دمّر المقداد ضحيّة النظام و«البيئة المقاومة» لا ضحية تمام بليق

دمر المقداد
من نوح زعيتر إلى دمر المقداد، نموذجان يعكسان واقع منطقة بعلبك الهرمل المهملة والعاصية على الدولة.

ضجّت المواقع يوم أمس الأربعاء 16 اذار، بالتعليقات التي انتقدت الإعلامي تمام بليق على خلفية ما قدمه في حلقة “بلا تشفير”، من مادة إعلامية تمّ تفسيرها على أنّها مسيئة لمنطقة بعلبك الهرمل.

اقرأ أيضاً: ابو سليم مكسور وذليل في برنامج بدون تشفير…

فـ”بليق” الذي صوّر الحلقة خارج الاستيديو وتحديداً في امبراطورية تاجر الأسلحة “دمّر المقداد”، عارضاً للملء المظاهر الميليشياوية المسلحة وحالة التفلت من الدولة، أثار غضب البقاعيين الذين وجدوا في هذه المقابلة مع المطلوب بـ 50 مذكرة توقيف ما يسيء إلى بلدتهم.

حلقة أمس، ليست الحلقة الجدلية الأولى التي يكون فيها الضيف “خارجاً، عن القانون”، إذ سبقها منذ ما يقارب العام حلقة استثنائية قدّمها بليق مع المطلوب نوح زعيتر، والجامع بين الإثنين هو السلاح المتفلت، والهروب من الدولة، والإنتماء لمنطقة منكوبة ومرهونة لميليشيات المخدرات وتجارة الأسلحة.

إلا أنّ هذا النوع من الإطلالات لا يترافق فقط مع انتقاد للإعلام ولدوره السلبي، وإنّما مع سؤال عن الجمهورية القوية والعهد القوي، والفوضى..
إذ قد تساءل العديد بعد تصريحات المقداد وتأكيده على ارتكاباته وعلى أنّه متفلّت من العدالة، عن الهيبة، لاسيما وأنّ هذا الحدث تزامن مع ظهور جديد لنوح زعيتر في حضور شخصيات دينية وسياسية من حزب الله وحركة أمل وذلك في عزاء يخصهم.

غير أنّ الصورة الحقيقة ليست في نوح زعيتر المقاوم، ولا في المقداد الذي أكّد أنّه من مؤسسي حزب الله ومن أول جرحى المقاومة وأنّ السيد حسن نصرالله هو الذي يمنح الأوكسجين للبنان وللعرب.

المطلوب نوح زعيتر

الصورة هي في هذه المنطقة المحرومة، وفي التهميش وفي سطوة الميليشيات، حيث أنّه عند متابعة كل من نوح زعيتر و دمر المقداد، تدرك أنّ كل من الإثنين ليسا من أصحاب نوايا جرمية، بل على العكس تماماً، هما شخصيات ذات طابع بسيط (معترة)، غلبتها الظروف فتحوّلت إلى ما تحوّلت عليه.

فبعلبك الهرمل (مسقط رأس كل من زعيتر والمقداد) أو “خزان المقاومة” كما يحلو للبعض أن يسميها، هي للإستثمار السياسي، والحزبي، فالثنائية الشيعية اتفقت على بقاء هذه المنطقة مطوقة بحزام من الحرمان والفقر والأمية وعلى إخضاعها للمزاج العشائري وذلك لدواعٍ انتخابية أو قتالية، فيما الدولة الضعيفة هي الغائب عن هذه الساحة أمنياً واقتصادياً وسياحياً!

اقرأ أيضاً: ليلة تورُّط سعاد العشي بمهزلة «بلا تشفير»

“بعلبك” تملك كلّ المقومات، ولكن الحزبية قد انتهكتها لتضعها في محور استغلالي..
في بيئة أخرى كان يمكن لـ”نوح زعيتر” أن يكون طبيباً أو مهندساً، وكان يمكن لـ”دمّر المقداد” أن يكون تاجراً، إلا أنّ بيئة المقاومة التي تحتاج للفتوات والمستقوين على القانون أوقعتهم وغيرهم فصاروا أبطالها وضحاياها، لا ضحية تمام بليق وبرنامجه الأصفر “بلا تشفير”!.

السابق
المجلس الشيعي الأعلى ينتخب قبلان رئيساً والشيخ علي الخطيب نائباً له
التالي
سيرين عبد النور الممنوعة سورياً توجه رسالة إلى دمشق!