إلى علي الأمين:«أشكر ربك انو هالقد بس»!!

حفل الأسبوع الماضي بسلسلة اعتداءات طالت مرشحين معارضين للقوى السلطوية في مناطق عدة، مثل تمزيق صور مرشحين في صور وإطلاق نار على مكتب المرشح نديم عسيران في النبطية، واعتداء على المرشحين رجا الزهيري ونبيل بدر في بيروت وآخرها الاعتداء الجسدي الذي طال الزميل الصحافي علي الأمين المرشح عن أحد مقاعد بنت جبيل في دائرة الجنوب الثالثة.

لم أستغرب الاعتداء الجسدي الذي طال الزميل الأمين في بلدته شقراء أمس الأحد إثر محاولته تعليق صورته الانتخابية. إذ أقدم عدد من عناصر حزب الله المعروفين بالإسم على ضربه وإيذائه. فهذا أقل ما يمكن أن تقوم به عناصر تتبع أحد أحزاب السلطة لمعارض جل ما يطلبه حرية التعبير وحرية الانتماء السياسي. فإن ما يطالب به الأمين يعني استخدام العقل، وهذا ما هو ممنوع في مناطق السلطات الطوائفية المختلفة. منذ أسبوعين كتبت نصاً أقول فيه أن لبنان بلد ديكتاتوريات وكل ديكتاتورية لا تسمح لأحد بالمسّ في أي مساحة من مساحات سلطتها. كنت مخطئاً لأن ما كتبته كان دون الحقيقة.

فهذه الديكتاتوريات لا تسمح أيضاً أن تسمع رأياً آخر، ولا تسمح لأحد أن ينتقدها في أي مجال هي تمتلك الحقيقة، كل الحقيقة وما غيرها ألا سراب ممنوع طرحه أو الحديث فيه.

ولم أصب بالدهشة من ردود فعل السلطات كل السلطات، السياسية والأمنية والقضائية. رئيس بلدية شقرا علي صالح أكد بدم بارد أن ما حصل هو أشكال فردي، ونسي موقعه كصاحب سلطة محلية عليها مسؤولية منع أي إشكال حتى لو كان فردياً. لكن البلديات تحولت إلى أدوات ملحقة بهذا الطرف السلطوي أو ذاك. والسلطات الأخرى اكتفت بإعداد المحاضر المطلوبة قانونياً ولم يتم ملاحقة أي من مرتكبي الاعتداء. عن أي حرية يتحدث المسؤولون وعن أية ديموقراطية يتبجحون.

إقرأ أيضاً: رجل دين يحرض ضدّ علي الأمين بعد الاعتداء عليه.. فما هو موقف «المجلس الشيعي»؟

لكن أشفق على أصحاب آراء عبروا عن سرورهم بما حصل، ورأى البعض أنه يجب أن يُحاسب الأمين بصورة أكثر شدة، بسبب آرائه. قال لي أمس أحد عناصر حزب الله “أشكر ربك أن ما حصل لزميلك هو أقل ما يمكن”. أشفق على هؤلاء الناس الذين لا يتحملون اختلاف الرأي ولا أية مساحة لحرية الآخر. وخصوصاً أن مسؤوليهم لا هم لديهم سوى تزوير التاريخ على قياس أيديولوجيتهم. مثلاً، أنصح وزير التربية مروان حمادة الاستعانة بالنائب نواف الموسوي لكتابة تاريخ الجنوب، لأن ما قاله الموسوي أمس يعطي صورة عما يمكن أن يكتب تاريخ لبنان لاحقاً.

إقرأ أيضاً: فادي سلامة: الاعتداء ضدّ علي الأمين يؤكد صوابية ثوابتنا

أختم بأن أقول رأياً، كما قلنا قبل الحرب الأهلية، لا لامتيازات المارونية السياسية، وكما قلنا “لا للاحتلال الإسرائيلي”، سنقول لا لأصحاب المحاصصة السياسية في السلطات كافة، ولأي طائفة انتموا لأنهم رعايا وليسوا مواطنين.

السابق
المشنوق: الجنسية لأبناء كلّ الأمهات… أو لا جنسية
التالي
كيماوي «حزب الله» الانتخابي في الغوطة الشيعية :علي الامين نموذجا!