ترامب لم يلغ الاتفاق النووي والحرس الثوري ليس ارهابيا

لم يكن التصعيد الأميركي أمس على حجم التوقعات، وعلى الرغم من حفاظ الرئيس دونالد ترامب على النبرة العالية إلّا أنه لم يعمد الى خطوات عملية لالغاء الإتفاق النووي، كما اكتفى بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني ولم يتم ادراجه على لائحة الإرهاب.

الرئيس الاميركي دونالد ترامب أعلن عن إستراتيجية جديدة ضدّ إيران وضد الحرس الثوري، وذلك في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، أكّد فيها أمس “رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي، واصفا إياها بأنها “نظام متطرف”. مشيرا إلى أنه سيحيل الأمر إلى الكونغرس، ويستشير حلفاء الولايات المتحدة في كيفية تعديله”. وأضاف “إنه في حال لم يقم الكونغرس بإدخال تعديلات مرضية على الاتفاق خلال فترة “قصيرة للغاية”، فإنه على استعداد “لإنهائه”. مؤكدا أن الاتفاق يخضع لمراجعة مستمرة “وأنه يمكنه إلغاء المشاركة فيه، كرئيس للولايات المتحدة في أي وقت”.

اقرأ أيضاً: الإتفاق النووي يصمد أمام التصعيد الأميركي.. وترامب يتوعّد بإستراتيجية جديدة ضد إيران

كما أعلن ترامب عن عقوبات “قاسية” جديدة ستفرض على الحرس الثوري الإيراني من خلال مواجهة أنشطة النظام المزعزعة للاستقرار والداعمة للإرهاب في المنطقة. متوعدا بفرض عقوبات إضافية على النظام الايراني لوضع حد لتمويله الإرهاب. كما تعهد بالتصدي لإقدام ايران على نشر الصواريخ والأسلحة التي تهدد جيرانه والتجارة الدولية وحرية الملاحة. وأخيراً منع النظام من الوصول إلى كل ما يمكن أن يجعله يمتلك سلاحاً نووياً”.

وقد جاءه الرد الإيراني بشكل فوري على لسان الرئيس حسن روحاني الذي أكّد التزام بلاده بالاتفاقَ النووي “ما دامت حقوقها محفوظة”، مؤكّداً أنّه “لا يمكن للاتفاق أن تلغيَه دولة واحدة أو تضيف عليه أيّ بند”. وقال انّ بلاده “ستُضاعف جهودها لصنعِ أسلحة للردع وتوسّع برنامجها الصاروخي”.

فهل يستطيع ترامب الانسحاب من الإتفاق النووي في ظل الضغوطات الداخلية والخارجية سيما الأوروبيين الذين يشكلون طرفا في هذا الإتفاق؟ وكيف ستردّ إيران على الإستراتيجية الأميركية الجديدة؟

أشار المحلّل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية حسن فحص في حديث لـ “جنوبية”، أن “ترامب طلب من الكونغرس فرض العقوبات على مسؤولين وشخصيات مقربة من النظام ومن الحرس الثوري وليس على المؤسسة نفسها، متجنبا التصعيد الأساسي الذي كان متوقعا بوضع الحرس على لائحة الإرهاب”.
ورأى أن “مسار العقوبات ليس بجديد وإيران كانت تتوقع الأسوء، بالإشارة إلى أن إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابيةوهو ما لم يعلنه ترامب في خطابه أمس، وهو ما كان سيؤذي النظام ويؤدي الى ارباك أساسي”.

أما عن الرد الفعل الإيراني فقال فحص إن “إيران ستتمسك بالخطوة الأولى بالإتفاق، وتعزيز العلاقة مع الشركاء الأخرين، سيما أن المفوّضية الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريك مورغيني صرّحت أن اميركا واحدة من 6 أطراف لذا ليس بإستطاعتها إلغاء الإتفاق بمفردها، والإيراني في المقابل سيعتمد على هذه النقطة وهو ما أكّد عليه روحاني أمس”.

وتابع “النقطة الأساسية والتي تشكل جوهر موقف ترامب تجاه إيران تتمثل بما قاله ترامب أمس أن الإتفاق كان من المفترض أن يخلق فرص عمل في أميركا بينما الجائزة الإقتصادية إستفاد منها الآخرون”. وفيما يتعلّق بالذي حصل عليه الأميركيون نتيجة العقوبات “توقع أن تقوم إيران بوقف صفقة شراء طائرات “بوينغ” الأمريكية” وممكن أن توقف إيران بيع أميركا فائض إنتاجها من الماء الثقيل وهو نحو 40 طناً”. هذا من الناحية الإقتصادية.

أما من الناحية العسكرية قال فحص إن “الموقف الأميركي له علاقة بالتطورات الحاصلة في سوريا وبمحاولة لجلب الإيراني للتفاوض، ففي وقت أصبحت التطورات الميدانية في سوريا محكومة بإتفاق الأستانة وأميركا خارجها، تحاول الأخيرة في الوقت الحالي تقوية دورها من خلال دفع الأكراد في قوات سورية الديمقراطية بإتجاه السيطرة على الرقة بالتزامن مع معركة دير الزور “معركة منابع النفط” إلى ذلك يتعلّق الموقف الأميركي بالتطورات جنوب سوريا إذ لم تستطع أميركا تبديد مخاوف الإسرائيليين من النفوذ الإيراني”.

وكشف فحص عن معلومات جديدة تفيد بأن “هناك إتفاقية بين أميركا وداعش تهدف إلى ترحيل مقاتلي التنظيم من الرقة إلى دير الزور وهو ما يساهم بتعقيد معركة إيران في المنطقة إضافة إلى التأثير على معركة البوكمال من جهة والقائم من الناحية العراقية من جهة أخرى”.

اقرأ أيضاً: مسرحية دون بروفات!

مشيرا إلى أن أميركا ستذهب إلى التصعيد أكثر ميدانيا في سوريا، وستكون الأجواء تصعيدية الا أنها ستفتح لطريق نحو التفاوض والحلّ، لافتا إلى أنه من الممكن أن يصل التصعيد إلى معركة إلّا أنها ستكون حرب السلام”. وفي الخلاصة “يعيش ترامب بين عقيدة أوباما وعقدة أوباما”.

وختاما وفيما يتعلّق بتراجع نبرة ترامب حيال إنهاء الإتفاق قال إن “هذا الأمر يرجع إلى الإدارة الأميركية التي ترى تداعيات هذه الخطوة بتأثيرها على الدور والموقع الأميركي في المنطقة بسب عنتريات” ترامب، لذلك فرض على ترامب لغة أقلّ تشددا نظرا لتداعيات إنسحاب اميركا من هذا الأتفاق بمفرده مما سيخلق بالتالي أزمة أميركية – اوروبية بغنى عنها بعدما كانت أزمة اميركية – إيرانية لذلك كانت نبرة خطاب الرئيس الاميركي أمس أقل مما كان متوقعا”.

السابق
مسرحية دون بروفات!
التالي
صور للمنشآت النووية الإيرانية