صلاحيات مجلس الشيوخ أغضبت برّي وأفشلت اجتماع الخارجية

أوضحت مصادر اعلامية شارَكت في الاجتماع الذي عقد أمس في وزارة الخارجية لبحث قانون الانتخاب، أنّ الاجتماع كان فاشلاً، خصوصا بعد احجام الوزير علي حسن خليل عن المشاركة فيه بسبب الرسالة التي كان تلقاها الرئيس بري من الوزير باسيل حول صلاحيات مجلس الشيوخ المنوي انشاؤه والذي ينتقص من صلاحيات مجلس النواب.

وبحسب المعلومات التي اوردتها “الجمهورية”، فقد أصرّ وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع على السير بالمشروع التأهيلي كـ”حلّ هو الأفضل” للوضع الانتخابي المعقّد، مقروناً بطرح إنشاء مجلس الشيوخ في آنٍ معاً.
وقد أيَّد مدير مكتب رئيس الحكومة، نادر الحريري باسيل، فيما أبدى ممثّل “حزب الله” حسين خليل ملاحظات أساسية على طرحه، أمّا موقف “القوات اللبنانية” فلم يكن مؤيّداً بالكامل، خصوصاً وأنّ النائب جورج عدوان طرَح سلسلة أسئلة وملاحظات جوهرية حوله وحول مدى قدرةِ هذا الطرح على جذبِ توافقِ السياسيين عليه.

اقرأ أيضاً: بعد فشل اقرار قانون انتخاب جديد: التمديد أو الستين

بري: الكرة في ملعبهم
وفي سياق متصل رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ “الجو الانتخابي تعرّضَ لرياح لطيفة في الساعات الماضية حملت معها أجوبةً إيجابية ومشجّعة” على طرحه حول النسبية ومجلس الشيوخ الذي تقدَّم به وأودعَه القوى الأسياسية.
وأشار بري إلى أنّ “الأمور انحدرت مساء الخميس وبشكل مفاجئ من الإيجابية إلى السلبية، مع أنّنا اعتقدنا أنّ الأمور شارفَت على أن تصل إلى خواتيمها السعيدة لولا جاءَنا ردٌّ سلبي قبل منتصف الليل صَدم الأمور بالحائط”. وقال بري: “أنا أمام ما استجدّ لم يعُد عندي شيء، فقد قدّمتُ لهم أفضلَ ما يمكن أن يقدَّم لهم، الكرة ليست في ملعبي، بل هي في ملعبهم. لا أقبل بالتمديد أبداً، ولا أقبل بالفراغ أبداً، الكرة عندهم ومسؤوليتُهم أن يصلوا إلى قانون توافقي، وأنا أنتظرهم”.
وعن سبب غياب وزير المال علي حسن خليل عن اجتماع وزارة الخارجية، قال: إنّه مشغول.
هذا وعبّر زوار بري لصحيفة “المستقبل” عن “تطورات دارماتيكية دفعت بري إلى تعليق مشاركة وزير المال علي حسن خليل في اجتماع وزارة الخارجية وسائر الاجتماعات الانتخابية التشاورية حتى إشعار آخر”.
فروى زوار بري أنه “وبعدما كان قد تلقى أجواء إيجابية من كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري حيال مشروع قانونه الرامي إلى إنشاء مجلس شيوخ مقابل انتخاب مجلس نيابي وفق النظام النسبي، عاد فتفاجأ بتبلغه من خليل أنّ وزير الخارجية جبران باسيل أرسل إليه “فاكس” أمس يتضمن مشروعاً مغايراً لإنشاء مجلس للشيوخ ينسف فيه معظم صلاحيات المجلس النيابي ويجيّرها لصالح هذا المجلس”.

اتفاق الطائف
وأشار الزوار الى أنّ “بري انتفض ممتعضاً وقال: “شو عم نلعب هيدا مش شغل”، ليوعز في ضوء ذلك إلى وزير المالية بتعليق مشاركته في الاجتماعات التشاورية، مضيفاً: “يريدون اللعب على حافة الهاوية أنا حاضر، يريدون تطيير مجلس النواب والحكومة فليكن ولنذهب إلى مؤتمر تأسيسي حتى وإن كنتُ شخصياً غير راغب فيه”.
ولاحقاً، علمت “المستقبل” أنّ “النائب غازي العريضي زار عين التينة موفداً من رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط وأعلم بري أنّ “الحزب التقدمي الاشتراكي” أبلغ كل الأفرقاء موقفه الرافض لكل المشاريع الانتخابية المطروحة، مع التشديد على اعتبار السبيل الوحيد المؤدي إلى تفادي الفراغ التشريعي يكمن في إجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ في حال عدم التوصل إلى قانون توافقي بديل”.

اقرأ أيضاً: الحرية بين العطاء الإلهي، والإستهتار البشري

مجلس الشيوخ
لفتت أوساط سياسية عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى ان هناك “شبه استحالة توقُّع النجاح في إنجاز تفاهُم حول قانون انتخابٍ متلازم مع إنشاء مجلس شيوخٍ تشكيله عالِق منذ نحو 27 عاماً، لافتة الى مجموعة ألغام تعترض طريق قيام مثل هذا المجلس بدءاً من الصراع حول طائفة رئيسه بين المسيحيين والدروز وصولاً الى صلاحياته والمهمات المنوطة به،” لافتةً الى “تحفُّظ حول هذا المجلس كان أبداه “حزب الله” عبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض لجهة اعتباره ان الطائف في بنوده الإصلاحية كلٌّ متكامل، لا يصحّ تطبيقه مجتزأ، وأن عناصره الإصلاحية مترابطة بتوازن مع بعضها البعض من تشكيل الهيئة الوطنية العليا، الى وضع خطة لإلغاء الطائفية السياسية، إلى انتخابات خارج القيد الطائفي، إلى تشكيل مجلس شيوخ طائفي، ومروراً باللامركزية الإدارية”.

السابق
اعتصام لسائقي الشاحنات في عكار احتجاجا على المنافسة السورية
التالي
«تقويض» ركائز لبنان لـ«تعويض» خسائر الميدان