المشنوق أعطى الإشارة والماكينات الانتخابية تستعد للإنطلاق

قطار الإنتخابات النيابية المقررة في 6 أيار إنطلق بعد توقيع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق امس مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين.

بعدما استراحت السلطة السياسية مِن همّ ترميم التسوية الحكومية التي أفرَجت أخيراً عن ملف التنقيب عن النفط واستخراجه، اصبَحت الاوّلية لدى الجميع انتخابية بامتياز، حيث انطلق قطار الانتخابات النيابية المقررة في 6 ايار المقبل بعد توقيع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق امس مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للبنانيين المقيمين والمنتشرين وأحاله إلى رئاسة مجلس الوزراء، على أن يقترع الناخبون المغتربون في اربعين دولة في 22 و28 نيسان المقبل.

وقالت “النهار” أنه  مع توقيع المشنوق أمس مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، بدا المناخ الداخلي متجهاً أكثر فأكثر نحو انقلاب في الاولويات السياسية والشعبية، وخصوصاً بعدما أدت أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وعودته عنها الى خلط الاوراق والكثير من التحالفات السياسية بما يصعب معه اعادة رسم المشهد الثابت قبل اجراء الانتخابات.

إقرأ ايضًا: تحالف «الحريري – فرنجية – عون » يعزل «القوات» في دائرة الشمال الثالثة

وقد عقد أمس الاجتماع الدوري المخصص لمتابعة التحضيرات للانتخابات النيابية الذي رأسه الوزير المشنوق وشارك فيه الفريق الاداري والتقني من كبار موظفي الوزارة.  وأشارت “الجمهورية” إلى توقيَع المشنوق عقد استئجار المقر الخاص لـ”هيئة الاشراف على الانتخابات”، على أن تبدأ الوزارة الإثنين المقبل، وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، تجهيز المقر وتأمين مختلف حاجاته التقنية واللوجستية والمكتبية. ويظهر ان الانطلاقة القوية للاستعدادات الانتخابية قد تبدأ مع الشهر الاول من السنة الجديدة اذ تؤكد المعطيات المتوافرة في هذا السياق ان القوى السياسية والحزبية ستستعجل انجاز ترشيحاتها الذاتية في كل المناطق تمهيداً للتحالفات الانتخابية التي سيكون من الصعوبة رسم معالمها بسرعة هذه المرة. فعلى رغم ان بعض التحالفات الانتخابية سيكون صورة مطابقة للتحالفات القائمة حاليا داخل تحالف 8 آذار تحديداً، لن يكون ممكناً رسم صورة شاملة مسبقة للتحالفات المتصلة بتحالف 14 آذار الذي تعرض لزلزال سياسي تفرقت معه كل قواه.

وفي تقدير مصادر سياسية لـ “اللواء” فان توقيع الوزير المشنوق لمشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، من شأنه ان يُعيد هذا الاستحاق الانتخابي إلى الواجهة، وان كان “خبا” في مرحلة استقالة الحريري، كما انه سيعيد تحريك الماكينات الانتخابية ويعطيها قوة دفع إضافية، بعدما بات الجميع مقتنعاً بأن الانتخابات حاصلة ولا مفر من اجرائها في أيّار بالنسبة للمقيمين وفي نيسان للبنانيين المنتشرين في الخارج، خصوصاً وان هذه الانتخابات سترسم صورة جديدة للسياسة المستقبلية للقوى السياسية، والتي يفترض ان تفرزها التحالفات التي ستبدأ ملامحها تتضح أكثر فأكثر مع اقتراب موعد الانتخابات.

ولوحظ في هذا السياق، ان كلاً من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بدءا بإعلان مرشحيهما في غير منطقة لبنانية، فيما تبقى المعركة الأصعب لجميع المرشحين والناخبين على السواء في منطقة الشمال، وتحديداً في مدينة طرابلس والدائرة الثانية التي تجمع البترون وبشري والكورة وزغرتا والتي تضم مرشحين من العيار الثقيل جداً لدخول جنة الرئاسة الأولى.

إقرأ ايضًا: محدلة «تحالف خماسي» تضمّ المستقبل لاكتساح الانتخابات المقبلة

وأشارت “النهار” إلى أن الاوساط المعنية ترصد  بكثير من الاهتمام تطور العلاقة المهتزة بين اخر قوتين من 14 آذار تجمعهما الحكومة اي “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” اذ ان المخاض الذي تجتازه علاقتهما راهنا سيؤدي الى كشف ما اذا كان تحالفهما سيبقى وارداً أم لا في الانتخابات. وبرزت في الايام الاخيرة ملامح تبريد واضح للسخونة التي اعترت هذه العلاقة بفعل تصريحات للرئيس الحريري نفى فيها ما وصفه بالتضخيم الاعلامي للازمة بين الفريقين. وتتحدث معلومات عن مشاورات جارية للاتفاق على موعد للقاء للحريري ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع في وقت قريب وان المعطيات الجديدة المتصلة بهذه الجهود تتسم بالايجابية.

إلى ذلك أشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب “المستقبل” بهذا الإنجاز مشدداً على كونه يمثل “دفعة مهمة للانتخابات تجزم بحصولها في موعدها وبلا أدنى تغيير في أي فاصلة من القانون الجديد”، باعتبار أنّ “فتح الباب أمام تعديلات من هذا النوع قد يؤدي إلى تطيير الاستحقاق الانتخابي برمته”.

السابق
جريصاتي رداً على سعيد: عندما أحرِّك إخباراً أفعل في العلن ولا أحرّكه سراً
التالي
سيزار أبي خليل: بات الجميع يعرف كيف تتم العرقلة وباتت الأمور أوضح من الشمس