الاحتجاجات المسيحية تتزايد ردّا على تسليم مفتاح كسروان لـ«حزب الله»

كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي ، كلما ازدادت التوترات والاشكالات ‏الامنية وتصاعدت الحملات والاتهامات. وتتوقع مصادر سياسية ان ترتفع الحرارة الانتخابية ويزداد منسوب ‏المزايدات وحتى الاعتداءات، قياسا على ما جرى في اليومين الماضيين من اعتداء على المرشح علي الأمين واحراق صور ‏ لمرشحيتن، وسجالات حول مفتاح كسروان - الفتوح‎.

لم تهدأ بعد عاصفة الردود المسيحية على قرار رئيس اتحاد بلديات كسروان (جبل لبنان) جوان حبيش، تسليم ‏مفتاح معقل الطائفة المارونية إلى أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، وعدّ سياسيون مسيحيون بحسب “الشرق الأوسط”  أن ما حصل ‏إحدى أوراق إمساك الحزب بالبلد بشكل كلي، والسيطرة على مؤسساته الدستورية؛ من رئاسة الجمهورية إلى ‏الحكومة، غامزين من قناة “التيار الوطني الحر” حليف “حزب الله”، ولأن حبيش محسوب سياسيا على التيار، ‏في وقت رأى فيه نصر الله أن إهداءه مفتاح هذه المنطقة “مجرّد خطوة تعبر عن الاحترام بين الناس‎”.‎
‎ ‎

إقرأ ايضًا: مرشح «البارشوت» عن «حزب الله» يثير النقمة في جبيل: من يهمّشنا هم الثنائية الشيعية

ونقلت الوكالة المركزية أن وزير الداخلية نهاد المشنوق طلب من محافظ جبل لبنان محمد المكاوي استدعاء حبيش ‏للاستماع اليه في قضية تسليمه المفتاح لزعيتر، وذلك على خلفية اتخاذه خطوة من شأنها ان تثير النعرات ‏الطائفية، نظرا لما استتبعها من ردود فعل كادت تخرج عن السيطرة‎.‎
وفي محاولة لاحتواء ما حصل، لفت أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله  ” في اطلالته عصر امس لتوجيه كلمة الى مهرجان انتخابي للائحة دائرة كسروان – جبيل، ان ما قام به السيد جوان حبيش خطوة رمزية تعبّر عن احترام الناس لبعضهم وهذا ‏حجمها. وتابع اقول لأهل كسروان ان مفتاح جبيل وكسروان يبقى عند رئيس الجمهورية وبكركي وسيد بكركي‎.‎

وأشارت “الأنوار” أن حبيش اوضح الموضوع بقوله: أنه بحضور عدد من رؤساء البلديات في كسروان الفتوح بمعرض وضع ‏حجر اساس لمبنى بلدية المعيصرة وافتتاح مركز الامام علي الثقافي وتوقيع كتاب عن تاريخ المعيصرة وعند ‏انتهاء كلمة رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، طلب منه رئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو، تقديم ‏درع باسم البلدية الى السيد حسن نصرالله تبين انه مجسم مفتاح باسم قضاء كسروان الفتوح، وقد فوجئنا بذلك ‏وتفادينا الرد حرصا على المقامات والمكان وانتهى الامر‎.‎

وقد اثار الموضوع فور بث شريط فيديو عنه على وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل سياسية، فيما نفذ ‏عناصر من حزب الكتائب مساء امس الاول اعتصاما في بكركي رفضوا فيه ما حصل واعلنوا ان مفتاح كسروان ‏لأهلها‎.‎

الخطوة المرشّحة للتفاعل بشكل أوسع عشية الانتخابات البرلمانية، أثارت غضب منسق الأمانة العامة لقوى “14 ‏آذار” فارس سعيد، المرشح للمقعد الماروني عن دائرة كسروان – جبيل، الذي أكد لـ”الشرق الأوسط”، أن تسليم ‏اتحاد بلديات كسروان – الفتوح، لنصر الله، هو “موضوع تفصيلي أمام الموضوع الأكبر”. ورأى أنه “عندما ‏يتسلّم نصر الله مفاتيح قصر بعبدا من قبل الرئيس ميشال عون نتيجة انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية بشروط ‏‏(حزب الله)، ومن ثم تشكيل حكومة وإقرار قانون انتخابي بشروط هذا الحزب، فإن ذلك يأتي نتيجة انهيار كامل ‏بدأ بقبول التسوية وانتخاب مرشح (حزب الله) رئيساً للجمهورية اللبنانية‎”.‎

ولم يوفّر فارس سعيد عددا من القوى المسيحية من الانتقاد، بما فيها “القوات اللبنانية” من دون أن يسميها، وشدد ‏على أن “من سلّم بالتسوية واحتضن انتخاب عون على قاعدة أنه أفضل الممكن، عليه أن يتوقّع أكثر من تسليم ‏مفتاح كسروان”. ورفض المرشح الماروني في كسروان – جبيل، تحميل المسؤولية للمحليين في كسروان مهما ‏كانت خطوتهم مخجلة، لافتاً إلى أن “المسؤولية يتحمّلها من سلّم مقادير البلد للحزب من القوى المسيحية ‏والإسلامية، وبالتالي لا يلومنّ جوان حبيش أو غيره”. وختم قائلاً سعيد “من حقق التسوية الرئاسية وهلل لها، ‏ومن صنّف عون كمخلّص للبلد، لا يملك حق الاعتراض على خطوة جوان حبيش مهما كانت خطورتها ‏وتداعياتها‎.

إقرأ ايضًا: هكذا أشرك بالله مرشح «حزب الله» وأفتخر أنّه عبد لنصرالله

من جهة ثانية، أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن “المطلوب من كل القوى التي تخوض غمار الانتخابات النيابية تقديم خطاب سياسي انتخابي ‏هادئ وعاقل يطمئن الناخب وليس العكس”،لافتاً إلى أن “من الجريمة في حق لبنان واللبنانيين الوصول إلى يوم السادس من أيار(مايو) ‏وإلى مجلس نيابي جديد على أنقاض الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي”. وشدد أمام وفود شعبية أمت دارته في المصيلح ان ‏‏”لاقيمة لاي مقعد نيابي بالزائد او بالناقص لهذا الطرف او ذاك اذا ما خسر اللبنانيون نعمة وحدتهم لمصلحة نقمة ولعنة التشرذم”. ولفت ‏الى ان “الانتخابات هي استحقاق وطني بامتياز يجب ان تقارب وتنجز بوسائل وطنية وليس باستهدف المحرمات الوطنية وإسقاطها على ‏مذبح أهواء البعض وشهواتهم‎.

السابق
سمكة «النفيخة» السامة تغزو الشواطئ اللبنانية
التالي
انفجار محول كهربائي في حارة صيدا ووفاة شخص