حسن المقداد يصدر مجموعته الشعرية الأولى: «فأشارت إليه»…

كتاب
صدر للشاعر اللبناني الشاب حسن ياسر المقداد "يتيم"، المجموعة الشعرية الأولى له، تحت عنوان: "فأشارت إليه"، (عن "دار الأمير" في بيروت، في طبعة أولى 2017).

جاءت قصائد هذه المجموعة، البالغ عددها ثلاثة وعشرين، قصيدة – والتي اعتمد الشاعر في كتابتها على تقنيَّتَيْ: الوزن والقافية، في بعضها، وفي بعضها الآخر على تقنيّة التفعيلة – موزعة على ثلاثة أقسام حملت العناوين التالية: “قالت الأرض…”؛ “وقال الهوى…”؛ “ثم قال إنّي..”.
ومن عناوين قصائد هذه المجموعة، العناوين التالية: “أرق”؛ “ليس سوى العراق”؛ “توليفة شرقيّة على مقام الخريف”؛ “الرقصة الأخيرة لقيس بن الملوَّح”؛ “شالُ ليلى”؛ “فيلم عن عاشقة شقراء”؛ “سهرة مع السّوسنة”؛ “الميتَّم”؛ “كان اسمها مريم”؛ “أصحابُ السّبت”؛ و”مساحاتُ أخيرة”.
تقع هذه المجموعة في 149 صفحة من القطع الوسط. نختار منها الآتي:

اقرأ أيضاً: «الأمعاء/ كنزك في بطنك»… كتاب قرأه الملايين!

قصيدة “أرق”
هذي بقيّةُ من صافيتِ يا مقلُ: ظلُّ النّدامى.. وخلوُ الكاس.. والثّملُ/ أقولُ – مستجمعاً أشباحَهم صوراً – لو أنّهم ودّعوني قبلَ أن رحلوا/ أو كنت أحفظُ لو همساً أكرّرهُ/ مما أفاضوا.. لعلَّ الجرحَ يندملُ/ غابوا ولم يتركوا لي غيرَ سلسلةِ/ من الحكايا، وحلمٍ لبسَ يكتملُ/ أراهمُ في سديمِ الوهمِ قد وقفوا/ في آخر الليل والأبعادُ تنفصلُ/ كأنّهم.. ودخانُ البعدِ يغمرهم/ لقعرِ أخدودِ “ذي نوّاس” قد نزلوا/ لا تضرِم النّارَ صحواً.. بينَ أوردتي/ دعني أنامُ لعلَّ الشّوقَ بي يصلُ/ أنّى أمدُّ حبالَ الوصلِ في حلمي/ أرى الأيادي من الأخدودِ تعتملُ/ لكن ليلي قصيرٌ لا يطاوعني/ كأنَّهُ خائفٌ من رغبتي وجلُ/ يا حارسَ الليلِ… هل أنبيكَ ما خبري؟/ ناموا جميعاً ووحدي صرتُ يا مللُ/ ناموا.. وقد أطفأوا قنديلَ صحوتهم/ قنديلُ قلبي هنا للآنَ يشتعلُ!
***

كتاب فأشارت إليه
يا حارس الليل.. حينَ الليلُ يسترني/ أنضو مكابرتي عنّي وأنعزلُ/ ما بين شوقٍ وشوقٍ ألفُ أمنيةٍ/ جذلي تراودني لكنني خجلُ/ من أينَ لي؟ والبلادُ الآنَ منهكةٌ؛/ الجوعُ يمضي بها والحربُ والخبلُ/ كلُّ المرايا انعكاسُ الموت، في وطنٍ/ يبكي.. وفي عرسه بالموت يكتحلُ/ كلُّ الزّوايا انتظارُ الغيث، متّقدٌ/ بهذا الحنينُ لمن غابوا ومن أفلوا/ والعصرُ عصرُ الرّئائيات في وتري/ من أنتَ في مأتمِ الأوتار يا غزلُ؟!/ من أينَ لي؟ وارتجالُ الحزنِ يجذبني/ وليسَ من مبهجٍ حولي فأرتجلُ/ هذي بلادٌ يموتُ الطفلُ منذبحاً/ بها.. فمن أينَ يأتي بعده الأمل!
***
أبكي نعم.. وجعاً يا ليلُ، يا أرقي/ يا شعرُ، يا إخوتي، يا حبُّ، يا قبل/ أبكي وما ليَ لا أبكي.. وحسرتهم/ عاشت بقلبي حنيناً بينما قتلوا/ أبكي وما ليَ لا أبكي.. وأغنيتي/ حيري.. تفتّشُ ما الآمال ما العملُ/ أشدو – أخصّلُ أنغامي – فتحملني/ لآخرِ الحزنِ في شلاّلها الخصلُ/ أختارُ صمتي.. ولكن لا تطاوعني/ مجاهلُ الصّمت لا تفضي بيَ السبلُ/ إلاّ لأغنية أخرى – يجرّحها/ نايٌ شفيفُ الصّدى في بوحه ثقلُ -/ صوفيةٍ.. في زمانٍ كلُّ حاضرهِ/ أوثانُ كتبٍ نما في صدرها “هُبلُ”/ يا حارسَ الليل.. ما لليلِ يأكلني/ قضماً أإنّي لأسراب الدى أُكُلُ؟؟/ يا حارسّ الليل.. قد أعييت يا مللي/ متى ستائرُ جفني فيك تنسدلُ؟؟/ متى أنام؟؟ وأحظى بالنهوض غداً/ على السّلامِ.. بأرضِ سلمها جدلُ..

اقرأ أيضاً: كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

قصيدة “كان اسمها مريم..”
في عيد الأم:
استيقظي/ فأنا هنا قرب الضّريح../ أشتاقُ جدّاً!/ أستريح على الرّخام وخافقي لا يستريح!/ كما خضتُ في بحر الرّجاء لكي أراكِ تلوِّحين، وترأفين/ على جريح ليس يشبهه جريح!/ وأنا هنا../ وهناك أنتِ/ وراء شاهدة الرخامِ قريبة مني/ فزيديني اقترابا../ أدري بانك تسمعينَ وليس ما أدري سرابا../ بيني وبينك ما تذكَّره النجوم/ فلا تلفِّيني ارتيابا/ وفداكِ قلبي لو أردتِ وأنت أمٌّ،/ تعرفين القلبُ كم شافَ اضطرابا/ تدرينَ أنّهُ كان شفافاً رقيقاً/ مسَّه حر فذابا../
قد شاخَ طفلُكِ آهِ يا أمّي/ فردّيني شبابا..
***
بوركتِ يا أمَّ المسيح/ دعي القبورَ لأهلها/ ما أنتِ أهلٌ للقبور!/ قومي معي لنردَّ للبيت السرور/ قومي فقد غلبَ الجليدُ على الصدور../ والحزنُ يجلسُ في مكانكِ/ والدموع وكلُّ ما تركَ الغيابُ من الكسور،/ هل ترتضينَ لبيتِكِ الرقراق يا أمّي الكسور؟!/ هل ترتضين ليَ البكاء على رخامٍ باردٍ/
قومي!/ أتيتكِ بالزّهور،/ فاليوم عيدُكِ يا هواي/ اليوم عيدُك يا هواي/ اليومَ ميعادُ النّذور..

السابق
داعش في ضيافة حزب الله: خدمات متبادلة
التالي
الإدارة الأمريكية تسترجع المساعدات التي قدمتها للجيش اللبناني بسبب حزب الله والجيش السوري