الخطوة الحريرية الأولى طرابلسياً.. خيبة!

سمعنا في المرحلة الأخيرة في عدّة إطلالات رمضانية للرئيس سعد الحريري عملية جلد للذات، وكان موقف احترمناه منه لكونه نواة تغيير وبداية عهد جديد في تيار المستقبل الذي وصل إلى مرحلة الموت السريري.

اعترف الرئيس الحريري أنّ الانتخابات البلدية كانت محور دراسة لا سيما في طرابلس، حيث أنّ صناديق الاقتراع لم تلتزم بالتحالفات السياسية المتناقضة واتجهت للصوت الشعبي المعارض للاعتدال المبالغ به والرافض للتقاطع من حزب الله.
فالطرابلسيون لم يصوتوا لريفي، وإنّما صوتوا ضد ما وصفوه بمشروع حزب الله الذي لن يمرّ طريقه شمالاً، ولن يترجم بهذه التحالفات الهجينة.
الحريري والذي صرّح في عدة تغريدات تويترية أنّه آتٍ للشمال وعائدٌ لأهله ليقول لهم كل شيء، وليضع النقاط على الحروف، وليعيد الوصل بينه وبين أبناء المدينة الذين لم يعودوا حريريي الهوى، استطاع لحد ما ولمرحلة ما إعادة البعض من التعبئة الشعبية حوله.

الحريري وميقاتي

بعد الانتخابات البلدية سمعنا الكثير عن التطلعات الزرقاء، منها إقالة أمناء المستقبل في الشمال، وإعادة قراءة في التحالفات ومحاولة لمّ الصف. ولكن ما إن فاحت رائحة الاستقالات الجماعية حتى أعاد التيار ممثليه نافياً التخلي عنهم.

إصلاحات التيار لم تظهر إلا من خلال الخطابات الرمضانية المسبوكة والقوية، وذات النزعة الانفعالية، واستطاع الحريري بين التويتر والإطلالات أن يعيد البعض من الجمهور العتب لصفه الذي عوّل على العِبر التي اعترف هو نفسه بها.

إقرأ أيضاً: هل يتحالف الحريري وميقاتي نيابياً في مواجهة ريفي؟

زيارة الحريري لطرابلس، سبقت بعدة تحليلات، وفي حين أنّ مصادر في التيار الأزرق تصرّح سرية وعلنية أنّ التحالف كان خطيئة، فيما تسرّب مصادر أخرى أنّ المياه الراكدة بين الحريري وريفي سوف تعود لتتحرك بمنحى ايجابي، كانت المفاجأة دعوة أهل التحالف وتجاهل الوزير أشرف ريفي.
لتشكل كلمة أمس التي ألقاها الحريري خيبة للمدينة، “حلّوا عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسمه”، رسالة واضحة وجهها الحريري للوزير المستقيل من الحريرية السياسية، ليذهب بعدها ويرتشف قهوة تحالف الأضداد في دارة ميقاتي مؤكداً على التكاتف والمضي سوية.
خطوة العودة لطرابلس، لم يوفق بها الحريري، تكرار الخطأ لن يعيد أهل المدينة إليه، والاستمرار في نهج التحالف والتقاطع مع ممثلي قوى 8 آذار في وجه الوزير ريفي، لن يكون لمصلحة أحد إلا ريفي الذي أصبح في الحاضنة السنية ممثلاً لتطلعاتهم.

إقرأ أيضاً: الحريري وميقاتي في خندق واحد ضد اشرف ريفي

كلمة أخيرة، يكرر علينا الرئيس الحريري في كل إطلالة ولقاء وتصريح مانشيت “ما حدا أكبر من بلدو”، ويبرر التنازل بمفهوم الاعتدال، ليظلّ السؤال وإن أخدنا جدلاً أنّ ريفي أخطأ، فكيف يمكن لمن تجاوز لدغات 7 أيار وضربات انقلاب ميقاتي والصفدي في حكومة 2011 والتي كانت سوف تكون قاضية للحالة الحريرية لولا اوكسجين الثورة السورية، أن يعزز السرطان وأن يظهر العداء لـ” نكزة صديقة” لم تؤذِ بقدر ما كان هاجسها التصويب!

السابق
الحريري وميقاتي في خندق واحد ضد اشرف ريفي
التالي
بالصورة: عنصر من حزب الله يسقط في حلب بعد خطاب نصرالله