حسن خليل: التسوية في الازمات السياسية عيب ولكنها حاجة للوصول الى حل

رعى وزير المالية علي حسن خليل حفل تكريم الفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي بدعوة من كشافة الرسالة الاسلامية – مفوضية جبل عامل.

واقيم للمناسبة احتفال حاشد في مؤسسة جبل عامل المهنية في البرج الشمالي حضره الى الوزير خليل النائب علي خريس، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، المطران شكرالله نبيل الحاج وحشد من رجال الدين والشخصيات الاجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية واعضاء من المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في حركة “امل”.

الوزير خليل الذي قدم التحية باسم الرئيس نبيه بري، قال: “امام هذا المشهد الملائكي الذي تجسده الاخوات نحن لسنا في احتفال شكلي او مشهد مسرحي بل هو مشهد فيه الكثير مما يجب ان يكون من المعاني والقيم التي تعكس الالتزام الخالص بالمبادئ التي جسدها الامام القائد السيد موسى الصدر فنحن امام مشهد بناء الانسان الواعي والمثقف بثقافة منفتحة بعيدة من التعصب”.

واضاف: “نحن نعيش في عالم تحكمه العصبيات والحساسيات، لكن استطعنا بوعي حركتنا وثقافتنا ان نقفز فوق هذا الامر وان نقدم انفسنا كما نحن رواد حوار وانفتاح وتعاط ايجابي مع كل الناس حيث لا اعداء لنا الا اسرائيل والا الذين يمارسون العداء لوطننا ولقيمنا ومبادئنا”، مضيفا: “نحن قادرون بهذه الثقافة ان ننظم علاقتنا مع الجميع على قاعدة الحوار والانفتاح والتعاطي المسؤول البعيد من كل ما يفرق بين الناس لان هذه الثقافة هي التي تحافظ على لبنان الانموذج الذي كان ويجب ان يبقى نقيض العنصرية الصهيونية كما اراده الامام الصدر عندما قال ان سلمنا الداخلي هو افضل وجوه الحرب مع اسرائيل وان وحدتنا الوطنية تشكل ركيزة المواجهة وان عيشنا المشترك هو الرسالة التي يجب ان توجه لكل العالم”.

واضاف: “نحن نحتاج الى وطن نشعر به بالامان، الى وطن نشعر بانتظام مؤسساته وادارته ليلبي طموحات الابناء ليحمي آمالهم وليعالج آلامهم”، واضاف: “لكن للاسف نحن نعيش في لحظة من اسوأ اللحظات السياسية التي يمر بها وطننا لبنان في وقت كان يفترض في ظل ما يجري في المنطقة ان نحافظ على ركائز نظامنا وان نحمي مؤسساتنا وهذا ما عمل عليه الاخ الرئيس نبيه بري خلال الاشهر الماضية على مستوى الدفع في اتجاه عمل المجلس النيابي او الحكومة، لكن للاسف وصلنا الى لحظة حرجة تعطلت فيها لغة المنطق وقدم الكثيرون حساباتهم السياسية الخاصة على حساب مصلحة الوطن فتعطل المجلس النيابي وتعطلت معه مصالح الناس كما تعطلت اعمال الحكومة التي تتصل بحياة الناس اليومية”.

وتابع: “نحن اليوم بصراحة نعيش بأسوأ المراحل حتى أبسط القضايا الاجتماعية نحتال على القوانين من اجل ان نمررها لتبقى عجلة الدولة قائمة. بصراحة اقول لا يمكن لهذا الوضع ان يستمر ولا يمكن لوطن يواجه مثل هذه التحديات على حدوده الشمالية والجنوبية وعلى حدود اقتصاده مع الدول العربية على حدود امانه السياسي والعسكري في المنطقة لا يمكن لهذا الوطن الصغير ان يبقى مستمرا وكل ادوات السلطة فيه معطلة تحت عناوين مختلفة”.

واضاف: “لن ادخل في حسابات من له الحق ومن عليه الحق فكلنا علينا مسؤولية في اعادة عجلة الدولة الى الدوران من المجلس النيابي الى الحكومة الى عمل الادارات الى ابعاد مؤسساتنا عن التجاذب السياسي. اقول هذا الكلام وانا اعرف ان مستوى الاشتباك السياسي ارتفع لكن بصراحة ما زال هناك فرصة حقيقية لتلقف لحظة التسوية التي يمكن ان تكون عجلتها قد دارت وتحتاج الى بعض الوقت لكن الامور تتطلب منا ان نبادر بمسؤولية رغم كل الذي حصل في الايام الماضية”، معتبرا “ان التسوية في لحظات الازمات السياسية عيب، وليست تهمة سياسية بل حاجة من اجل الوصول الى حل يعيد الانتظام العام”.

وقال خليل: “نحن لسنا في موقع العداء مع احد، نحن نختلف في السياسة ونعبر عن الاختلاف ولا نقبل لاحد في هذا البلد ان يضعنا في الموقع الذي نحن لسنا فيه واننا نمد ايدينا الى الجميع ونلتزم بما عاهدنا عليه وبما وعدنا به وهذا الالتزام مبدئي نابع من قراءتنا لمخاطر الوضع في المرحلة المقبلة، وعلى هذا الاساس نقدم لغة الحوار الوطني الذي رأينا به وما زلنا فرصة امام القوى السياسية لكي تعبر عن نفسها وعما تراه موقفا مختلفا مع الطرف الآخر وهذا امر طبيعي، والا ما معنى الحوار”، منتقدا الذين قالوا ان الحوار لم يعط نتيجة من الجلسة الاولى والثانية، وقال: “من هو العاقل الذي يتوهم ان الحوار سينتهي في جلسة او ثلاثة في ظل هذا الخلاف السياسي القائم”، لافتا الى انه “في الجلسة الثانية للحوار قد وصلنا الى مرحلة تقدم حقيقي في مقاربة القضايا حيث لمسنا تقاطع مواقف حول الكثير من القضايا المتصلة بالمستقبل السياسي، وهذا مؤشر انه بامكاننا ان نتفق لان الاتفاق ليس خيارا بل هو قدر حتمي امام كل اللبنانيين”.

وختم خليل داعيا الى “عدم المراوحة في موضوع ازمة النفايات، لان ليس هناك سببا حقيقيا في عدم تطبيق ما اتفق عليه في اللجنة الوزارية والمجتمع المدني”، معتبرا “ان استمرار هذا الامر يطرح العديد من علامات الاستفهام حول من هي الجهة التي تريد ان يبقى الوضع في اطار المراوحة التي نعيش”.

وتخلل الاحتفال كلمة باسم كشافة الرسالة الاسلامية القتها عضو المفوضية العامة فدوى شمس الدين اضافة الى فقرة فنية من وحي المناسبة قدمتها زهرات من الكشافة.

السابق
المرشد بوتين والرفيق نصرالله
التالي
الكنيسة و«المعركة المقدسة»..