المعارضة السورية في أسوأ أحوالها

اليوم يفصح رياض حجاب عن استيائه من المصير الذي وصلت اليه المعارضة السورية...

اعلن منسق “الهيئة العليا للمفاوضات” في المعارضة السورية رياض حجاب(منصة الرياض)، ان المعارضة في “أسوأ أحوالها”،  وذلك خلال حديث له مع جريدة “الحياة” السعودية. واضاف “هي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة”. وعن الهيئة العليا للمفاوضات، قال أنها “نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية”.

إقرأ ايضا: أين أخطأت المعارضة السورية؟

وتابع حجاب “كنت في واشنطن الشهر الفائت، والتقيت في البيت الأبيض بالمعنيين بالملف السوري في الخارجية وفي الكونغرس، والحقيقة انه  الى الان لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سوريا، فالأولوية لديهم مكافحة الإرهاب و”المناطق الآمنة” للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي”.

هذا، ودعا رياض حجاب المعارضة السورية إلى أن تستفيد من مسار “المناطق الآمنة”، لتعزز وجودها ميدانيا، مؤكداً أنها فرصة ذهبية للمعارضة يجب أن تستثمرها. وذلك بحسب نقلت قناة “روسيا اليوم”.

كلام حجاب هذا، يُعد أمرا محزنا، نظرا للارواح والخسائر التي بذلها الشعب السوري طيلة سنوات سبع من النضال والجهاد، آملا الخلاص من النظام الاسدي. فتكون النتيجة هي ان توصله المعارضة الى هذا الموقف المخزي الذي يقول بان “الانتقال السياسي هو آخر ما تسعى واشنطن للبحث حوله، فكل ما يهمها “المناطق الآمنة” خوفا من سيطرة ايران على منطقة حدودية مع اسرائيل!. وأكد حجاب على “ضرورة استمرار المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف، وليس في أستانة”.

واستكمل حجاب هجومه على المجتمع الدولي مطالبا اياه بـ”إصدار موقف دولي حازم بخصوص سوريا”، لأن “البديل لبشار الأسد ليس شخصاً، بل مؤسسات وأنظمة شرعية، لكن إلى الآن لم تنجح المعارضة السورية بتكوينها”. ودعا حجاب المعارضة الى تنسيق جهودها حتى تستطيع أن تحلّ محل النظام.

وانتقد بشدة المعارضات، التي فاق عدد السبعين فرعا على صعيد المعارضة التي تتبنى الفكر الاسلامي، بالقول”لا يجوز أن تكون المعارضة مقيمة في فرنسا أو تركيا أو أي بلد آخر، بل يجب أن تكون مع الشعب السوري وتعيش معاناته، وهذه فرصة ذهبية يجب استثمارها”.

وكانت جريدة “الحياة” السعودية، قد نقلت صورة عن الاجواء الميدانية في سوريا، فقالت ان التحركات العسكرية الروسية في سوريا توحيّ بأن مرحلة التقسيم إلى مناطق نفوذ قد بدأت فعليّا. فـ”الرسائل العسكرية” بين موسكو والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، تدل على احتدام التنافس قبل إقرار الأمر الواقع الجديد.

وتردد واشنطن باستمرار تعبير “المناطق الامنة” كبديل عن كلمة التقسيم. مما يُعيدنا بالذاكرة الى كلمة “انتداب”، بدلا من كلمة “استعمار” واحتلال. في اسلوب غربيّ للتخفيف من الضغوطات عليها.

إقرأ ايضا: واشنطن باعت المعارضة السورية ؟

ختاما نقول: تأخرّ رياض حجاب حتى ادرك ان مصالح فرنسا واميركا وروسيا هي المحرّك في دعم المعارضة السورية، خاصة ان تصريحاته النارية هذه جاءت بعد زيارة كل من البيت الابيض والكونغرس وباريس ولقائه الرئيس ايمانويل ماكرون. بحسب وكالة “العالم”. وفي ظل عياب تام للرؤية العربية لسوريا ما بعد بشار الاسد. فالعرب مهمتهم محصورة بتمويل المعارضة بالسلاح فقط! لمزيد من الدمار.

السابق
حافر أنفاق «داعشي» يختبئ في تولين
التالي
بري يؤكد جهوزيته