«جنيف» تقرّ هدنة الجنوب السوري: تحوّل 360 درجة!

ما رشح عن لقاء "الكبار" في جنيف، هو قليل لكنه حازم في توجهاته، ويشير لعزم أميركي-روسي للتواصل وتحقيق المزيد من التفاهمات، فكانت "هدنة جنوب سوريا". ومع بدء مفاوضات جنيف في جزئها السابع، "المصالحة" سيدة الطاولة.

لفت المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الى أن النقاشات في جنيف تتركز حول جدول زمني ووضع دستور جديد وليس شكل الدستور.وأكد دي ميستورا أنه ينوي إشراك ممثلي أكراد سوريا في المشاورات الفنية في محفل مفاوضات جنيف.وقال دي ميستورا في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية أنه “يجب أن يشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي”، موضحاً أن جنيف تشهد حالياً “مناقشات فنية حول جدول الأعمال وطابع العملية”، وليس عن مضمون الدستور نفسه.

دي ميستورا المتفائل بتنفيذ اتفاق تخفيف التوتر في جنوب سوريا، أشار إلى وجود فرصة جيدة لنجاح الهدنة في تلك المنطقة، لا سيما بعد اتفاق العملاقين،الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين،على نقاط مشتركة أرخت بظلالها على المفاوضات السورية.صحيح أن بعض الكيانات اعتبرت ان ترامب قدم “تنازلات” للرئيس الروسي واصفين ذلك بنقطة ضعف خصوصاً انه لا يروق لها التوصل في تسوية المفات الملتهبة، لكن الأصح هي زواية 360 درجة التي عكست مبادرة أميركية جاءت على لسان وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الذي اختار التعاون مع روسيا بدل التصادم في سوريا.توجهٌ لم يعهده العالم أجمع من واشنطن في هذا الظرف بالتحديد من خلال انعطافة في تصريحات الوزارة السيادية. تيلرسون وخلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، أبلغ ضيفه ” أنّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد هو الآن في يد روسيا، وأولوية إدارة ترامب تقتصر على إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش”. وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس هو الآخر، انضم لدعم تهيئة “التحوّل” في سياسة ترامب نحو سوريا بالقول “نرفض الانجرار إلى الحرب الأهلية السورية”.

وحسبما أفادت “ديلي بيست”، سيصار الى خطة استراتيجية أميركية جديدة حول “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا وقيام العسكريين الروس بدوريات المراقبة في عدد من مناطق البلاد. ونتاج لقاء ترامب-بوتين رأى فيه  دي ميستورا أملاً جديداً ينشَط مفاوضات جنيف.

من جهة اخرى، عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تفاصيل اتفاق الهدنة حيث لفت الى ان الهدف الاساسي متمحور في مناطق تخفيف التوتر جنوبي سوريا أي في أرياف درعا والقنيطرة والسويداء، موضحاً أن الدول الثلاث “تركيا،روسيا وايران” اتفقت على الاعتماد على مركز رقابة يتم إنشاؤه في عمان، لتنسيق كافة تفاصيل نظام الهدنة، ومؤكداً أن هذا المركز سيقيم اتصالات مباشرة مع فصائل المعارضة السورية والقوات الحكومية. ورأى لافروف أن الدول الثلاث ستتابع استكمال ترسيم مناطق تخفيف التوتر في حمص والغوطة الشرقية بشكل نهائي، فيما تستمر المفاوضات حول ترسيم منطقة تخفيف التوتر بريف إدلب.

في المقابل، قامت شبكة بي بي سي بعرض مواقف لصحف عربية تتناول فعالية هدنة جنوب سوريا بطريقة متباينة. فصحيفة تشرين السورية عولت على أهمية التزام الجانب الأميركي بما تم التوصل اليه في وقت رأت البناء اللبنانية أن هناك دولاً كالأردن قبلت الاتفاق بعدما رات أن لا تغيير ميداني في الجبهات. أما صحيفة المستقبل اللبنانية اعتبرت ان مثل هذا الاتفاق هو بمثابة خبر سيء لايران بما فيه تثبيت خطوط القتال على الجبهة الجنوبية بينما كشفت الرأي الاردنية عن ثغرات كثيرة تحيط اتفاق جبهة الجنوب الغربي السوري مذكرة بأمور حدثت ما قبل آذار في العام 2011.وفي الغد الأردنية التي لفتت الى “وجود عقبات كثيرة تعترض تطبيق الاتفاق في الجنوب، فهناك قوى لدى الطرفين ستحاول إفشاله”.

اقرأ أيضاً: مهزلة جنيف: النظام هو المعارضة 

في سياق آخر، شدد رئيس منصة موسكو السورية المعارضة قدري جميل، في تصريح ل”روسيا اليوم”، على أهمية ان تجتمع منصات المعارضة أولاً أي “الرياض”، “القاهرة” وموسكو وتكون ائتلافاً واحداً ببرنامج موحد عندها يمكن الدخول في مشاورات مباشرة مع الوفد الحكومي معولاً على اتفاق ترامب-بوتين.

صفوة القول، ان خسائر الحرب في سوريا بلغت 226 مليار دولار لحد الآن، بحسب ما صدر عن البنك الدولي. هذا ما يقتصر على الاضرار المادية أما على صعيد الاضرار البشرية فلا تعد ولا تحصى، ست سنوات صعبة تعيشها سوريا ولا يزال الصراع دائراً اما بالنسبة للحل السياسي فيرفرف عالياً، لعل وعسى …!

اقرأ أيضاً: الإئتلاف الوطني السوري خارج مفاوضات جنيف!

السابق
اطلاق سراح فداء عيتاني بعد تنفيذ حكم خلاصته 6 ملايين ليرة!
التالي
جرائم داعش حفرت الرّعب في نفوس أطفال الموصل