التشريع: يواجه تصعيد ميداني واطاحة بالتحالفات؟

على الرغم من العمل الجاري لتسوية الجلسة التشريعية، ورغبة معظم الأطراف تجنّب أزمة تضاعِف التأزيم الحاصل بدلاً من احتوائه، إلّا انه على ما يبدو وصلت الأمور إلى حد تهديد التحالفات وهذا ما ترجمته المعطيات أولاً بكسر الجرة بين برّي وعون الذي سيكون له موقف تصعيدي اليوم، إضافة إلى احتمالية تزعزع العلاقة بين القوات والمستقبل وذلك من خلال رسالة جعجع للحريري في تصريحه أمس

احتدم النقاش أمس ” على خلفية تمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بانعقاد تشريع الضرورة يومي الخميس والجمعة وفق جدول أعمال تحتل أولوياته عملية إنقاذ البلد مالياً واقتصادياً، في مقابل الفيتو الذي نجح “إعلان النيات” العوني القواتي في رفعه بمواجهة انعقاد الجلسة التشريعية ما لم تلحظ في جدولها مشاريع قوانين جديدة للانتخابات النيابية مع إدراج إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على عقدها رغم مقاطعة كتلتي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في خانة “قتل” الميثاقية.

وأتى جواب عين التينة مقتضباً وغير مباشر من خلال بيان كتلة “التنمية والتحرير” التي أهابت إثر اجتماعها برئاسة بري “بالكتل تحمّل مسؤولياتها” من منطلق التأكيد على “أهمية المشاركة في الجلسة التشريعية خلال هذا الأسبوع نظراً إلى أهمية إقرار القوانين المدرجة في جدول الأعمال ولا سيما ما يتعلق بالشأن المالي بما يحفظ استقرار البلد ويحميه من المخاطر المحدقة به”.

إقرأ أيضًا: محدلة بري التشريعية «ماشية» فهل توقفها تظاهرة لـ«أقوياء الموارنة»؟

ولم يتمكن اجتماع النائبين ابراهيم كنعان وجورج عدوان برئيس المجلس النيابي من إحداث خرق جوهري حتى الساعة في المواقف سيما وأنّ كنعان وعدوان تحدثا بعد الاجتماع عن “تهديد الكيان” و”مدلولات خطيرة للغاية على العيش المشترك” في حال انعقاد التشريع بغياب “التيار” و”القوات”.

وأكدت مصادر عونية لـ”المستقبل” أن “أحد أبرز المخارج التي طُرحت أن يتم إدراج موضوع قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال جلسة التشريع بحيث يبدي المجلس النيابي التزامه بمناقشة الموضوع في جلسة تشريعية لاحقة تخصص لمسألة القانون الانتخابي الجديد، غير أنّ بري لم يقبل بهذا المخرج وتعقّدت الأمور”.

وقد أبلغ  بري عدوان وكنعان توجهه إلى التصويت على قانون استعادة الجنسية كما قدمه نواب “التيار” و”القوات” في خطوة لتطرية الأجواء، ولكن يبدو أن طرفي ورقة “إعلان النيات” لن يتزحزحا عن مطلبهما المتعلق بقانون الانتخاب، وأهمية بدء عملية درسه، وليس بالضرورة إقراره في جلستي الخميس والجمعة، آخذين في الاعتبار أن موعد الانتخابات سوف يحلّ بعد نحو سنة وثلاثة أشهر، وأن بعض الجهات السياسية قد يكون يفضّل إبقاء “قانون الستين” الذي لا يؤيده بري.

إلى التصعيد

كما أجمعت  المعطيات على أن الأجواء تتجه إلى مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة وقد تترجمها مواقف سياسية وإعلامية أعلى نبرة، أو عملية من خلال الدعوة إلى إضرابات وربما أكثر. إذ أن  تحركات معبرة عن رفض انعقاد جلسة تشريع في غياب الكتل المسيحية الكبرى ستكون مؤثرة، وقد تسبق موعد الجلسة الخميس أو تتزامن معها وربما تلتها، والقرار في شأنها لا يزال قيد البحث.

إقرأ أيضًا: 72 ساعة للتشريع: هل من مخرج يفاجئ الجميع؟

عون إلى التصعيد والجرة مع بري كسرت

توقعت مصادر “التيار الوطني الحر” أن تعبّر إطلالة عون اليوم عن جوّ تصعيدي. وقد ربطت العديد من الصحف أن  التمسك بموعد ما سمي “جلسة تشريع الضرورة”، معركة كسر عظم بين بري وعون بلغت اقصاها وانعكست على مجمل الملفات.

 

جعجع يوجه رسائل بالجملة: نؤيد إقرار القروض ولا يزايد أحد

تقصّدَ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بحسب توجيه رسالة إيجابية أمس لرئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه “أب الميثاقية الحديثة”، بهدف إبقاء أبواب الحلول مفتوحة، وتبريد المناخات المتشنّجة،

قال: “إننا نؤيد إقرار القروض التي تنتهي آجالها قريبا، فلماذا تزايدون علينا؟ همّنا إدراج هذين المشروعين (استعادة الجنسية وقانون الانتخاب) لأهميتهما، فما الفارق بين إقرار القوانين المالية في 13 أو 14 من الجاري أو في أي يوم آخر ضمن المهلة المحددة”؟ .

وكان البارز قوله قال للرئيس سعد الحريري: “أهم إرث تركه الرئيس رفيق الحريري هو ما قاله: “أوقفنا العد”، نحن مع المناصفة والاعتدال والشركة والميثاقية وانت الأحرص على الحفاظ على إرث أبيك”.

إستياء “المستقبل”

لفتت مصادر “المستقبل” لـ “الأخبار”  إلى أن كلام جعجع أثار استياءً كبيراً داخل التيار، وأشارت إلى أن “الرئيس الحريري حافظ على هذا الإرث من خلال ممارسته في العمل السياسي في إطار الثوابت التي جمعته بحلفائه منذ عام ٢٠٠٥”. وقالت: “لا يمكن جعجع أن يكون أحرص منا على إرث الرئيس الشهيد ولن نقبل بكلامه ما دام يستخدمه في سياق المزايدات المسيحية – المسيحية”.

السابق
التحكم المروري: جريح في تصادم بين سيارة ودراجة نارية في المتحف
التالي
ابو فاعور اوعز باقفال مسلخين في رب ثلاثين وبئر مياه في دير الزهراني