ضغوط جدية لانتخاب فرنجية رئيساً وعون لن يتنازل

مع بداية العام الجديد، يعود السجال، وتعود مواقف القوى السياسية وزعمائها لتشرح، وتفنّد مصير مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومعها ملف الانتخابات الرئاسية، بعد مضي 18 شهرا على الشغور في قصر بعبدا.
مصادر نيابية في “التيار الوطني الحر” ترى ان هناك ضغوطا وتحركات جدية من قبل جهات عدة، محلية واقليمية، وحتى دينية، لصالح انتخاب رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
وتؤكد المصادر نفسها ان رئيس تكتّل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون ليس في وارد التنازل عمّا يقول أنّها أحقيته في منصب رئيس الجمهورية، مشيرة الى ان الاسباب التي يرددها أنصار مبادرة الحريري، غير واقعية، وغير صحيحة، وفيها الكثير من التجنّي وقلب الحقائق، وان مروّجيها، متيقنون من عدم صدقيتها، لكن هدفهم الأساس  ليس حل ملف الانتخابات الرئاسية، ولا علاقة لهذا الامر، بما يخوفون الناس به  لجهة ان استمرار الفراغ ربما يكون سببا في تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد.
وتؤكد  المصادر ان هدف التحرك الجديد من قبل “تيار المستقبل“، هو قطع الطريق على جهود تبذل بين القوى المسيحية، صاحبة الحيثية التمثيلية الصحيحة، للتوصل الى تفاهم، يقضي بايصال من يعتبره المسيحيون الشخص المؤهّل لتمثيلهم في اعلى منصب لهم في الجمهورية اللبنانية.
وفنّدت المصادر نفسها في هذا السياق المغالطات التي توردها أوساط الحريري، وخاصة التي أفتى بها مؤخرا رئيس “كتلة المستقبل” فؤاد السنيورة، والتي تعدد الاسباب التي تجعل من العماد عون غير مقبول لديهم.

وتقول المصادر نفسها ان السنيورة في كلامه الاخير، فضح بعضا ما تخبئه المبادرة الرئاسية او ربما حرف مضمونها او مصدرها، كما تراجع عن موقفه السابق منها المتحفظ عنها (حديثه الى احدى الصحف الخليجية). وهو ايضا نفى ان تكون واشنطن او عواصم أوروبية اخرى وراء المبادرة، رغم ان الجميع، بمن فيهم النائب فرنجية،على علم بان السفير الأميركي السابق ديفيد هيل كان احد ابرز طباخيها، وهو كان يضع رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط بكل جزئية تتعلق بها.
وترى المصادر ان تفنيد السنيورة أسباب تبني “تيار المستقبل” ترشيح فرنجية يثير الكثير من الاستغراب، اذ ان السنيورة قال ان رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” لا يزال ينطلق من مبدأ رفضه اتفاق الطائف، وهو امر تدحضه الرسائل الثلاث التي بعثها عون الى سفراء السعودية والمغرب والجزائر، وهي الدول التي كانت عرّابة اتفاق الطائف عام 1989،عندما تشكلت في حينه اللجنة الثلاثية العربية من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز وملك المغرب الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.

واشار العماد عون في هذه الرسالة إلى اتفاق الطائف، مذكرا رؤساء وملوك هذه الدول  بضمانتهم له واهمية دعم لبنان في هذه المرحلة.
ولفتت المصادر الى ان السنيورة أورد ايضا في معرض تبريره تبني ترشيح زعيم تيار “المردة”، ان فرنجية قدّم نموذجا إيجابيا من خلال تجربته في وزارة الداخلية وتجربة الوزيرين بسّام يمين وروني عريجي، عكس ما فعل وزراء “التيار” في الطاقة والاتصالات، في حين ان احدًا لا ينسى موقف تيار “المستقبل” حيال فرنجية إبان انتخابات العام 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. فقد حمّل الحريري الابن حينها فرنجية شخصيًا المسؤولية المعنوية عن اغتياله، وذهب بعض المستقبليين الى اتهام احد اقرب مستشاري رئيس تيّار “المردة” بالتآمر مع قتلة الحريري. ثم عمل “المستقبل” على إسقاطه في عرينه، لمصلحة غريمه النائب السابق سمير فرنجية. وقبلها شنت حملة شعواء ضد فرنجية اثناء توليه وزارة الصحة، حيث اتهمه تيّار “المستقبل” بانه صرف من خارج الموازنة المخصصة لوزارته، ولوح له تكرارا بالقضاء.
ورأت هذه المصادر ان اي طبّاخ لرئاسة الجمهورية اللبنانية، سواء كان محليا، او عربيا، او اجنبيا، لم يعد بامكانه تخطي القوى الاساسية المعنية بهذا الملف، وهي القوى المسيحية، على الرغم من التسليم بان هذا الملف هو ملف وطني بامتياز.
وبانتظار ما ستحمله الايام والأشهر المقبلة من العام الجديد، فان الثابت في ملف الشغور الرئاسي هو ما يقوله “حزب الله” بان عون هو ممر إلزامي للانتخابات الرئاسية، وان الحزب لن  يتخلى عن ترشحه لحليفه الأساسي، والمطلوب من المهتمين باقفال هذا الملف، معالجة هذه العقدة، والاّ يتلهّوا بمبادرات ومناورات تعقّد الحياة السياسية في لبنان وتدخلها في متاهات من الصعب التنبؤ بنتائجها.

السابق
«حركة النجباء» العراقية تتوعد السعودية: «انتظروا ردنا في عقر داركم»
التالي
إيران ثاني أكثر الدول ممارسة لعقوبة الإعدام