعادة تجديد الثقة الشعبية بالعبادي وبقيادته.

السابق
من المسؤول عن خسارة أمل أبو زيد في جزين – صيدا: التيار أم الثنائية الشيعية؟
التالي
صور لبعض العائلات الصينية مع كافة أغراضهم المنزلية البسيطة!